وغادر المالكي أمس، بصورة رسميّة إلى طهران عبر مطار بغداد، فيما لم يعترض أمن المطار على ذلك.
وقال مصدر في مطار بغداد لـ"العربي الجديد" إنّ "توجيهات رسميّة صدرت من مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي قضت بعدم اعتراض طريق المالكي، وأنّه سيسافر عبر المطار في زيارة رسميّة". وأشار إلى أنّ "أمن المطار بدوره نفّذ التوجيهات، ولم يعترض طريق المالكي".
اقرأ أيضا: ورود اسم المالكي بتقرير سقوط الموصل يثير سجالاً بالبرلمان
من جهته، قال مصدر في التحالف الوطني لـ"العربي الجديد" إنّه "في خضم هذه الأحداث وخطوات الإصلاح وشبهات الفساد التي تحوم حول المالكي وجّهت إيران للمالكي دعوة رسمية رغم حظر السفر المشمول به"، مبيّنا أنّها "طلبت من العبادي استثناءه من قرار منع السفر".
وأكّد أنّ "المالكي سيبحث في طهران كيفية التعامل مع الإجراءات الإصلاحيّة، التي يحاول تطبيقها العبادي، والحصول على ضمانات تؤمن عدم محاسبته قانونيّا على ملفات الفساد التي تورّط بها".
وأضاف أنّ "المالكي سيفقد منصبه كنائب لرئيس الجمهورية وفقا لخطة الإصلاح، فيما سيحصل على ضمانات إيرانية تفرض على العبادي عدم إيراد اسمه في أيٍّ من ملفات الفساد"، مبينا أنّ "إيران ستكون الجهة الضامنة له بذلك، وستضغط على العبادي للقبول بذلك".
وأشار إلى أنّ "المالكي لن يعود إلى العراق إلّا بعد عقد اتفاق إيراني مع العبادي على عدم عرضه على القضاء بأيّ تهمة كانت".
بدوره، رأى الخبير السياسي، رافد سعدون، أنّ "إيران استطاعت بكل بساطة أن تخرق إجراءات العبادي الإصلاحيّة وتفرض شروطها عليه، وأرادت من خلال زيارة المالكي إلى طهران تحقيق عدّة أهداف".
وأوضح سعدون لـ"العربي الجديد" أنّ "طهران ذكّرت العبادي أنّ أي إجراءات إصلاحيّة يقوم بها يجب أن تتوافق مع سياستها في العراق، وأنّها تستطيع تعطيلها وخرقها في أيّ وقت أرادت، بدليل أنّها خرقت حظر السفر على المالكي، وأنها ستحصّنه من تهم الفساد رغم التظاهرات والغضب الشعبي".
وأضاف أنّ "وجود المالكي في إيران وترتيب أوراقه من خلال ضمان عدم محاكمته على ملفات الفساد هي ورقة ضغط أخرى تستخدمها إيران ضد العبادي في حال خالف توجيهاتها".
وأشار إلى أنّ "حكومة طهران تتمتع بنفوذ كبير وقدرة حتى على تغيير الحكم في البلاد، وإسقاط العبادي وتعيين غيره، الأمر الذي يحتم على العبادي الالتزام بتوجيهاتها".
اقرأ أيضا: إصلاحات العبادي تصطدم بتدهور الأمن وتهديدات الخصوم
وأكّد أنّ "المالكي سيعود إلى العراق وسيحظى بالدعم الإيراني الكامل، والحصانة الكافية من القضاء، فيما سيعفى من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية، وسيبقى زعيما لمليشيات الحشد الشعبي".
من جهته، أكّد مكتب المالكي في بيان صحافي أنّ "زيارة المالكي هي تلبية لدعوة رسميّة تلقاها من القيادة الإيرانية للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام".
وأوضح أنّ "المجمع العالمي لأهل البيت يعقد اجتماعه السادس بهدف تقريب وجهات النظر بين العلماء والمفكرين حول آخر المستجدات في العالم الإسلامي وفي خضم الظروف الحساسة الراهنة والمؤامرات والهجمات الثقافية الشرسة لأعداء الإسلام التي تحدث الشرخ بين صفوف المسلمين وتقوض عقائدهم".
وأشار إلى أنّ "المالكي سيلتقي خلال الزيارة عددا من المسؤولين الإيرانيين في مقدمهم قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي الخامنئي، والرئيس الإيراني حسن روحاني".
يشار إلى أنّ رئيس الوزراء حيدر العبادي أصدر قرارا بمنع المسؤولين العراقيين من السفر، خصوصا ممن تحوم حولهم شبه بالفساد، فيما يعدّ المالكي من أكثر المسؤولين المتورطين بصفقات فساد كبيرة، خلال فترة حكمه التي امتدّت لثماني سنوات.
اقرأ أيضا: وزارة الدفاع الأميركية لـ"العربي الجديد": ندعم إصلاحات العبادي