الليغا لم تعد مثل السابق..ثلاثة مدربين صنعوا الفارق

23 فبراير 2016
فرق الوسط أزعجت الكبار هذه الجولة (Getty/العربي الجديد)
+ الخط -
 
"من الصعب الفوز خارج الديار في الدوري الإسباني، المنافسة قوية بحق والفرق كلها في حالة تطور مذهل". هكذا علق جاري نيفيل بعد تحقيقه الانتصار على غرناطة ضمن مباريات هذا الأسبوع، ليضع تركيزاً مضاعفاً على صعوبة المنافسة بين أندية الوسط في الليغا، رغم زيادة الفارق بين برشلونة والثنائي المدريدي أتليتكو وريال على اللقب الثمين.

لا توجد أبدا مباراة سهلة هذا الموسم في المسابقة المحلية، ومع وجود فارق نقاط محترم في الصدارة، إلا أن المنافسة ستظل حتى النهاية، لأن كل الفرق الكبيرة بلا استثناء ستعاني خارج ملاعبها، خصوصا مع اقتراب الدوري من نهايته، وزيادة الحاجة إلى أنصاف النقاط، في صراع البقاء والمنافسة على المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية.

فريق أوروبي
يقدم مالاجا موسماً متوسطاً على صعيد النتائج، لكنه خصم صعب المراس أمام كل الكبار. عانى برشلونة كثيرا حتى حقق الفوز في الأندلس، بينما سقط ريال زيدان في فخ التعادل في ملعب لا روزاليدا، ليؤكد المدرب الشاب، خافي غراسيا، أنه أحد أهم الاكتشافات في المواسم الأخيرة، مع تكتيكه الناجح دائما وأبدا، 4-4-2 على الطريقة الإسبانية.

فرّط الفريق المميز في أسماء عديدة، سامو كاستييخو إلى فياريال في الصيف، ثم نور الدين أمرابط إلى واتفورد في يناير/كانون الثاني الماضي، لكنه لا يزال محافظاً على رونقه وطريقة لعبه، من خلال تضييق الفراغات بين الخطوط، واللعب بشكل متحد في أثناء الدفاع والهجوم، مع التحكم الواضح في المرتدات كلما واجه فريقاً كبيراً.

ينقص مالاجا فقط ثنائي هجومي فعال في عملية تسجيل الأهداف، وقتها سيحصل هذا الفريق على مركز مؤهل لدوري الأبطال، لأنه من أقوى الدفاعات في الليغا، مع تمتعه بخط وسط مثالي وحديث، من خلال ثنائي محوري يغلق الملعب عرضيا بشكل كامل، كاماتشو أحد أفضل لاعبي الارتكاز في إسبانيا، رفقة ريسيو المساند حول الدائرة.

وتكمن قوة كتيبة غراسيا في التنوع على الأطراف، من خلال خوانبي لاعب الجناح المائل إلى العمق، من أجل لعب دور صانع الفرص ولاعب الوسط الإضافي، بينما ريكاردو هورتا هو الجناح ذو المهارة  الذي يراوغ باستمرار على الخط، خلف الثنائي المتقدم شارليز وكوب، الذي فقط ينقصه تسجيل الأهداف حتى يصبح هذا الفريق غير قابل أبدا للهزيمة على أرضه ووسط جماهيره.

ملك الاستحواذ
قليل من ينافس البارسا في منطقة الحيازة والسيطرة، لكن لاس بالماس فعلها هذا الأسبوع، بعد أن وصل إلى نسبة 47 % من الاستحواذ "وفق أرقام مراكز الإحصاءات"، ليقدم أبناء جزر الكناري مباراة ممتازة، كانوا الأقرب في معظم تفاصيلها إلى الفوز أو التعادل، لكن خبرة الكتلان وتألق الحارس برافو حوّلا الأمور إلى مجموعة المدرب لويس إنريكي.

وإذا كان غراسيا هو أستاذ التوازن الخططي، فإن مدرب لاس بالماس، كيكي سيتيين، حوّل طريقة لعب فريقه إلى نسخة أكثر جمالية، ورغم مركزه المتأخر نتيجة البدايات السيئة مع مدرب آخر، إلا أن بالماس يستطيع البقاء بين الكبار إذا واصل بنفس النجاعة والجرأة، مع طريقة لعب مرنة بين 4-1-4-1 و 4-3-3 بين الهجوم والدفاع.

يمتاز لاس بالماس بمهارة لاعبيه، جوناثان فييرا في المنتصف، كصانع لعب من العمق، ولاعب وسط متحرك في كل أرجاء منطقة المحور، يساعده المتألق تانا، ويغطي خلفه لاعب الارتكاز الدفاعي روكي، بينما ينطلق العربي، نبيل الزهر، على اليمين كمهاجم متأخر، على مقربة من الهداف، ويليان خوسي، ويحصل البارع مومو على الرواق الأيسر، مع مزيد من المرواغات واللمسات الجمالية، التي تعطي فريقه صبغة مختلفة.

من الصعب مواجهة برشلونة بنفس أسلوبه، لكن سيتيين مدرب شجاع، لعب بأفكاره الخاصة دون تغيير، واعتمد على الكرة القريبة من التمريرات السريعة، التحركات المستمرة، والتدوير الفعال في كافة مراكز اللعب، ليحافظ على شخصيته حتى النهاية، ولولا بعض التفاصيل الصغيرة، لكانت النتيجة مغايرة مع صافرة الحكم.

عقدة سيميوني
إذا كان هناك فريق آخر، غير بارسا لوتشو، يستحق أن يكون عقدة أتليتكو سيميوني، فيجب أن يكون فياريال مارسيلينو دون نقاش، لأن الغواصات الصفراء تعرف دائما من أين تؤكل الكتف أمام الروخيبلانكوس، وخلال آخر ست مباريات بين الفريقين، فاز كل جانب في مباراتين، وتعادل أيضاً في مباراتين، مع تفوق طفيف لأبناء المدريجال في طريقة اللعب والخطورة أمام المرمى.

مارسيلينو هو أكثر مدربي الليغا اهتماما وتقديرا لفكرة الفراغات داخل الملعب، لذلك يستخدم طريقة لعب 4-4-2 بذكاء يُحسد عليه، لأن الفريق الأصفر في أثناء الهجوم ينطلق في وحدة جماعية نحو مرمى الخصم، ثنائي هجومي إلى منطقة الجزاء، مع صعود الظهيرين إلى نصف الملعب، رفقة ثنائي الأجنحة في العمق كصناع لعب بالكرة، لذلك تألق دينيس سواريز بشكل لافت مع فياريال، لأنه قادر على التسجيل والصناعة من المركز والأطراف في آن واحد.

لكن العبقرية الحقيقية لهذا الفريق من دون الكرة في أثناء الدفاع، لأن الخطة تتحول تدريجيا إلى ما يشبه 4-4-2-0 أو 4-6-0، من خلال عودة ثنائي الهجوم باكامبو وسولداو إلى منطقة المنتصف أمام برونو وبينا، لغلق العرض بأربعة لاعبين دفعة واحدة، مع تحول ثنائي الأجنحة من العمق إلى مركزهما الأصلي على الطرف أمام الأظهرة، وبالتالي تقل الفراغات حتى تنعدم في نصف ملعب فياريال.

يحتل فياريال حتى الآن المركز الرابع في الليغا، وفاز بجدارة على نابولي في ذهاب الدوري الأوروبي، ليقدم نفسه كأحد الفرق صعبة المراس هذا الموسم، سواء محليا أو أوروبياً، ويعود الفضل في هذه الطفرة إلى الطاقم الفني بالكامل، الذي يعول على أسماء قوية تكتيكيا، وعناصر تستطيع الهجوم من وضعية الدفاع، وتجيد نقل الهجمة في لحظات إلى الأمام.

لمتابعة الكاتب
المساهمون