اللاجئون الجدد أحدث أزمات الجالية المسلمة في ألمانيا

13 أكتوبر 2015
في ألمانيا حالياً أكثر من 161 ألف سوري (GETTY)
+ الخط -

تشهد الجالية المسلمة في ألمانيا، وغالبيتها العظمى من الأتراك، اضطراباً ناجماً عن وصول مئات آلاف اللاجئين العرب، وهو تنوّع يعتبره خبراء أمراً إيجابياً رغم ما يتضمنه من مخاطر تطرف إسلامي لا يمكن استبعاده.

وتشكل رغبة عائلة سورية من طالبي اللجوء في أداء صلاة الجمعة في مسجد ألماني معضلة، حيث تقول خبيرة الشؤون الإسلامية في مؤسسة برتلسمان، ياسمين المنور، إن "غالبية خطب الجمعة باللغة التركية".

وتضيف أن ثلثي الجالية المسلمة التي جلبتها المصانع الألمانية، وعددها نحو أربعة ملايين نسمة "هم من أصول تركية أو من فضاء ثقافي تركي" مشيرة إلى أن التأثير التركي "ما يزال قوياً حتى في الجيلين الثاني والثالث".

وهناك أكثر من 900 مسجد يديرها الفرع الأوروبي التابع لوزارة الدولة للشؤون الدينية في تركيا، وهذه الهيئة هي إحدى الجهات المفضلة لدى السلطات الألمانية في كل ما يتعلق بالمسائل التي تخص الديانة الثالثة في البلاد.

وترسل أنقرة مباشرة منذ 30 عاماً، الأئمة لتولي الشؤون الدينية للمسلمين. وغالبية هؤلاء لا يتكلمون الألمانية. وغالباً ما تزين صور أتاتورك، باني تركيا الحديثة، جدران مكاتب الهيئة. وهذا أمر بعيد جداً عن مخاوف المسلمين الواصلين من حمص أو الموصل.

من جهته، يعتبر مسؤول كرسي الدراسات الإسلامية في جامعة مونستر، مهند خورشيد، أن وصول هؤلاء يشكل "فرصة. وبالتالي سيكسب الإسلام في ألمانيا مزيداً من التنوع".

في جميع الأحوال، تشهد الجالية المسلمة نمواً على نطاق غير مسبوق نظراً لكون أكثر من 80 في المائة من حوالى 800 ألف طالب لجوء يتوقع وصولهم إلى ألمانيا العام الحالي، هم من المسلمين، وفقاً للمجلس المركزي للمسلمين في هذا البلد.

ويعيش في ألمانيا حالياً أكثر من 161 ألف سوري، لكن من المتوقع ارتفاع هذا الرقم ما يجعل الجالية السورية الأكبر عدداً في أوروبا.

ويخشى البعض من تطرف محتمل بسبب عدم اطلاع طالبي اللجوء على القيم الغربية بشكل كاف.

كما يحاول شبان متطرفون من التيار السلفي "تجنيد" مهاجرين حائرين يغلب عليهم التشوش. لكن وزارة الداخلية تؤكد أن النسبة صغيرة جداً، ولا شيء ينذر بالخطر حتى الآن.

وتواصل المستشارة الألمانية انغيلا ميركل دعوة اللاجئين إلى احترام مبادئ دولة القانون، وكتبت في صحيفة بيلد "نقول منذ اليوم الأول لأولئك الذين يأتون إلينا: هنا توجد قوانين ونظم حياة مشتركة يجب عليكم احترامها".

وفي برلين، ترفض منظمة متخصصة تدير 12 مركزاً لإيواء طالبي اللجوء أي نوع من الممارسات الدينية من صلاة وغيرها تجنباً للمشاكل. "ندل من يسأل إلى المساجد القريبة لكن نحن لا نسمح بالصلاة في مراكزنا"، وفقاً لرئيس المنظمة مانفريد نواك.

وفي السياق ذاته، أقر وزير المال الألماني، وولفغانغ شويبله، الثلاثاء، أنه "يجهل" ما إذا كانت الموازنة الفدرالية الألمانية ستكون متوازنة العام المقبل، الأمر الذي سيسعى إلى تحقيقه رغم إنفاق المليارات على المهاجرين.
وقال الوزير المحافظ أمام مؤتمر لصانعي الآلات في برلين "نريد تحقيق (هذا الهدف) من دون ديون جديدة إذا كان ذلك ممكناً".

واعتبر شويبله أن مجيء هذا العدد الكبير من المهاجرين يشكل "التحدي الأكبر بين غالبية الأمور التي واجهناها في الأعوام الـ65 الماضية"، وينطوي على "خطر هائل محتمل" على المالية العامة. لكنه أكد "أننا نستطيع وسنتجاوز هذا التحدي".


اقرأ أيضاً: إيواء اللاجئين... تحدّي ألمانيا الأكبر