باستثناء المخرج التونسي مجدي السميري الذي يدير ورشة تصوير مسلسل "النحات"، نصّ بثينة عوض، وإنتاج "إي سي" (أبوظبي)، وكذلك المخرج اللبناني فيليب أسمر الذي يشرف على تصوير مسلسل "2020" من إنتاج شركة الصبّاح، كتابة كل من نادين جابر وبلال شحادات، فإن الدراما العربية المشتركة تديرها مجموعة لا بأس بها من المخرجين السوريين الذين أحرزوا تقدمًا واضحًا في السنوات الأخيرة لجهة إدارة اللعبة للموسم الرمضاني، السنوي.
في المقابل، اتجه المخرجون إلى الدراما المشتركة التي نجحت، مهما اختلف النقاد على جودتها. هذه الدراما منحت المخرجين، في البدايات، مراكز متقدّمة في السباق، والانتشار العربي، وبعضهم أسهم في رفع مستوى الدراما السورية، بعيداً عن العامل التجاري الواضح الذي دخلته مجموعة من المنتجين، أبرزهم لبنانيون، ووظفوا نجاح هذا الأسلوب الدرامي برسم الجمهور بشكل سنوي ودوري.
عشر مسلسلات عربية مُشتركة، ستكون حاضرة على مائدة الموسم الدرامي المنتظر لرمضان 2020، أما الغلبة فهي لمخرجين من سورية. بداية مع المثنى صبح، الذي دخل شركة إنتاج "إيغل فيلمز" لصاحبها جمال سنّان، ليشرف هذه المرة على مسلسل يجمع بين سيرين عبد النور ومحمود نصر، بعنوان "دانتيل" المقتبس عن مسلسل أجنبي.
المثنى كان غائباً طوال الفترة السابقة في الرياض، لارتباطه بإخراج مسلسل "العاصوف"، وذلك بعد تراجع النجاح في مسلسل "العراب" الذي صور في لبنان (2015) ولم يحقق نسبة جيدة من المتابعة. لعلها المحاولة الأولى لصبح في العبور إلى عالم الدراما المشتركة، في انتظار العرض والحكم كاملاً.
يحضر أيضاً المخرج الليث حجو، مبتعداً هذا الموسم عن الدراما المحلية السورية، بعدما حقق نجاحاً كبيراً الموسم الفائت في مسلسل "مسافة أمان". ليست المرة الاولى التي يعبر فيها الليث حجو الدراما المشتركة. كان ربما من أوائل المخرجين الذين عبّدوا الطريق أمام ذلك في "لعبة الموت" (2013)، واليوم يعمل مجدداً على مسلسل "أولاد آدم" برفقة توأمه "الدرامي" رامي كوسا (كاتباً)، وبطولة مكسيم خليل وماغي بو غصن.
المخرج عامر فهد، انضم لاحقاً إلى مسلسل "الساحر"، بعدما اضطر المخرج محمد لطفي إلى ترك المسلسل، بسبب الموافقة على طلب الهجرة وعائلته إلى كندا. فهد الذي عبر امتحان الدراما السورية بنجاح أيضاً السنة الماضية، في "عندما تشيخ الذئاب"؛ سيقوم بمتابعة تسيير شقيقه عابد فهد واللبنانية ستيفاني صليبا في "الساحر" لصالح شركة "آي سي" التي يديرها إياد الخزوز.
أما المخرج التونسي مجدي السميري، فيتولى إخراج مسلسل "النحات" للشركة نفسها (آي سي). محاولة أخرى للشاب الذي نفذ مجموعة من الأفلام ليقتحم سور الدراما السورية ويصبح واحداً من المخرجين الذين يتنافسون كل موسم.
في سورية، تبدو ورشة التصوير للمسلسلات الخاصة بموسم رمضان جيدة. الكاتب والمخرج باسم السلكا قدّم أعمالاً لا بأس بها، آخرها كان "العميد" لتيم حسن وكاريس بشار، وهو اليوم ينتقل إلى الدراما السورية في مسلسل "بورتريه: ومن الحب". ومن المتوقع أن تأتي تجربة محمد عبد العزيز جيدة في "شارع شيكاغو"، ببطولة أمل عرفة وسلاف فواخرجي ومجموعة من الممثلين السوريين.