أعرب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبي بطرابلس عن قلقه إزاء "الترتيبات التي يتم إعدادها لتصعيد عسكري من قبل قوات معتدية على العاصمة طرابلس"، في إشارة إلى قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، في وقت تتواصل فيه اشتباكات متقطعة جنوب طرابلس مع مليشياته.
وأضاف الرئاسي، في بيان له اليوم السبت، أن تلك الترتيبات تشمل ضربات جوية تستهدف المرافق المدنية الحيوية بما في ذلك مطار معيتيقة الدولي، مؤكداً على جاهزية قوات الوفاق لـ"صد العدوان الجديد".
وحمل الرئاسي البعثة الأممية في ليبيا والمجتمع الدولي المسؤولية عن صمتهم "تجاه ما سوف يحدث في صفوف المدنيين".
وجاء بيان الرئاسي بعد يوم من نشر المجلس الأعلى للدولة معلومات وصلته بشأن إعداد حفتر لحملة عسكرية بدعم فرنسي ومصري وإماراتي، مستنكراً البيان السداسي الذي شاركت فيه هذه الدول الثلاث يوم الثلاثاء الماضي ودعت فيه لوقف القتال وإعادة المسار السياسي لحل الأزمة في ليبيا.
إلى ذلك شهدت محاور القتال جنوب طرابلس، سيما في محور الخلة، مساء أمس الجمعة، اشتباكات لعدة ساعات بسبب محاولة قوات حفتر التقدم والاستيلاء على مواقع جديدة.
وفيما أعلن المتحدث باسم قيادة قوات حفتر، أحمد المسماري، ليل السبت في مؤتمر صحافي، عن سيطرة قوات حفتر على معسكر اليرموك بمحور الخلة، نقلت قناة "فبراير" التابعة لحكومة الوفاق مشاهد صباح اليوم السبت من داخل معسكر اليرموك، وأكدت القناة على لسان قادة محاور القتال بقوات الحكومة تمكنهم من صد هجوم عنيف على المعسكر واسترداده بعد ساعات من اضطرارهم للانسحاب منه.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش بقيادة حكومة الوفاق، محمد قنونو، أن تصريحات قادة مليشيات حفتر عارية عن الصحة، مؤكداً أن قوات الحكومة لا تزال تسيطر على مواقعها.
وأضاف قنونو في حديث لــ"العربي الجديد" أنه "مقابل محاولة قوات حفتر التقدم نشط سلاحنا الجوي في استهداف أي تحرك داخل محاور القتال وسدد 12 ضربة جوية خلال الساعات الماضية".
وأوضح أن الأهداف التي تمكن طيران الحكومة من تدميرها كانت في محاور اليرموك ووادي الربيع، وغارات أخرى استهدفت مواقع لحفتر خارج طرابلس منها تمركزات في منطقة الاصابعة جنوب غريان.
من جهته، كشف مكتب الإعلام الحربي لقوات الحكومة عن خلافات نشبت بين مليشيات حفتر في الآونة الأخيرة، مؤكداً على انسحاب مليشيا "طارق بن زياد"، وهي من أكبر مليشيات حفتر، إلى الشرق الليبي بعد خلافات مسلحة نشبت بينها وبين مليشيات "اللواء التاسع" في ترهونة.
ونقل المكتب عن مصادره أن مليشيا "طارق بن زياد" انسحبت من جنوب شرق طرابلس باتجاه بني وليد وبعد اعتراض أهالي بني وليد على دخولها للمدينة، سمح لها بمرور آمن للعبور إلى شرق البلاد رفقة عدد كبير من الجرحى في صفوفها.
وفي سياق منفصل تشهد صفوف قوات الوفاق تنديداً بموقف الحكومة من علاقاتها الخارجية، لاسيما مع دول تقدم الدعم لمليشيات حفتر، فيما طالب "تجمع سرايا ثوار تاجوراء" بفصل المجلس الرئاسي عن حكومة الوفاق.
كذلك استنكر مفتي الديار الليبية، الصادق الغرياني، المقرب من مجموعات مسلحة تؤلف جزءاً كبيراً من قوات الحكومة التي تقاتل حفتر حالياً، موقف الحكومة من بعض الدول الداعمة لحفتر كفرنسا.
وطالب الغرياني، في كلمة متلفزة ليل البارحة، قادة المحاور بتشكيل وفد منهم بهدف "الضغط على المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق لتغيير شاغلي المناصب المتخاذلين ممن ليسوا مع القتال أو تعمل بحيادية أو تعمل مع العدو بالخفاء".
وقال "إذا كان هناك للرئاسي عذر في الأسبوع الأول أو الثاني أو الرابع فلم يعد له عذر الآن لكي يماطل ولا يغير المسؤولين في هذه الوزارات وهي وزارات معروفة بالاسم للمخلصين وبلغ بها ألا تستطيع تسمية عدوها".
واستنكر الغرياني على وزراء الحكومة عدم اتخاذهم "أي إجراءات ضد باريس"، وخص حديثه بوزير داخلية الحكومة فتحي باشاغا بسبب "إعادة تفعيل للاتفاقيات الأمنية مع فرنسا بعد قطعه لها لمدة أسبوعين فقط".
وقال موجهاً حديثه للوزير "هل ما قمت به مبني على منطق وقرار حكيم يناصر القضية الوطنية؟ هذا لا يمكن أن يكون أو يجوز".
وأعلن "تجمع سرايا ثوار تاجوراء"، المقرب من المفتي، عن دعوته اليوم السبت لعقد اجتماع يجمع أعيان وحكماء ونشطاء المنطقة الغربية لمناقشة "فصل المجلس الرئاسي الحالي عن حكومة الوفاق".
وأكد التجمع في بيانه اليوم السبت أن "الاجتماع سيناقش موضوع تغيير بعض المسؤولين بالمناصب الحساسة التي تمكنهم من تجاوز الأزمة الراهنة ودحر العدوان عن طرابلس".