المرأة... دعوها وشأنها!

08 مارس 2020
+ الخط -
لا أحد يعرف من هي المرأة، لذلك دعوها وشأنها وانسوا أن هناك يوما عالميا لها. اهتموا بأنفسكم واكتبوا عنكم لو أردتم. إذ لا يمكنكم الكتابة عن المرأة كما لو أنها كيان واضح تستطيعون شرحه في نص..

المرأة نفسها غير قادرة على شرح ما بها من تعقيدات وانفعالات ورغبات. لذلك علينا أن نهدأ، ونحاول معرفة من نحن كبشر، دون احتفالات مملة، متباهية جدا، وغير قادرة على منحنا شيئا سوى أمل مشوش.

فلنصمت ولننعزل كي نفهم من نكون أولا، بعيدا عن كل ضجيج قد يؤثر فينا. فلنشرب القهوة وحدنا، نغني، ونحادث أنفسنا كما لو أننا صديق قديم لم نره مذ قررنا التباهي بالحديث عن الغير. فلنكن أنانيين، ونهتم بأنفسنا فقط، غير مكترثين بأحد. لعلنا بذلك نقدر على فهم شيء عمن نكون بعيدا عن الجنس.


في 8 مارس/ آذار من كل عام، يكتب الجميع أنها شيء جميل في الحياة، يعترفون لها بالحب، يوضحون كم هي جيدة جدا في العمل رغم كونها امرأة، ويقدمون لها الورد. هذا لطيف لكنه غير مناسب أبدا لما تحتاجه. هي لا تريد المساواة مع الرجل، هي سند له. وهذا لا يعني أن دورها ينحصر هنا، هي بخير إن تركت وشأنها بعيدا عن الأضواء.

اليوم العالمي الحقيقي للمرأة هو اليوم الذي لن يُحتفل بها فيه، لأنها ستكون فردا عاديا من المجتمع وليس شيئا نسلط عليه أضواء الدرس كل مرة لنبرهن أننا لا نعاديها أو نضطهدها. هذا اليوم لا يخدم المرأة أبدا، بل يقف ضدها تماما.

إنها لا تحتاج من يدافع عن حقوقها، فلا أحد يمتلك هذه الحقوق مؤخرا. إننا نحتاج الهدوء، واستجماع النفس، والبدء من جديد بصبر ويأس. بحيث لا ننتظر شيئا من المستقبل القريب، إذ أنه لن يحصل شيء قريبا. ستظل الحروب مشتعلة، والحقوق المسلوبة مسلوبة، والحياة الصعبة صعبة. سيسير الأمر ببطء شديد، أبطأ من تحولنا من إنسان غابة إلى إنسان مدينة. لكن هذا لا يمنع أن نحاول، فبمحاولتنا نمنع العالم من السير نحو الأسوأ.

أن نكون نساء أو رجالا، يعني أننا بشر، وكل ما علينا فعله، هو أن نكون بشرا أسوياء.