المتهم بكتاباته

15 يونيو 2015
بريشت (يسار) وبنتلي في زيوريخ، 1948 (تصوير: روث بيرلو)
+ الخط -

أفصح الكاتب المسرحي برتولت بريشت مرة للناقد المسرحي إيريك بنتلي أن الأول يحتفظ بالعديد من قصائده من دون أن ينشرها، كي لا يُقال إن المسرحي أصبح شاعراً.

نقل بنتلي هذا الكلام في معرض حديثه عن كتابة النصوص المسرحية. فبنتلي صاحب "الحياة في الدراما" و"الكاتب مفكراً"، يخشى هو الآخر نشر نصوصه المسرحية، كي لا يقول -الذين يتفادى بريشت تعليقاتهم- إن الأكاديمي يدّعي الإبداع.

لم يتطرق بنتلي إلى كتابات بريشت النظرية للمسرح، بل قارن نصوصه المسرحية بقصائد الأخير، لكن إشكالية الانتقال من النظرية إلى النص المسرحي عند بنتلي هي أكثر مشابهة لكتابات بريشت النظرية عن المسرح.

وبعيداً عن نمائم الناس، يطرح الانتقال بين الإبداع والتنظير أسئلة أكثر إحراجاً من اتهام التصنيفات. فالكاتب المسرحي سيدّعي أن نظرياته مجدية لأنها نتاج تجربة مسرحية حقيقية، بينما يمكن لدراية الناقد المسرحي بالقواعد وتطوّر الذائقة عبر العصور أن تقنعه أنه مالك الوصفة السحرية للنص المسرحي الجيّد.

نشر بريشت قصائده، ونشر بنتلي نصوصه المسرحية. فالمهم على حد تعبير بنتلي هو الكتابة. أما عربياً، وباستثناءات قليلة، بقيت حقول الأدب مناطق محرّمة على الكثيرين، وتم تأثيم من تطاول على نوع كتابة ليست معروفة عنه.

ولعل مكمن الأمر هو خوف الكتّاب من كلام الناس، فكلام الناس هو الأبقى أمام ضحالة الكتابة والقراءة والنقد في العالم العربي!

المساهمون