أقدم وكلاء السيارات في الكويت على طرح عروض مغرية وتسهيلات في عمليات السداد، لجذب المزيد من المشترين، في ظل أجواء من الترقب للإجراءات التي تتخذها الحكومة وتدفع الكثيرين من سكان الدولة النفطية، لاسيما من الوافدين، إلى تقليص الإنفاق الذي يطاول عدم استبدال السيارات القديمة بأخرى جديدة.
ويسود قلق من استمرار ارتفاع تكاليف المعيشية، جراء رفع أسعار البنزين وزيادة رسوم العديد من الخدمات، فضلاً عن الخطط المستقبلية للحكومة بفرض ضريبة القيمة المضافة وغيرها من الضرائب، ما دعا شرائح من المواطنين والوافدين إلى ترشيد الإنفاق على وسائل الترفيه والكماليات، خصوصاً في السيارات التي كان المواطن غالباً ما يقوم بتغيير سيارته دورياً على فترات متقاربة نسبياً.
ويقول زياد القيسي، الخبير في قطاع السيارات، إن شركات التمويل قامت بحملة تاريخية لأول مرة بالتعاون مع وكالات السيارات من أجل تشجيع الشراء، إذ تضمنت البيع عبر التقسيط بنفس سعر الكاش، ما أدى إلى نمو المبيعات بنسبة تقدر بنحو 20% منذ بداية العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي 2016.
ويضيف القيسي لـ"العربي الجديد" أن تقديم البنوك تسهيلات دفع العملاء إلى الشراء من جديد، مؤكداً أن أسعار السيارات لم تنخفض، لكن التسهيلات في عمليات الدفع والخدمات الإضافية المقدمة من الوكالات هما عاملان مشجعان لعودة الحركة إلى السوق من جديد.
وصاحبت قرار زيادة أسعار البنزين، والذي أقرته الحكومة في سبتمبر/أيلول الماضي، بنسب تصل إلى 83%، تغيرات على مستوى سلوك الأفراد ووكالات السيارات ومصانعها على حد سواء، فالأفراد أصبحوا يتوجهون نحو شراء السيارات الجديدة قليلة الاستهلاك للبنزين صغيرة الحجم أو تبديل سياراتهم الحالية بأخرى اقتصادية.
ويقول أحمد متولي، المدير العام لوكالة أتوميتو للسيارات، إن هناك عوامل عدة ساهمت في تحسن السوق منذ بداية العام، وتبشر باستمرار التحسن خلال الفترة المقبلة، منها العروض المقدمة من قبل وكالات السيارات وتشمل خصومات أسعار، بالإضافة إلى نوعية الخدمة ما بعد البيع، لتشمل الصيانة نحو 200 ألف كيلومتر أو خمس سنوات.
ومن العروض المقدمة من إحدى وكالات الشركات اليابانية لأول مرة بالكويت، الدخول في سحب على جوائز قد تصل الى كيلو من الذهب، وخدمات صيانة مجانية لنحو 40 ألف كيلومتر أو عامين وبطاقة وقود بقيمة 50 ديناراً.
وتقدم وكالة شركة أخرى يابانية عروضاً تشمل خصومات مع تأمين شامل لمدة سنة، أو خدمة مجانية من سنة إلى 5 سنوات، وقسائم شرائية لمنتجات بقيمة 250 إلى 500 دينار (819 و1638 دولاراً)، وإقامة لمدة ليلتين في فندق من فئة 5 نجوم.
ويقول بدر العزي، المدير العام لإحدى الشركة العاملة في بيع السيارات الأميركية، إن العروض الحالية تسعى إلى استعادة مصداقية العملاء القدامى بالشركة، مشيرا إلى أن هناك فئة من العملاء ما زالت تحافظ على ذوقها في نوعية السيارة التي تشتريها.
ومع احتفالات الكويت بالأعياد الوطنية خلال فبراير/شباط الماضي، أطلقت الشركات عروضاً خاصة بذلك الشهر، بالإضافة إلى عروضها السابقة، تتنوع بين جوائز فورية نقداً، وسحب على جوائز كبرى.
وبحسب بيانات حكومية حديثه فقد بلغ عدد السيارات المباعة في 2016 نحو 51580 سيارة، وصلت نسبة مبيعات السيارات اليابانية منها إلى 60% بنحو 30867 سيارة، تبعتها السيارات الأميركية بنسبة 17% عبر بيع 8698 سيارة.
أما السيارات الكورية فبلغت حصتها 10.3% من خلال بيع 5334 سيارة، فيما استحوذت باقي السيارات الآسيوية الأخرى على 3% من إجمالي المبيعات بنحو 1352 سيارة، والسيارات الأوروبية بنسبة 10% ليصل عددها إلى 5329 سيارة.