اللبنانيّون يحشدون لـ"أحد التكليف"... ودعوات للتظاهر أمام السفارة الأميركية

24 نوفمبر 2019
استياء شعبي من مماطلة الساسة (حسين بيضون)
+ الخط -
يحشد اللبنانيون للمشاركة بكثافة في مظاهرات "أحد التكليف"، ضمن انتفاضتهم الشعبية المتواصلة من 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي تتخذ كل أسبوع شعارًا جديدًا، حمل هذه المرّة رسالة للطبقة السياسية الحاكمة في البلاد للتعجيل في تشكيل الحكومة المقبلة، التي يريدها المتظاهرون حكومة كفاءات تحضّر لانتخابات مبكّرة، وتضطلع بمهمة استعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين وتحقيق مطالب الانتفاضة الشعبية.

وبعد أسبوع كان حافلًا على مستوى الميادين، حيث أحيت الجماهير عيد الاستقلال الوطني بنفس جديد مستمد من حراكها الاجتماعي غير المسبوق، وظلّ راكدًا على المستوى السياسي، الذي لم يحرز ممثّلوه تقدّمًا يذكر لتجاوز الأزمة الراهنة؛ جاءت الدعوة للمشاركة بكثافة في "أحد التكليف" لمواصلة الضغط على الساسة، تحت شعار "مماطلتكم خطف لمستقبلنا".

وفي الوقت الذي يشترط فيه رئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريري، أن تكون الحكومة المقبلة مؤلفة من كفاءات لقبول تكليفه بتشكيلها مجددًّا؛ يتمسّك المعسكر الآخر، ممثلًا بـ"التيار الوطني الحر" و"حزب الله" تحديداً، بفكرة "الحكومة الهجينة" المؤلفة من سياسيين وتكنوقراط.

في هذا السياق، دعا رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وليد جنبلاط، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، إلى أن يتوافق من أسماهم "السفراء والخبراء وكبار القوم بسرعة" لتشكيل الحكومة، قائلًا في تغريدة أخرى: "حتى بعض السفراء الفاعلين وبعض وزراء الخارجية دخلوا على خط تشكيل الوزارة، لزيادة التعقيد، إلى جانب الطبقة السياسية الرافضة للتنازل والمتمسكة بالبقاء"، قائلًا إن هذا الكلام نابع من كونه مراقبًا "مرت عليه تجربة المحكمة الدولية وتجاذب القوى آنذاك من حولها".


وعلى صعيد المواقف السياسية أيضًا، نفى المكتب الإعلامي للحريري ما نقلته قناة "أم تي في" اللبنانية عن مصادر مقربة من الحريري، ومفاده أن "الرئيس (ميشال) عون يحاول تغيير الدستور والالتفاف عليه بالممارسة وليس بالنص".

وكتب حساب مكتب الحريري في تغريدة على "تويتر": "أوردت محطة (أم تي في) في نشرتها المسائية معلومات منسوبة لمصادر مقربة من الرئيس الحريري مبنية على استنتاجات خاصة يقع معظمها في خانة التأويل، لا سيما الجانب المتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية".


رفض التدخلات الخارجية

بالتوازي مع ذلك، انتشرت دعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي للتظاهر أمام السفارة الأميركية، الأحد؛ رفضا للتدخلات الخارجية بشؤون لبنان، بعد المداخلة التي قدّمها السفير الأميركي الأسبق في لبنان، والأستاذ الزائر لدى معهد "بروكنز"، جيفري فيلتمان، لعرض مشهد الاحتجاجات في لبنان أمام اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا والإرهاب الدولي، المتفرعة من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي.

واحتجّ نشطاء على مداخلة فيلتمان التي "تناول فيها سلوك الجيش اللبناني، وتصنيف اللبنانيين، وحاول توجيههم لما عليهم فعله"، وفق ما تضمنته رسالة الدعوة إلى التظاهر، بالإضافة إلى "الدور الأميركي الفاعل في تعميق الأزمة الاقتصادية اللبنانية".

إلى ذلك، وفي الوقت الذي تداولت فيه وسائل إعلامية أنباء عن اعتقال أربعة أطفال وشاب في قرية حمانة، بقضاء بعبدا، وسط لبنان، أكّدت والدة أحد الأطفال لقناة "الجديد" أن مخابرات الجيش احتجزت ابنها (10 أعوام)، وشقيقها، بعد أن مزّقا ورفاقهم صورة الرئيس في مركز "التيار الوطني الحر" بالقرية، داعية لعدم التعرض لهما بالضرب.