مع تردّي الأوضاع الاقتصادية في مصر، خلال الفترة الأخيرة، ازداد انتشار اللحوم الفاسدة ورخيصة السعر في الأسواق، خاصة المستوردة. كما انتشرت، خلال الآونة الأخيرة، لحوم "الحمير المذبوحة" التي تم ضبطها في بعض المطاعم الشهيرة أو العثور على أجزاء منها نافقة في الطرق.
وكشفت الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة المصرية، مؤخرا، عن ضبط 85 طنا و631 كغم من اللحوم والدواجن والأسماك الفاسدة، غير صالحة للاستخدام الآدمي في 25 محافظة، خلال شهر مايو/أيار الماضي، وتم تحرير 1005 محاضر بتلك المخالفات.
وذكر مسؤول في وزارة الزراعة المصرية، لـ"العربي الجديد"، أن 80% من إجمالي المضبوطات الأخيرة من اللحوم الحمراء المستوردة، مشيراً إلى أن معظمها كانت موجودة في محافظات القاهرة الكبرى، ثم محافظات الإسكندرية والشرقية والدقهلية وكفر الشيخ.
وأوضح المسؤول، الذي رفض الكشف عن نفسه، أن كميات كبيرة من اللحوم المستوردة تدخل البلاد عبر المنافذ الحدودية بشكل رسمي وليست مهرّبة، ولا تخضع في معظم الأحيان لفحص يؤكد صلاحيتها للاستخدام البشري.
وحسب مراقبين، تُقبِل الشرائح الفقيرة ومحدودو الدخل على شراء تلك اللحوم المستوردة التي تصل أسعارها إلى ما بين 55 و60 جنيهاً للكيلو الواحد، في ظل عدم القدرة على شراء اللحوم الطازجة، رغم المخاطر الصحية الكبيرة التي تهدّدهم.
وكشف أحد باعة اللحوم المستوردة، نادي عبد السلام، أن هناك أنواعاً عدة من اللحوم المستوردة تدخل إلى مصر قادمة من الهند والبرازيل وأستراليا وعدد من الدول الأوروبية، ومنها ما هو جيد أو رديء وربما منتهي الصلاحية.
وقال إن بعض التجار من ضعاف النفوس يلجؤون إلى التغيير في التاريخ وبلد المنشأ، مطالباً المؤسسات الرقابية بالقيام بدورها.
وأضاف أن أسعار اللحوم الحمراء الطازجة ارتفعت إلى مستويات لا تتناسب وإمكانات الأسر الفقيرة؛ إذ تتراوح ما بين 140 و150 جنيها (الدولار = 16.18 جنيها) وربما أعلى من ذلك، فاتجهت أنظار المستهلكين من الفقراء إلى اللحوم المستوردة التي تعج بها الأسواق المحلية.
ومن جانبه، يشير الجزار صابر محمد إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، يرجع إلى قلة أعداد المواشي وارتفاع أسعار الأعلاف.
وأكد محمد، لـ"العربي الجديد"، أن اللحوم الحية المستوردة من الدول الأفريقية، خاصة السودان والصومال وإثيوبيا، أقل جودة من الموجودة في مصر، وهناك مواشٍ مريضة تدخل من هذه الدول إلى الأسواق المصرية في ظل ضعف الرقابة.
ونوه طبيب بيطري، ياسر محمد، إلى أن اللحوم بكافة أنواعها في مصر أصبحت أحد مصادر الخوف بالإصابة بالأمراض والموت البطيء، مع تناقل الأخبار بصفة شبه يومية عن ضبط جهات حكومية لحوما فاسدة في المحافظات.
وأكد، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الإعلان عن ضبط كميات بأكثر من 85 طنا من اللحوم والأسماك خلال شهر واحد، بخلاف ما هو موجود في السوق، يؤكد خطورة الأمر وزيادة المخاطر على صحة المواطن المصري، وهو ما يفسر ازدياد أعداد المصابين بمرض السرطان خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وتابع أن القضاء على هذه المشكلة يتطلب منع الاستيراد العشوائي، والسيطرة على الأسواق من خلال الأجهزة المعنية ومراقبة المطاعم ومنافذ البيع بصفة يومية، مع تشديد العقوبات على المخالفين.