واصلت الليرة السورية التهاوي أمام الدولار وباقي العملات الرئيسية في الأسواق السورية، اليوم الأربعاء، إثر تراجع مصرف سورية المركزي عن تزويد شركات الصرافة والمصارف الخاصة بالدولار.
وثبت المركزي السوري سعر صرف الحوالات وتمويل الواردات عند 490 ليرة للدولار الواحد، متراجعاً بنحو 8 ليرات عن آخر نشرة أسعار، كما أعلن اليوم أيضا عن تثبيت سعر التدخل الخاص عند 530 ليرة للدولار، متراجعاً بنحو 15 ليرة عن أمس الثلاثاء.
وتشهد أسواق الصرف في سورية، منذ أمس، اضطراباً أدى إلى تهاوي سعر صرف الليرة بنحو 10 ليرات في المناطق التي يسيطر عليها نظام بشار الأسد، وبأكثر من 30 ليرة في المناطق الخاصة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وأفادت مصادر إعلامية بأن سوق دمشق افتتح تعاملات اليوم الأربعاء بسعر في حدود 570 ليرة للدولار، في حين اقترب سعر الدولار من 590 ليرة في مدينة الرقة، التي يسيطر عليها "داعش"، ونحو 575 ليرة في المناطق المحررة التي يسيطر عليها الثوار شمال غرب سورية.
وعزا مراقبون من دمشق تهاوي سعر الليرة السورية إلى أدنى مستوى على الإطلاق، إلى الخوف من نفاد احتياطي سورية من النقد الأجنبي، حيث لم يسلم المصرف المركزي السوري أي دولارات لشركات الصرافة رغم وعوده أمس بمواصلة التدخل في السوق.
وحمّل المحلل المالي، نوار طالب، مصرف سورية المركزي مسؤولية تهاوي الليرة السورية اليوم بعد أن رفع سعر صرف الحوالات وتمويل الواردات من 482 ليرة للدولار إلى 490 ليرة، دون أن يضخ كميات جديدة من النقد الأجنبي في السوق المحلية، ما يعني، وفق طالب، أن السلطات السورية تتجه للتخلي عن دعم الليرة، ولو في هذه المرحلة على الأقل.
وتوقع المحلل نفسه، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن يتهاوى سعر الليرة إلى أكثر 600 ليرة للدولار الواحد خلال أيام إذا استمر مصرف سورية المركزي في سياسته الحالية.
وطاول تهاوي سعر صرف الليرة اليوم المناطق الحدودية وتركيا، وفق مدير دار الاستشفاء، ياسر السيد من الريحانية في إقليم هاتاي على الحدود التركية السورية.
وخسرت العملة السورية أكثر من 1100% من قيمتها منذ بداية الثورة عام 2011.
إلى ذلك ارتفع سعر الذهب في الأسواق السورية 1.5%، مسجلا 20 ألف ليرة لغرام الذهب عيار 21 قيراطاً، بارتفاع 300 ليرة عن يوم تعاملات أول أمس.
وسجل الذهب مستوى قياسيا جديدا، حيث صعد بنسبة 41% منذ بداية العام الجاري.