المال وحده لا يكفي...كتيبة الـ90 مليون هزمت الـ350 مليون

15 مايو 2015
الأموال لا تصنع الألقاب دائماً (العربي الجديد)
+ الخط -

هي كرة القدم، في يوم تنصف وفي آخر تكون غير عادلة، التاريخ أنصف يوفنتوس في أمسية السانتياجو بيرنابيو، من حيث مواجهاته مع ريال مدريد، وحمل السيدة العجوز إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في برلين، ليلتقي برشلونة في مباراة ختامية من العيار الثقيل، أعادت لمحبي الكرة الإيطالية مجداً غاب عنها كثيراً، منذ أن حقق الإنتر آخر انتصارٍ للطليان في التشامبيونز ليج.

ولكن بعيداً عن التاريخ والتحليل، اليوفي هزم الريال البطل "غصباً" عن الأرقام والأموال، فالأسماء التي كانت حاضرة في سهرة الأمس في كتيبة الميرينجي لامست سفوح الـ350 مليون جنيه استرليني، بينما لم يتجاوز سعر لاعبي يوفنتوس الـ100 مليون جنيه استريليني.

أرقام تجعل المتابع الرياضي يفكر ملياً، بالمستوى والأداء الذي قدمه كل لاعب مقارنة مع سعره في الملعب، ومقارنة مع اللاعب الذي شغل مركزه في الفريق الآخر، مفارقات غريبة، لكن الحقيقة تقول أن الأموال لا تصنع الإنجازات دائماً.

قلبي الدفاع في الريال أغلى:
سيرجيو راموس وفاران الاثنان معاً سعرهما 27 مليون استرليني، بينما قلبا الدفاع الإيطالي لا يتعدى ثمنهما الـ16 مليون جنيه استرليني، ورغم ذلك تمكن مدافعا البيانكونيري من تقديم مستوى أفضل، من مدافعيّ الميرنجي، إذ دخل مرمى الريال ثلاثة أهداف في مجموع اللقائين، بينما دخل مرمى اليوفي هدفان، ومن ركلتي جزاء، أي أن الدفاع لم يتحمل مسؤولية الهدفين بشكل مباشر، رغم ارتكاب كليني لركلة الجزاء.

الأظهرة في الفريقين:
11 مليون استرليني هو ثمن صفقتي الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو وزميله الإسباني دانييل كارباخال، لكن الأموال هنا سقطت مرة أخرى، ولم تقدم أو تأخر، فالظهيران إيفرا وليشتشتاينر يبلع سعرهما فقط 8.7 ملايين استرليني.

خط الوسط بداية الكوارث:
عندما قدم بيرلو إلى يوفنتوس من ميلان، انتقل بصفقة حرة بعد انتهاء عقده، ولم يدفع حينها فريق السيدة العجوز أي مبلغ من المال، حاله حال النجم الفرنسي بول بوجبا الذي أتى من مانشستر يونايتد من دون مقابل، أما أرتورو فيدال فقدم من بايرن ليفركوزن بملبغ زهيد، قدره 7.1 ملايين استرليني، ونجح هؤلاء الثلاثة في ضبط إيقاع خط الوسط وحماية الدفاع وصناعة الفرص، فيما فشل صاحب الـ63 مليون جنيه استرليني جيمس رودريجيز، وتوني كروس 22 مليون استرليني، وإيسكو 16 مليون استرليني لاعب ملقا السابق، ويصل سعر اللاعبين الثلاثة مجتمعين فقط، إلى ثمن الـ11 لاعباً الذين تواجدوا في المباراة، ومع هذه الأرقام فشل لاعبو منتصف الريال، في صنع الفارق، أو حتى في بناء هجمات محكمة على مرمى البيانكونيري.

الثلاثي الهجومي أرقام خيالية
لا يمكن مقارنة خط هجوم ريال مدريد بنظريه في يوفنتوس، فلاعب واحد في الفريق المدريدي يعادل تقريباً الفريق بأكمله، فجاريث بيل النفاثة "التي لم تعمل"، استقدمه الريال بمبلغ 86 مليون استرليني وهو أغلى صفقة في التاريخ، لكن رغم ذلك لم يقدم أي منفعة في المبارتين وبدا مهزوزاً بشكل كبير، ولم يقدم الشيء الكثير، بينما كان أداء ماركيزيو الذي لم يكلف يوفي شيئاً أفضل بكثير من بيل.

صحيح أن رونالدو سجل هدفين في مجموع اللقائين، لكن اللاعب الأفضل في العالم، لم يتمكن من ضرب دفاع اليوفي إلا من ركلات الجزاء، وبدا عاجزاً على الوصول إلى مرمى بوفون، وصاحب الـ80 مليون استرليني، خفت نجمه أمام الولد الضال موراتا، الذي رحل عن الريال لاعباً عادياً، ليجد مكاناً أساسياً في فريق آخر، فعاد ليواجه فريقه السابق، ويسجل في مرماه ذهاباً وإياباً، ويجعل الريال يندم على الـ15 مليون جنيه التي أخذها ثمناً له.

على مستوى رأس الحربة، شارك بنزيما في المباراة الأخيرة، حاول القيام بخطورة على المرمى، وهو لم يشارك في اللقاء السابق بسبب الإصابة التي كان يعاني منها، ولكنه لم يساعد النادي الملكي في تخطي اليوفي رغم الملايين الثلاثين التي دفعت له عندما أتى إلى السانتياجو، أما تيفيز والذي أتى بمبلغ 12 مليون استرليني للسيدة العجوز، فهدفه كان مؤثراً وهاماً في بلوغ اليوفي الدور النهائي.

حراسة المرمى:
لا يمكن إنقاص حق الحارسين، وليس من العدل التقليل من قيمة إيكر كاسياس، صحيح أن الريال لم يدفع لكاسياس نظراً لكونه أحد أعمدة النادي منذ وقت طويل، لكنه بالفعل تألق في المباراة الأخيرة وأنقذ مرماه من تسديدة ماركيزيو وبوجبا، وفي أكثر من لقطة أخرى، وكذلك هو حال بوفون الذي اقترب من تحقيق اللقب الأول في دوري الأبطال، ولكنه اللاعب الأغلى والأقدم في تشكيلة يوفنتوس بـ30 مليون استرليني.

اقرأ أيضاً: موراتا يلدغ الريال مجدداً.. ويوفنتوس في نهائي برلين

المساهمون