تخرج أوروبا تدريجياً من العزلة والإغلاق الاقتصادي لتبدأ الحياة تدب من جديد في الشوارع الرئيسية والحدائق العامة، في مؤشر على التعامل بوقاية أكبر مع جائحة "كوفيد 19". وتهدد الجائحة بإفلاس دول وشركات بأوروبا في حال استمرار توقف النشاط الاقتصادي والتجاري خلال أشهر الصيف الحالية.
وحسب وكالة "فرانس برس"، أمس الإثنين، فتحت المحال التجارية والمطاعم وصالونات تصفيف الشعر في إيطاليا أبوابها، في حين خففت مراكز أخرى في إسبانيا تدريجياً من قيود العزل والإغلاق التي دفعت الاقتصاد العالمي إلى تراجع شديد. وفي البرتغال والسويد والنرويج مروراً بالدنمارك وأيرلندا وألمانيا، تعيد عدة دول أوروبية فتح المطاعم والمقاهي والتي من بينها "البييرغارتن" الشهيرة في الهواء الطلق في مقاطعة بافاريا الألمانية. كما حظي الألمان بامتياز استئناف بطولة ألمانيا لكرة القدم في نهاية الأسبوع خلف أبواب مغلقة للمرة الأولى في زمن الوباء.
وتراجع عدد الوفيات في عدة دول أوروبية ولكنْ هنالك حذر شديد من انتكاسة صحية في بعض الدول المتضررة جداً من الوباء والتي دخلت في تخفيف عزل تدريجي.
ويلاحظ أن هذا التخفيف عزز رغبة الألمان في السفر والاستفادة من قضاء وقت في منازلهم الصيفية في جزيرة مايوركا الإسبانية. ومنذ نهاية إبريل/نيسان، وجه مئات منهم رسائل شديدة اللهجة تطالب أرخبيل الباليار حيث توجد جزيرة مايوركا، بالسماح للمالكين الأجانب بالعودة، وهو ما كانت ترفضه مدريد على الدوام رغم الثقل الاقتصادي لآلاف الألمان المقيمين في الباليار.
إلى ذلك، أبلغ كبير الخبراء الاقتصاديين بالبنك المركزي الأوروبي، فيليب لين، صحيفة "إلباييس" الإسبانية التي تصدر في مدريد، بأن اقتصاد منطقة اليورو الذي تضرر جراء تفشي فيروس كورونا لن يعود لمستويات ما قبل الجائحة حتى العام المقبل على أبكر تقدير، مضيفاً أن البنك مستعد لإجراء تعديلات على أدواته عند الحاجة.
وحسب "رويترز"، قال لين في مقابلة نُشرت على الموقع الإلكتروني للبنك، "من منظور اليوم، يبدو مستبعداً في جميع الأحوال أن يعود النشاط الاقتصادي لمستوى ما قبل الأزمة قبل العام 2021، إذا لم يكن بعد ذلك". وتابع أن البنك المركزي يراقب الوضع بشكل مستمر وهو مستعد لتعديل جميع أدواته، إذ اقتضت الضرورة ذلك، مضيفاً أن برنامج البنك لمشتريات الجائحة الطارئ قد يعدل.
وكان المركزي الأوروبي قد أجاز مبلغ 750 مليار يورو لشراء السندات في دول منطقة اليورو خلال شهر مارس/ آذار الماضي. وقال لين، إن البنك المركزي الأوروبي يجري تحليلاً للوضع قبل اجتماعه المقبل في يونيو/حزيران. وأضاف "إذا شهدنا تأزماً شديداً للأوضاع المالية أو ضغطاً على أسواق السندات يمكن أن نعدل حجم ومدة المشتريات".
ومن المتوقع أن تقدم المفوضية الأوروبية في الـ27 من الشهر الجاري في بروكسل أداة للانتعاش الاقتصادي في دول المجموعة مدعومة بقدرة على الاقتراض بحجم 1000 مليار يورو لإخراج الاتحاد من الركود بسبب فيروس كورونا الجديد. وذكرت المفوضية أنه ستتم الدعوة لقمة أوروبية للتفاوض بشأن أهمية التمكن من الاقتراض واستخدام صناديق وسبل التسديد.