تتأثر الطيور بوفرة الغذاء أو ندرته، وبالأمراض، والعواصف، والحرارة. لكنّ الأخطار الرئيسية عليها هي من فعل الإنسان. ومنها:
فقدان الموئل
عندما نشاهد أن تغيّراً قد طرأ على مجموعات الطيور، فإنّ ذلك يعني أنّ خللاً إيكولوجياً قد وقع. وبما أنّ أنواع الطيور ذات تخصصات مختلفة، فإنها توجد في موائل (ملاجئ) متنوعة، تتوفر فيها مقومات الحياة. وعندما تتفتت هذه الموائل، تصبح صغيرة وغير قادرة على إيواء مجموعات الطيور وتوفير مستلزماتها. معرفة تأثير ذلك ضروري لوضع خطط الحماية، لا فقط من أجل تفريخ الطيور، بل أيضاً من أجل توفير المأكل والمشرب والمنامة للطيور المهاجرة.
سوء إدارة النفايات
المكبات المكشوفة تجتذب طيوراً كاللقالق والجوارح، ويمكن أن تبتلع مواداً سامة أو تتعرّض للاختناق أو التكبّل من جراء التفاف الأشرطة والمواد البلاستيكية حولها. كما يمكن أن تُجرح بالمعادن ذات الأحرف الحادة، أو تُحرق بالجمر. كما قد تعلق الطيور في طين برك معالجة النفايات السائلة، وقد تغرق أو تمرض من جراء شربها مياهاً آسنة.
تكثيف الزراعة
التوسّع بالحقول الزراعية على حساب الأراضي الطبيعية، يؤدي إلى اندثار الموائل أو تدهورها، إلا أن الأخطر هو ازدياد استعمال المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية ومبيدات القوارض، التي تؤثر مباشرة أو بصورة غير مباشرة على الطيور.
الصيد وطلقات معدن الرصاص
الصيد سبب مباشر من أسباب نفوق الطيور وتدني أعدادها. أما الصيد القليل فلا يؤثر فيها. في لبنان تنتشر طلقات الخرطوش (حشوة حبوب الرصاص)، وما يتساقط منها يسمّم التربة، وبالتالي الطيور التي تأكل تلك الحبيبات.
الطاقة والاصطدام
موت الطيور من جراء اصطدامها بمراوح الهواء المنتجة للطاقة أمر أصبح معروفاً في كل بلدان العالم. كما تقتل أسلاك التوتر العالي ومحولاتها آلاف الطيور. أما الطيور التي تهاجر ليلاً، فغالباً ما تصطدم بالأبنية العالية وأعمدة التلفزيون والمنارات نتيجة سوء الرؤية، بخاصة مع الضوء الصادر عن هذه المنشآت. كما أنّ هناك أضواء تجذب الحشرات، وبالتالي الطيور التي تتغذى على الحشرات، ما يؤدي إلى ارتطامها بدورها.
تغيّر المناخ
كثير من أنواع الطيور يتأثر بتغيّر المناخ. وبينما يمكن للطيور التي يسهل عليها الانتقال إلى موائل أخرى تحمّل تغيّر المناخ، فإنّ تلك التي لا يمكنها العيش سوى ضمن إطار ضيّق تكون أول المتضررين. كما يصبح لزاماً عليها أن تتنافس على الموئل ومكوناته مع الطيور الدخيلة التي أتى بها تغيّر المناخ.
*اختصاصي علم الطيور البرّيّة