المجموعة "فيرنر اس" تحيي جدل خطورة اليمين المتطرف بألمانيا

27 فبراير 2020
دعوات للحد من خطر اليمين المتطرف (Getty)
+ الخط -
تتعالى في ألمانيا الأصوات المطالبة بكف السلطات عن إغماض عينها عن خطر إرهاب اليمين المتطرف وتصاعد العنصرية والإسلاموفوبيا، وبينت تقارير صحافية أن واحدة من تلك المجموعات المتطرفة كانت تعد لاستهداف مسؤولين سياسيين وبرلمانيين وعدة مساجد.


وأوردت صحيفتا "تسايت" و"بيلد" نقلا عن التحقيقات التي أجراها الادعاء العام الفدرالي الألماني، مع "مجموعة فيرنر اس" اليمينية المتطرفة، التي ألقي القبض على عناصرها في منتصف فبراير/ شباط الحالي ويتزعمها مشتبه به يبلغ من العمر 53 عاما، أن هذه المجموعة خططت لاستهداف زعيم حزب "الخضر" روبرت هابيك، ورئيس كتلة الحزب في البرلمان أنطون هوفرايتر.


وأشارت المعلومات إلى أن عناصر المجموعة قسموا أهدافهم إلى فئتين، واحدة سهلة والأخرى صعبة، واعتبروا على سبيل المثال أن الأجانب المتحدرين من القارة الأفريقية أهداف سهلة، حتى أن "دي فيلت" نقلت أن أحد المتهمين قال إنه "لا يمكنه قتل كل من يراه، على الرغم من أنه يود القيام بذلك".

وبحسب المصادر، فإن المتهمين اعتبروا أن السياسيين من الأهداف الصعبة، وبالإضافة لذلك تبين أن الخلية كان قد خططت أيضا لهجمات متزامنة على عدة مساجد في ألمانيا.

من جهة ثانية، أشارت التقارير إلى أن المجموعة ضمت أفراداً يعملون في مجالات مختلفة، بينهم رجال أعمال وموظف مستودع وبلاط وتاجر مبيعات تجزئة على الإنترنت وشرطي. وتبين المعلومات أنه خلال المداهمات تمت مصادرة فؤوس وسيوف وأسلحة نارية. وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفتان أن المخبر الذي تعاون مع الأمن كان قد قدم للشرطة معلومات مستفيضة عن هذه الخلية منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. والمجموعة "فيرنر اس"، بحسب وصف الخبراء، أفرادها ليسوا مصابين بأمراض عقلية، كما يصور البعض، ولم يتم تأسيسها من فراغ، إنما هي واحدة من العديد من المجموعات الإرهابية الفاشية التي تشكلت في السنوات الأخيرة في ألمانيا لارتكاب أعمال قتل وهجمات ضد الأجانب.

وجاء الكشف عن الخلية المذكورة ومخططاتها بعد أربعة أشهر من الهجوم اليميني المتطرف الذي استهدف كنيسا يهوديا في مدينة هالي، وتسعة أشهر من اغتيال السياسي عن "الحزب المسيحي الديمقراطي" فالتر لوبكه، في مدينة كاسل، وقبل نحو أسبوع من هجوم مدينة هاناو اليميني العنصري الذي أودى بحياة 8 أشخاص استهدفهم يميني متطرف بمسدس.

وفي ما يخص البروز السياسي لليمين الشعبوي، ممثلاً بحزب "البديل من أجل ألمانيا" بعد الانتخابات البرلمانية عام 2017، ووصوله تباعاً إلى جميع برلمانات الولايات، قال الكاتب ميشائيل كراسكه، في مقال بصحيفة "دي فيلت"، إن "الوقت قد حان لمواجهة الأصوات اليمينية المتطرفة لأن ذلك ليس هواء جديدا للديمقراطية".

واعتبر أنه "على العكس، فما يحصل خطير جدا"، ومن المهم جدا "البقاء صامدين أمام ازدراء الديمقراطية من قبل هؤلاء، وتنظيم التحالفات لمواجهتهم".


وبحسبه، فإن "أهم مشروع ضد التطرف والعنصرية المتفشية يتمثل في إعادة خلق المبادرات، لأنه وبتفكك التآخي بين المواطنين والمقيمين، يكون الطريق معبدا أمام الجهات اليمينية المتطرفة الفاعلة".

ودعا كذلك، إذا تطلب الأمر، إلى تعديل التعليم الأساسي في المدارس، حيث "يتم في العديد منها في شرق البلاد تجاهل مواضيع، مثل حماية المناخ والهجرة أو العنصرية، وعدم استبعاد الأشخاص بسبب لون بشرتهم أو دينهم، وبالتالي رفع مستوى التثقيف وزيادة المعرفة لتقليل الخوف من الآخر". ولفت كراسكه إلى أن حوالي ربع الناخبين في شرق ألمانيا صوتوا لصالح السياسات الاستبدادية والعنصرية والعرقية والقومية.