"أربع سنوات من التخصص في إدارة الأعمال في لبنان، ذهبت هدراً"، يقول حسين. ويتابع: "لدي شهادة وأعمل على التاكسي، من لا يملك واسطة، لا يتوظف. فقد تخرجت منذ خمس سنوات وفقدت أي أمل في الحصول على وظيفة مناسبة". ويضيف في حديث لـ "العربي الجديد": "كل شهر يمر أسوأ من الذي سبقه، لا يوجد لدي راتب ثابت، أعيش على كفاف يومي، لا ضمانات لي في المستقبل، ولا أعرف ماذا يخبئ لي الغد"... واقع ينسحب على غالبية اللبنانيين، الذين يعانون من البطالة والهجرة والتراجع الاقتصادي العام والفساد والمحسوبيات والتوتر السياسي والأمني، وصولاً إلى أزمة صفقات النفايات.
فدوى مثلاً، وجدت عملاً في اختصاصها، الا أن الراتب لا يكفي، فإلى جانب تعليمها في مدرسة خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، اضطرت إلى أن تعمل في التعليم الخصوصي في المنزل. تخرج من بيتها في الثامنة صباحاً لتعود إليه في الثامنة والنصف مساء. وتقول: "أجني حوالى 1100 دولار، أعمل طوال الوقت، وما أجنيه ينتهي مع انتهاء الشهر".
أما رين التي تخصصت في "الغرافيك ديزاين"، تعمل منذ ثلاث سنوات، ولتسع ساعات يومياً في مجال التسويق، مقابل 900 دولار شهرياً. وتشرح: "أعمل في التسويق، لأني لم أجد عملاً في اختصاصي". تضيف رين أنها تتبع سياسة تقشف لأن الراتب بالكاد يكفي "عوضاً عن سيارة الأجرة، أقطع مسافة طويلة سيراً على الأقدام للوصول إلى الباص، أبذل جهدي كي أوفر مالاً يكفيني إلى آخر الشهر كي لا أضطر إلى الاستدانة".
يرى الخبير الاقتصادي جاد شعبان في حديث لـ "العربي الجديد"، أن السبب الأساسي للإحباط الاقتصادي، هو أولاً غلاء كلفة المعيشة، في العالم العربي ولبنان من ضمنه. ويرتبط أيضاً بغلاء كلفة السكن والتكاليف المترتبة على الناس وضعف القدرة الشهرية. ويشرح: "الرواتب متدنية، لا تكفي لنهاية الشهر، معظم اللبنانيين مديونون. وفي الوقت ذاته تضاءلت فرص العمل إضافة إلى تراجع الحركة الاقتصادية. هذا كله أدى إلى أن يتولد لدى المواطنين نوع من الإحباط، فهم لا يستطيعون أن يصرفوا بشكل جيد وبالوقت نفسه لا يمكنهم الادخار أو حتى الاستثمار".
ويعتبر شعبان أن "هذا الأمر تنتج عنه دوامة من الإحباط. ناهيك عن القصص المتعلقة بالخضّات الأمنيّة والمشاكل السياسية التي تضرب ثقة المستثمرين والمستهلكين على حدّ سواء. ما يجعل الناس تعيش في نفق مظلم".
رايموند مثلاً، تخصص في الغرافيك ديزاين، وتخرج منذ عام ونصف، إلى أنه الآن عاطل عن العمل: "وظائف العمل في اختصاصي تطلب خبرة لا تقل عن سنتين، والمتخرجون حديثاً راتبهم أقل من 800 دولار. عملت في محل للألبسة وراتبي كان مقبولاً نسبياً، تركت العمل منذ شهرين لأن صاحب العمل قرر خفض راتبي".
لرنا قصة مختلفة تماماً، فهي قد سئمت العمل لساعات طويلة مقابل راتب متدن، فقررت أن تعمل بشكل حر، وأن تستلم مشاريع من الجمعيات بشكل مستقل، "أعيش على الاستدانة، لا أعرف متى أستلم مشروعاً ومتى أقبض، في كلا الحالتين، هناك كم كبير من الاستغلال، إنهم يسرقون جهدنا، وبسبب حاجتنا إلى المال نسكت".
يقول شعبان، أن "الإحباط يتفاقم لأن الأنظمة عاجزة عن فعل أي شيء، إلا الأشياء التي تزيد من سوء الأمور، فالأنظمة تسعى إلى زيادة التشنج الطائفي والسياسي، والسرقات والحروب". ويعتبر أن "الحل الوحيد، هو محاولة تغيير السياسات الاقتصادية بشكل جذري. لأن الناس لا يمكنها العيش بهذه الطريقة". ويضيف: "هناك عدد هائل من الناس في لبنان دفعهم اليأس إلى الهجرة".
اقرأ أيضاً:اللاجئون غير المسجلين في لبنان: أين نعمل؟
فدوى مثلاً، وجدت عملاً في اختصاصها، الا أن الراتب لا يكفي، فإلى جانب تعليمها في مدرسة خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، اضطرت إلى أن تعمل في التعليم الخصوصي في المنزل. تخرج من بيتها في الثامنة صباحاً لتعود إليه في الثامنة والنصف مساء. وتقول: "أجني حوالى 1100 دولار، أعمل طوال الوقت، وما أجنيه ينتهي مع انتهاء الشهر".
أما رين التي تخصصت في "الغرافيك ديزاين"، تعمل منذ ثلاث سنوات، ولتسع ساعات يومياً في مجال التسويق، مقابل 900 دولار شهرياً. وتشرح: "أعمل في التسويق، لأني لم أجد عملاً في اختصاصي". تضيف رين أنها تتبع سياسة تقشف لأن الراتب بالكاد يكفي "عوضاً عن سيارة الأجرة، أقطع مسافة طويلة سيراً على الأقدام للوصول إلى الباص، أبذل جهدي كي أوفر مالاً يكفيني إلى آخر الشهر كي لا أضطر إلى الاستدانة".
يرى الخبير الاقتصادي جاد شعبان في حديث لـ "العربي الجديد"، أن السبب الأساسي للإحباط الاقتصادي، هو أولاً غلاء كلفة المعيشة، في العالم العربي ولبنان من ضمنه. ويرتبط أيضاً بغلاء كلفة السكن والتكاليف المترتبة على الناس وضعف القدرة الشهرية. ويشرح: "الرواتب متدنية، لا تكفي لنهاية الشهر، معظم اللبنانيين مديونون. وفي الوقت ذاته تضاءلت فرص العمل إضافة إلى تراجع الحركة الاقتصادية. هذا كله أدى إلى أن يتولد لدى المواطنين نوع من الإحباط، فهم لا يستطيعون أن يصرفوا بشكل جيد وبالوقت نفسه لا يمكنهم الادخار أو حتى الاستثمار".
ويعتبر شعبان أن "هذا الأمر تنتج عنه دوامة من الإحباط. ناهيك عن القصص المتعلقة بالخضّات الأمنيّة والمشاكل السياسية التي تضرب ثقة المستثمرين والمستهلكين على حدّ سواء. ما يجعل الناس تعيش في نفق مظلم".
رايموند مثلاً، تخصص في الغرافيك ديزاين، وتخرج منذ عام ونصف، إلى أنه الآن عاطل عن العمل: "وظائف العمل في اختصاصي تطلب خبرة لا تقل عن سنتين، والمتخرجون حديثاً راتبهم أقل من 800 دولار. عملت في محل للألبسة وراتبي كان مقبولاً نسبياً، تركت العمل منذ شهرين لأن صاحب العمل قرر خفض راتبي".
لرنا قصة مختلفة تماماً، فهي قد سئمت العمل لساعات طويلة مقابل راتب متدن، فقررت أن تعمل بشكل حر، وأن تستلم مشاريع من الجمعيات بشكل مستقل، "أعيش على الاستدانة، لا أعرف متى أستلم مشروعاً ومتى أقبض، في كلا الحالتين، هناك كم كبير من الاستغلال، إنهم يسرقون جهدنا، وبسبب حاجتنا إلى المال نسكت".
يقول شعبان، أن "الإحباط يتفاقم لأن الأنظمة عاجزة عن فعل أي شيء، إلا الأشياء التي تزيد من سوء الأمور، فالأنظمة تسعى إلى زيادة التشنج الطائفي والسياسي، والسرقات والحروب". ويعتبر أن "الحل الوحيد، هو محاولة تغيير السياسات الاقتصادية بشكل جذري. لأن الناس لا يمكنها العيش بهذه الطريقة". ويضيف: "هناك عدد هائل من الناس في لبنان دفعهم اليأس إلى الهجرة".
اقرأ أيضاً:اللاجئون غير المسجلين في لبنان: أين نعمل؟