يرقد في إحدى مصحات الدار البيضاء المدرب الأرجنتيني أوسكار فيلوني، صانع أمجاد الرجاء والوداد وحامل "النسور الخضر" إلى التألق الكروي العالمي، بعد أن خضع أمس الخميس لعملية جراحية دقيقة على مستوى العين اليمنى نتيجة تعفن أصابها.
ولعب العضو السابق بمجلس إدارة الوداد الدكتور محمد القصري دوراً كبيراً في إجراء عملية جراحية للمدير الفني السابق للوداد والرجاء ولعدد من الأندية المغربية والأجنبية، حيث ساعد على أن تتم العملية الجراحية مجاناً اعتباراً لمكانة المدرب وتاريخه.
وبات المدير الفني فيلوني مهدداً مرة أخرى بالتشرد حيث أقام لفترة قصيرة بشقة في ملكية أحد المحبين على أن يغادرها يوم الثامن من ديسمبر / كانون الأول الجاري، وهو تاريخ انتهاء المهلة، مما يجعله مرة أخرى عرضة للتشرد، إذا لم يتدخل العاطفون على أوسكار وتاريخه لإنقاذه.
في المقابل زادت الطين البلة السيول التي اجتاحت مدينة كلميم جنوب المغرب، والتي أغرقت سيارته التي كانت في ورشة ميكانيكي، بالمدينة الجنوبية التي درب ناديها "جوهرة كلميم" قبل أن يتم الانفصال بين الطرفين.
ويعيش المدير الفني العالمي وضعاً حرجاً، بعد أن أصيبت زوجته نورما بمرض السرطان مما دفع الرئيس السابق لنادي الرجاء عبد الحميد الصويري إلى تحمل جزء من نفقات علاجها، كما قام المستشفى العسكري في كلميم بإيوائها وعلاجها على نفقة المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية المغربية.
وقال أوسكار لـ"العربي الجديد" إنه يعتزم بيع السيارة لشراء شقة تؤويه برفقة زوجته نورنما وابنه، لكن غضب الطبيعة والفيضانات زادت من محنته، وأضاف قائلاً: "تحملت كل الإهانات وتعرضت لضرب على قفاي لأتعاقد مع فريق بعيداً عن صخب الرجاء، وافقت على تدريب فريق من الهواة اسمه جوهرة كلميم، تلبية لرغبة أحد الأصدقاء من الرجاء في مدينة كلميم، لكن تبين أن تصوري لم يكن في محله فقد رميت بنفسي في الأوحال".
في المقابل، حين جاء أوسكار فيلوني إلى الدار البيضاء في نهاية التسعينات برفقة فريقه أساك أبيدجان، سقط في حب الرجاء، واختار الاستقرار في المغرب، وما إن فاز بلقب دوري أبطال أفريقيا برفقة الفريق الإيفواري في مواجهة قوية ضد ديناموس، تلقى تهنئة من أحمد عمور، رئيس الرجاء، كانت بداية لمفاوضات بين الطرفين ستنتهي بتعاقد تاريخي لمدير فني أرجنتيني وصفته الصحافة بـ"صائد الألقاب".
لا يمكن لأحد أن يصدق حجم معاناة مدير فني كبير أصبح يقتات من صدقات المحسنين، وهو الذي أشرف كمدرب على العديد من الأندية بداية بإستوديانتس الأرجنتيني وميلوال البلجيكي، كما درب سيون السويسري، وفي سنة 1994 قرر اقتحام القارة السوداء..
ليحط الرحال أخيراً في فريق أساك ميموزا الإيفواري الذي قاده إلى الألقاب المحلية وإلى الفوز بكأس أفريقيا، قبل أن ينتقل إلى الرجاء البيضاوي ويحصد معه الألقاب بداية من سنة 1988، ليعبر نحو العين الإماراتي والترجي التونسي وأورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي، والأهلي الطرابلسي والنادي الإسماعيلي واتحاد حلب السوري واتحاد العاصمة الجزائري، حتى غدا سفيراً متجولاً بين الأندية العربية والأفريقية.
بعد هذا المشوار الكبير الذي يثقل سيرته، وجد المدرب العالمي نفسه فجأة مجبراً على قبول عرض من أندية من درجة الهواة، كنادي الرابطة البيضاوية في دوري المظاليم، الذي أراد مسؤولوه ضرب عصفورين بحجر واحد، عبر إنقاذ أوسكار من النظرات الشامتة والاستفادة من خبرته الطويلة في مجال التكوين، قبل أن تحمله الرياح فجأة صوب الصحراء.