المرأة الريفية في الأردن تعاني الفقر والتهميش

15 أكتوبر 2019
تعاني المرأة بالريف الفقر والتهميش (أرتور ويداك/Getty)
+ الخط -
لا تزال المرأة في الريف الأردني، تعاني بسبب الأوضاع الاقتصادية العامة، والواقع الاجتماعي الصعب، الذي يفاقمه انتشار الفقر وقلة فرص العمل، والتمييز الذي تتعرض له، إلى جانب التهميش فيما يتعلّق بتوفير الخدمات والفرص اللائقة.

المجلس الأعلى للسكان في الأردن، أصدر بياناً صحافياً بمناسبة "اليوم الدولي للمرأة الريفية"، الذي يوافق 15 أكتوبر/تشرين الأول، تحت شعار "المساهمة القيّمة التي تُقدّمها المرأة الريفية في التنمية"، وأكد فيه التزام الأردن بتعزيز تنمية المرأة الريفية، من خلال التزامه بأهداف التنمية المستدامة 2030 وبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية 1994 ومنهاج "بيجين"، واتفاقية القضاء على التمييز ضد المرأة، وغيرها من المواثيق والقرارات الدولية.

وبحسب الإحصائيات الوطنية لعام 2018، تبلغ نسبة السكان في ريف الأردن 10%، مقابل 90% في الحضر، إذ يبلغ عدد السكان حوالي 995.400 ألف نسمة، ويقدر عدد الإناث منهم بنحو 470.824 ألف نسمة، كما يبلغ متوسط حجم الأسرة الريفية 5.1 أفراد، مقابل 4.7 أفراد للأسرة الحضرية.

وفيما يتعلق بمؤشرات التمكين الاقتصادي للنساء الأردنيات (15 سنة فأكثر) واللاتي يقطن في المناطق الريفية لعام 2018، فقد بلغ معدل النشاط الاقتصادي 17%، وسجلت نسبة المشتغلات 11%، وترتفع معدلات البطالة لتبلغ نحو 31%.

ووفقاً لدائرة الإحصاءات العامة لعام 2018، فيما يتعلق بالمستوى التعليمي، فإنّ نسبة الأمية بين الإناث الأردنيات اللاتي أعمارهن 15 سنة فأكثر، واللاتي يقطن في المناطق الريفية بلغت 13%، مقارنة بـ6% من النساء اللاتي يقطن في الحضر.


أما في مجال التحكم بالمردود النقدي للسيدات اللاتي يتلقين مردوداً نقدياً مقابل عملهن، فقد أظهرت نتائج المسح أنّ 12% من السيدات اللاتي يقطن في المناطق الريفية، هن من يقررن كيفية استخدام المردود النقدي، مقارنة بـ15% من السيدات المقيمات في الحضر.

وفيما يتعلّق بالمؤشرات الصحية للمرأة الريفية، فقد بيّنت نتائج المسح، أنّ نسبة السيدات اللاتي سبق لهن الزواج وأعمارهن 15-49 سنة، ويقطن في المناطق الريفية، ولديهن أي نوع من أنواع التأمين الصحي بلغت 80%، كما بلغ معدل الإنجاب الكلي للنساء المقيمات في المناطق الريفية 3.1 أطفال لكل امرأة، مقارنة بـ2.7 طفل لكل امرأة في المناطق الحضرية.

بدورها، قالت جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن"، في بيان، اليوم الثلاثاء، إنّ النساء الريفيات يعانين من الفقر على الرغم من عمل العديد منهن في الأعمال الزراعية، ويقدمن إسهامات كبيرة في الإنتاج الزراعي، وإتاحة الأمن الغذائي وإدارة الأراضي والموارد الغذائية.

وأظهرت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية لعام 2017/2018، فيما يتعلّق بملكية الأصول، أنّ نسبة النساء اللاتي سبق لهن الزواج وأعمارهن بين (15 – 49 سنة) واللاتي يقطن في المناطق الريفية، ولا يمتلكن أرضاً بلغت 90%، ونسبة النساء اللاتي لا يمتلكن منزلاً 87%.

وتربط "تضامن" ما بين تدني مستوى ملكية النساء الأردنيات لأصول الأسرة من أراض وشقق وماشية وأدوات وآلات، وبين حرمانهن من الميراث، وهو ما يؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة وهامة على الأمن الغذائي وعلى إمكانية خروجهن من دائرة الفقر والجوع، مشددة على أنّ التعامل مع النساء على أنهن شريكات في عملية التنمية المستدامة لا ضحايا لها، "سيعود بالفائدة على الجميع وسيؤدي إلى انتعاش سريع لإنتاج الأغذية والقضاء على الفقر والجوع".


وبيّنت المسوحات الزراعية التي تقوم بها دائرة الإحصاءات العامة، أنّ عدد العاملين ذكوراً وإناثاً، أردنيين وغير أردنيين في مجال الإنتاج الحيواني بلغ 57550 شخصاً، فيما بلغ عدد العاملين في مجال الإنتاج النباتي 46206 أشخاص خلال عام 2015.

وتشير "تضامن" إلى أنّ الإناث الأردنيات وغير الأردنيات يشكلن ما نسبته 18.2% من العاملين في مجال الإنتاج النباتي وبعدد 8455 امرأة، فيما شكلت الإناث ما نسبته 23% من العاملين في مجال الإنتاج الحيواني وبعدد 13280 امرأة.

وأوضحت أنّ عدد الأردنيات العاملات في مجال الإنتاج الحيواني، وصل إلى 13280 امرأة وهو ما يشكل 100% من مجموع العاملات، وقد توزعن على أربعة أنواع من العمل، إذ تعمل 10 نساء في عمل دائم، ولا تعمل أي امرأة في مجال العمل الموسمي، و260 امرأة في أعمال عرضية، في حين تعمل الغالبية منهن وعددهن 13010 نساء في أعمال تملكها أسرهن.

وتضيف "تضامن" أنّ عدد الأردنيات العاملات في مجال الإنتاج النباتي بلغ 3369 امرأة، وبنسبة وصلت إلى 39.8% من مجموع العاملات، وكان منهن 12 امرأة يعملن بعمل دائم، و67 امرأة في الأعمال الموسمية، و3290 امرأة بعمل عرضي؛ منهن 34 فتاة أعمارهن ما بين 12-16 عاماً.

المساهمون