قالت مصادر أمن عراقية وزعماء قبائل في محافظة الأنبار، غرب العراق، إن نحو 300 عنصر من مليشيات "الحشد الشعبي" اقتحموا، اليوم الأحد، مدينة هيت غربي محافظة الأنبار وانتشروا فيها، وسط مخاوف من إقدام تلك المليشيات على ارتكاب انتهاكات واسعة في المدينة.
وذكر مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، أنّ "مدينة هيت، التي تحرّرت منذ فترة، انتشرت فيها قوات العشائر مع قوات أمنية أخرى، واستطاعت تأمينها بشكل جيد، وهي اليوم بمأمن من هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)".
وبيّن أنّ "مليشيات "الحشد" فاجأت الجميع وزجّت نحو 300 من عناصرها داخل المدينة، وتحديداً بمنطقة الصكرة"، مشيراً إلى أنّ المليشيات "باشرت بالانتشار في المنطقة والعمل على تطهير العبوات الناسفة فيها، الأمر الذي يوحي بأنّها حصلت على أمر من الجهات العليا بذلك".
من جهته أكد القيادي العشائري من المحافظة، سلمان الهيتي، أنّ "دخول (الحشد) إلى منطقة الصكرة عمل استفزازي، وقد يثير أزمة ومشاكل جديدة".
وقال لـ"العربي الجديد"، إنّ "المنطقة تشهد استقراراً أمنياً، وأنّ الأهالي يساعدون القوات الأمنية والعشائرية في تطهير منطقتهم وتنظيفها، وتهيئتها لاستقبال النازحين الذين لم يرجعوا بعد"، لافتاً إلى أنّ "المنطقة تشهد حالياً استقراراً، وسيطرة تامة للقطعات الأمنية والعشائرية، الأمر الذي يؤكد عدم الحاجة لدخول المليشيات إليها".
وأضاف أنّ "دخول (الحشد) تسبب في حالة من الإرباك لدى الأهالي، الذين يتخوفون من وجود أفرادها، وأهدافهم من دخول المنطقة". واعتبر أنّ "هذا التواجد سيعقد المشهد في المنطقة، وسيتسبب في تعطيل عودة النازحين، هذا إذا لم يتسبب بفتنة وأزمة بين العشائر والحشد".
كما لفت إلى أنّ "العشائر ترفض رفضاً قاطعاً هذا التواجد، ولا تقبل به، وأنّ حماية مناطقنا من مسؤوليتنا حصراً"، مؤكداً أنّه "تم الاتصال بالحكومة المحلية وإبلاغها بذلك، وهي بدورها وعدت بمتابعة الموضوع مع حكومة بغداد للوقوف على حقيقته، واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاهه".
يشار إلى أنّ مليشيات "الحشد الشعبي" تسعى للحصول على موطئ قدم في كافة المحافظات العراقية، لتكون قاعدة لها لتنفيذ ما يصفه معارضوها بـ"أجندتها المشبوهة".