وصف الرئيس التونسي السابق ورئيس حزب "حراك تونس الإرادة"، المنصف المرزوقي، اليوم الأحد، ما يحدث في مصر استعداداً للانتخابات الرئاسية بـ"اغتيال الديمقراطية واغتيال السياسة والأمل"، داعياً "المجتمع الدولي والمثقفين في العالم العربي" إلى التصدي لما سماه "بلطجة سياسية وقحة".
وانتقد المرزوقي بشدة حملة سجن وترهيب المرشحين للرئاسة المصرية من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، المرشح أيضاً للانتخابات، معتبراً أن ما حدث "يقود إلى الهاوية".
ويعدّ تعليق المرزوقي على الأحداث المصرية الأول من نوعه، إذا لم يكن الوحيد، في تونس، منذ انطلاق حملة الاعتقالات والتضييق في مصر على المرشحين لمنافسة السيسي، إذ فضّلت الأحزاب والمنظمات الحقوقية والنقابية في تونس عدم الخوض في أحداث الجارة مصر، محتفظة لنفسها بموقفها من مسار الانتخابات وظروف سيرها.
وكتب المرزوقي على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك" "بعد إرهاب وسجن كل المرشحين في مصر للانتخابات الرئاسية المقبلة، سواء أكانوا من السراي، مثل (سامي) عنان، أو من خارجه، مثل (عبد المنعم) أبو الفتوح، من حقنا القول إن العملية هي في أرض الكنانة... اغتيال للديمقراطية واغتيال للسياسة واغتيال للأمل". واعتبر أيضاً أن ما يحدث يشكل "نذيراً بتواصل اغتيال بطيء لعشرات الآلاف من السجناء، ومنهم الصديق والأخ والرئيس محمد مرسي، وتطليق وهم أي تطور ممكن للنظام نحو فضّ الأزمة الخانقة بينه وبين جزء متعاظم من المجتمع المصري". كذلك أشار في السياق ذاته إلى أن ما يحدث "باب يفتح على نفق أسود يفتح على هاوية"، بحسب تعبيره.
ودعا الرئيس التونسي السابق "كلّ السياسيين العرب، وكلّ مثقّفي الأمة، للوقوف بشدّة أمام عملية البلطجة السياسية الوقحة التي تحصل في مصر، فهناك يلعب جزء كبير من مصير العرب.. ونبقى ننتظر موقف الدول الديمقراطية الغربية".
وحذّر المرزوقي الدول الديمقراطية في العالم من مساندة "رجل ضرب بعرض الحائط كل القيم التي تدّعي الدفاع عنها، وإذا اكتفت بالتعبير عن الأسف والقلق إلخ.. وإذا اعترفت بنتائج هذه الانتخابات، فلن يكون لها الحق في التكلّم باسم الديمقراطية، أو ادعاء الدفاع عنها والوصاية عليها"، بحسب كلامه.
وتحاشى السيسي طوال فترة رئاسته زيارة تونس، على الرغم من دعوته في مناسبتين، من قبل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، وذلك بسبب ما رصدته السلطات المصرية من رفضٍ شعبي وتنديد عددٍ من الأحزاب والمنظمات بمثل هذه الزيارة.
يذكر أنه حينها نزل ناشطون ومنظمات وأحزاب إلى شارع بورقيبة في العاصمة تنديداً بزيارة محتملة للسيسي، معتبرين أنه غير مرحّب به في تونس، بلد الديمقراطية والثورة، ورافعين شعارات منددة بالانتهاكات التي تحصل في مصر خلال عهده بحق سياسيين وصحافيين وحقوقيين.