دعت المرجعيات الدينية في القدس، اليوم الخميس، إلى إقامة صلاة العصر في المسجد الأقصى، موضحة أنه تم تحقيق النصر في هذه الجولة.
وأكدت المرجعيات في بيان تلاه رئيس المجلس الأعلى للأوقاف في القدس، الشيخ عبد العظيم سلهب، إزالة البوابات الإلكترونية من المسجد، وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقاً، لافتة إلى أنه تم إجبار الاحتلال الإسرائيلي، على سحب البوابات الإلكترونية، والكاميرات الذكية وإنزال ما نصبه من جسور معدنية ومسارات".
وقالت في البيان إن: "هذا هو جزء من مطالب الشعب الفلسطيني العادلة، المتمثلة بإعادة مفاتيح باب المغاربة المغتصبة منذ عام 1967 لدائرة الأوقاف الإسلامية، ودخول المسلمين من كافة أبواب المسجد الأقصى بحرية دون أية إعاقة".
وأوضحت أن اللجنة الفنية أكدت إزالة البوابات الإلكترونية من مداخل المسجد الأقصى، مضيفة أنه "بعد نقاش مستفيض، وقد حققنا هذا النصر في هذه الجولة، فإننا ندعو أبناء شعبنا في القدس والداخل الفلسطيني وكل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى للدخول الجماعي إلى ساحات المسجد الأقصى المبارك".
وطالبت المرجعيات بأن يدخل المصلون المسجد "مكبرين مهللين، والألسنة تلهج بالدعاء إلى الله عز وجل أن يحفظ أقصانا وقدسنا وشعبنا، بما يليق بمكانة المسجد الأقصى، ونفوّت الفرصة على عدونا المتربص بنا".
ولفتت المرجعيات الدينية، في بيانها، إلى أن "هذه المطالب العادلة هي بعض حقوق الشعب الفلسطيني، التي يجب الاستمرار في المطالبة بتحقيقها، حتى يبقى المسجد الأقصى شامخا عزيزا يدخله المسلمون بحرية تامة وكاملة وغير منقوصة".
وشدد البيان على أن "دائرة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بمدينة القدس هي المسؤول المباشر عن شؤون المسجد الأقصى المبارك، وصاحبة الكلمة الأولى والأخيرة، ولا يجوز بأي حال للاحتلال أن يتدخل في شيء من مهامها، حيث ثمنت المرجعيات الدينية موقف الدائرة وموظفيها وحراس المسجد الأقصى على وقفتهم المسؤولة".
وأضافت المرجعيات في بيانها "إن الصمود التاريخي الذي سطره أهل بيت المقدس خاصة، والشعب الفلسطيني عامة، وإجماعهم حول قضية الأقصى، أرغم الاحتلال على التراجع عن قراراته الأخيرة الباطلة والظالمة بحق المسجد الأقصى"، داعية إلى أن "تبقى الهمم العالية مرفوعة الرأس شامخة بكل عزة وإباء، لأن الطريق ما زالت طويلة وتحفها المكاره والأشواك"، وفق ما جاء في البيان.
وتابعت "نقدر عاليا موقف القيادة الأردنية الهاشمية، على رأسها الملك عبدالله الثاني، وموقف القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس، على دعمهم ومؤازرتهم المعهودة، ونناشد الملك عبدالله الثاني، صاحب الرعاية والوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، الاستمرار في استخدام كافة أوراق الضغط على هذا المحتل للجمه، وكبح جماحه والحد من غطرسته وغروره".
وحيّت المرجعيات كافة القوى والفصائل الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني، مسلمين ومسيحيين، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكافة أبناء الشعب الفلسطيني وقيادته ونوابه في الداخل الفلسطيني والشتات، بمختلف فئاتهم وأطيافهم، في "وقفتهم المشرفة المعبرة عن صدق انتمائهم وحبهم الوطني المعهود".
وشددت كذلك على أن "الصمود حول قضية الأقصى أجبر الاحتلال على التراجع عن إجراءاته"، معبرة عن رفضها "تحديد أعمار الداخلين إلى الأقصى".
إلى ذلك، أعلن المفتي محمد حسين، خلال اجتماع القيادة الفلسطينية، عن "عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الرابع من يوليو/ تموز"، بعد قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منذ الليلة الماضية، بتفكيك الجسور الحديدية والمسارب والكاميرات التي نصبها إلى غير ذلك من الإجراءات.
وأكد حسين أنه "لم تتم صلاة الفجر بالمسجد اليوم رغم فتح البوابات، وذلك بغرض الاطمئنان على أن كل الإجراءات الإسرائيلية، منذ 14 يوليو/ تموز لغاية هذه اللحظة، أزيلت وانتهت".
ولفت إلى أن "اللجنة أفادت بأن الأمور في بوابات المسجد الأقصى المبارك، وكل ما قام به الاحتلال أزيل تماما، وتوجه كل من حراس وسدنة المسجد الأقصى، والموظفين ليقفوا على الأبواب وليستعدوا لدخول المصلين".
وخرج آلاف الفلسطينيين، فجر اليوم، في مسيرات ابتهاج، احتفالا بإزالة الجسور والحواجز الحديدية التي كانت قد أقامتها قوات الاحتلال على المدخل الرئيسي لباب الأسباط بالمسجد الأقصى، وفي ساحته الرئيسية.
وانطلقت مواكب الفلسطينيين من مختلف أنحاء أحياء البلدة القديمة في القدس، انتهت عند باب الأسباط أمام المسجد الأقصى، حيث أقيم مهرجان حاشد تخلّله إطلاق مفرقعات نارية؛ فيما صدحت الحناجر بهتافات التكبير.