اللحوم "النيئة" تُنعش الإثيوبيّين

13 سبتمبر 2014
لا يكترثُ الإثيوبيون للتداعيات الصحية للحوم النيئة (الأناضول/Getty)
+ الخط -

"لذيذ ومنعش ومميز". هكذا يصف الإثيوبيون طبقهم المفضّل الذي يصرّون على الحفاظ عليه رغم مخاطره الصحية التي تقودهم إلى المستشفى في أغلب الأحيان. عادة ما يأكل الإثيوبيون داخل وخارج البلاد لحوم البقر والماعز النيئة. وفي العاصمة أديس أبابا، التي تعج بنحو 3.5 مليون نسمة، يتزاحم محبو اللحوم النيئة على محلات الجزارة، التي تبيعها في أي وقت من النهار.

ويفضّل الإثيوبيون تناول اللحوم النيئة في وقت الغذاء، كما يقول تسيجاي أينيو الذي يملك محل جزارة في بيازا في قلب أديس أبابا، حيث تنتشر محلات بيع اللحوم. يُضيف: "في الإجازات، يحضر الزبائن طوال اليوم"، لافتاً إلى أن "زبائننا يأتون من مختلف الأعمار".

ويُتابع أينيو: "نبيع كيلوغراماً من لحم البقر النيئ مقابل 6 دولارات، في وقت يبيعه آخرون بـ 10 دولارات. وما أن يقرر الزبون ما يفضله، يقطع الجزار اللحم الطازج الذي يأتي إلى المحل مساء كل يوم، بمهارة". ويضم طبق اللحوم النيئة شرائح خبز "أنجيرا" الإثيوبي، المصنوع من الدقيق والنقانق، ويتناول الطبق مع النبيذ أو البيرة أو الصودا.

في السياق، تقول مسؤولة البرامج في منظمة غير حكومية، ايتفاراو أبيبي، التي كانت تتناول لحم البقر النيئ مع شقيقتيها: "عندما نتعب من الروتين اليومي نلجأ للحوم النيئة"، مضيفة "لا جدال في أنها تنعش أجسادنا". وعن العواقب الغذائية لمثل هذا النوع من اللحوم، تشير إلى أن "هذا لا يزعجنا".

من جهته، يوضح الطبيب ميسافينت أبيبي، الذي يدير عيادة خاصة في أديس أبابا، أن "معظم المرضى المصابين بتداعيات صحية نتيجة عاداتهم الغذائية يبالغون في القيمة الغذائية للحوم النيئة ويتجاهلون تداعياتها الصحية". ويلفت إلى أن "أولئك الذين يعانون مشاكل صحية نتيجة لعاداتهم الغذائية، يعودون للعيادة بعد فترة من شفائهم بالمشاكل الصحية نفسها".

في السياق، يرى باحثون أن علاقة الحب بين الإثيوبيين واللحوم النيئة لها جذور ثقافية. ويقول أستاذ الآداب واللغات في جامعة أديس أبابا، سولومون تيسيما، إن "أكل اللحوم النيئة مقبول اجتماعياً في الأدب الكلاسيكي والمعاصر في إثيوبيا". فيما أرجع أستاذ التاريخ، ريتشارد بانكروست، عادة أكل اللحوم النيئة إلى القرن السادس عشر.
دلالات