اعتقلت المخابرات السورية ثلاثة ناشطين سلميين أثناء عودتهم من بيروت إلى دمشق، مساء يوم الجمعة الفائت، بينهم الطبيبة ماريا شعبو التي ولدت في السجن، وذلك بعد اعتقال والدتها وهي حامل بها في فترة التسعينات من القرن الماضي.
وأوضح مصدر مطّلع لـ"العربي الجديد"، رفض الكشف عن اسمه، أنّ الناشطين المعتقلين وهم: جديع نوفل وعمر الشعار وماريا شعبو، جرى توقيفهم على نقطة الحدود السورية في جديدة يابوس، ومن ثم تمّ تسليمهم للأمن السياسي في ريف دمشق، دون معرفة السبب، أو التهم الموجهة إليهم، وكانوا في طريق عودتهم إلى دمشق، بعد الانتهاء من ورشة عمل لحقوق الإنسان، أقيمت في بيروت بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وسبق للناشط نوفل (63 عاماً) أن اعتُقل لمدة خمس سنوات في سجن صيدنايا العسكري (بين عامي 1993 و1997) بتهمة الانتماء للجان الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، وهو مؤسس ومدير مركز الديمقراطية والحقوق المدنية، التابع لمكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، والذي أسسه عام 2012 بترخيص من حكومة النظام.
أما الصحافي الشعار، فسبق واعتقل لمدة ثمانية أشهر (بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 حتى حزيران/ يونيو 2014) وعمل في وقت سابق مديراً لتحرير القسم الإنجليزي في موقع "دي برس" الخاص والمرخص من حكومة النظام. كما سبق لزوجة الشعار المحامية مجدولين حسن أن اعتُقلت على خلفية نشاطها المدني لعدة أشهر، في وقت سابق من عام 2013.
بينما الطبيبة شعبو، التي وُلدت في السجن ولم تخرج منه إلا بعد أن أصبح عمرها سنة ونصف السنة، فهي تنتمي إلى عائلة معروفة بمعارضتها لنظام الأسد. فسبق أن اعتُقلت والدتها رنا محفوظ، وهي حامل بها، وأمضت في السجن أربع سنوات (بين عام 1987 و1992) بتهمة الانتماء لحزب العمل الشيوعي، كما قضى والدها بهجت شعبو 10 سنوات بنفس التهمة في سجن صيدنايا العسكري، والطبيبة شعبو ناشطة مدنية سلمية، تعيد المخابرات السورية اعتقالها اليوم، بعد أن أصبحت في العشرينات من عمرها.
وتستخدم المخابرات السورية نقاط العبور إلى لبنان، لاصطياد الناشطين المدنيين، فاعتقلت يوم الخميس الماضي، وجيه زين الدين (48 سنة) أثناء توجهه إلى لبنان. ولا يكاد يمر يوم دون اعتقال نشطاء سوريين أثناء تنقلهم بين البلدين.
وطالب عدد من المنظمات والجمعيات الحقوقية، بالإفراج الفوري عن المعتقلين الثلاثة نوفل والشعار وشعبو. وحمّلت السلطات السورية المسؤولية عن حياتهم، وذكرت أن المعتقل نوفل يعاني من أمراض في القلب والضغط.
وبحسب تقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغ عدد المعتقلين الذين استشهدوا تحت التعذيب داخل معتقلات وأقبية فروع المخابرات السوريّة، منذ بداية العام الجاري حتى 31 من شهر تشرين الأول/أكتوبر الفائت، 1917 شهيداً.
ومن ضمن "شهداء التعذيب" 27 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و11 مواطنة فوق سن الثامنة عشرة، ويضيف المرصد بأن كثيراً من الحالات لمواطنين استشهدوا تحت التعذيب داخل معتقلات النظام، تحفّظ فيها أهاليهم وذووهم، على إعلان وفاتهم، خوفاً من الملاحقة الأمنية والاعتقال.