من جديد كثف زعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي، زياراته إلى المحافظات العراقية الجنوبية، مواصلاً تصريحاته التي تنتقد حكومة حيدر العبادي، في محاولة لكسب الأضواء والتحشيد لنفسه كقائد للمرحلة المقبلة، عن طريق دعوته للمشاركة في الانتخابات واستمالة العشائر الجنوبية إلى صفه.
ويسعى المالكي إلى الاستفادة من أخطاء العبادي، والضعف الذي ينتاب حكومته، وما تسبب به من إضعاف هيبة الدولة العراقيّة، ما يحتّم التعويل على الانتخابات المقبلة والمشاركة فيها لاختيار قيادة جديدة للبلاد.
وذكر المالكي، في بيان صحافي لمكتبه، على هامش زيارته لمحافظة النجف، أنّ "رئيس ائتلاف دولة القانون أكّد أنّ أعداء العراق يحاولون دائماً إرباك الاستقرار الأمني والسياسي وبأشكال مختلفة في البلاد"، داعياً القوى السياسية إلى "عدم الاختلاف على وحدة العراق وهيبة الدولة، والتي في حال سقطت فكل شيء سيكون عرضة للانهيار".
وشدّد على "ضرورة عودة الوفاق السياسي إلى العراق، لأنّ من دونه لن يكون هناك استقرار وأمن في البلد"، معرباً عن أمله بـ"خروج العراق منتصراً من الحرب ضد داعش".
واستدرك بالقول "لكنّ داعش سيعود بثوب مختلف مرّة أخرى"، مؤكداً أنّ "على الجميع اليقظة والحذر من عودته".
ودعا المالكي إلى "المشاركة في الانتخابات المقبلة"، معتبراً أنّ "المشاركة الكبيرة في الانتخابات ستفشل جميع محاولات الانقلاب السياسي في البلاد".
ورأى الخبير السياسي عبد الواحد البكري، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، أنّ "المالكي كثّف خلال الأيّام الأخيرة حملاته الانتخابية من خلال استهداف العشائر الجنوبية للترويج لنفسه والتنكيل بحكومة العبادي".
وقال البكري إنّ "المالكي يعمل على مختلف الصعد، ويسابق الزمن بغية الحصول على مكاسب سياسيّة في الانتخابات المقبلة، مستفيداً من الثغرات والأخطاء التي وقع بها العبادي"، مضيفاً أنّه من الواضح أنّ "المالكي يعوّل كثيراً على العشائر الجنوبية، من خلال لقاءاته المكثّفة بشيوخهم ومحاولة كسبهم بشتى الطرق".
ولفت إلى أنّ الجهود التي يبذلها المالكي "مدروسة خطوة بخطوة، ولها تأثيرها على عشائر الجنوب، الأمر الذي يتطلّب جهوداً مماثلة من الجهات السياسيّة الأخرى لكسب تلك العشائر، وعدم منح المالكي فرصة الاستفادة من أصواتها".