الكونغرس الأميركي يتبنى قراراً بشأن مذابح الأرمن... وغضب تركي

وتقرّ تركيا بأن الكثير من الأرمن الذين عاشوا في عهد الإمبراطورية العثمانية قُتلوا في اشتباكات مع القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، لكنها تشكك في الأرقام وتنفي أن أعمال القتل كانت مدبرة أو تمثل إبادة جماعية.

وكان حلفاء جمهوريون للرئيس دونالد ترامب عرقلوا هذا القرار مراراً في مجلس الشيوخ، وهو يدعو إلى إحياء ذكرى ما تُسمَّى "الإبادة الأرمنية" و"رفض محاولات (...) دفع الحكومة الأميركية إلى نفي حصولها"، لكن أحداً لم يعترض على النص الخميس بعدما اقترحه الديمقراطي بوب ميننديز.

وقال السيناتور ميننديز: "أنا مسرور بتبنّي هذا القرار في زمن لا يزال هناك ناجون من الإبادة"، مضيفاً أن هؤلاء "يمكنهم أن يلاحظوا أن مجلس الشيوخ يعترف بما عانوه".

وتزعم تقديرات أن ما بين 1.2 و1.5 مليون أرمني قُتلوا خلال الحرب العالمية الأولى بأيدي قوات السلطنة العثمانية التي كانت متحالفة آنذاك مع ألمانيا والنمسا- المجر. لكن تركيا ترفض استخدام كلمة "إبادة"، مكتفية بالإشارة إلى مجازر متبادلة على خلفية حرب أهلية ومجاعة خلفت مئات آلاف الضحايا بين الأتراك والأرمن.

وكان مجلس النواب تبنى القرار في 30 أكتوبر/تشرين الأول بتأييد 405 أصوات من 435.

وأعلن رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان أن تبني القرار يشكل "انتصاراً للعدالة والحقيقة". وكتب باشينيان عبر "تويتر": "باسم الشعب الأرمني، أعبر عن امتناننا للكونغرس الأميركي".

جاووش أوغلو: القرار استعراض سياسي

وبعد تبني مجلس الشيوخ الأميركي للقرار، حذرت تركيا من أن ذلك من شأنه "تعريض مستقبل العلاقات" بين تركيا والولايات المتحدة "للخطر".

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو إن قرار مجلس الشيوخ الأميركي "استعراض سياسي" ليس له أي سند قانوني أو صلاحية.

وأكد جاووش أوغلو، في تغريدة نشرها عبر تويتر، إن "أولئك الذين يستخدمون التاريخ لأغراض سياسية جبناء لا يريدون مواجهة الحقيقة". 

بدوره، شدد متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الخميس، على أن اعتماد مشروع القرار "لن يؤثر على الموقف التركي المحق والحازم".

وأضاف قالن، في تغريدة نشرها على حسابه في موقع "تويتر": "ندين ونرفض بشدة القرار الذي جعل من التاريخ المشوّه الذي يتبناه مجلس الشيوخ الأميركي، أداة لحسابات سياسية ضيقة".

وأكد أن "هذا القرار الذي هو بحكم العدم، لن يؤثر على موقف تركيا المحق والحازم في جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية".

بدوره، كتب مدير الإعلام في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون، عبر تويتر، أن "سلوك بعض أعضاء الكونغرس الأميركي يضر بالعلاقات التركية الأميركية (...) إن القرار الأميركي الذي تم تبنيه اليوم في مجلس الشيوخ يعرض مستقبل علاقاتنا الثنائية للخطر".

وأضاف أن النواب الذين صوتوا على هذا القرار "سيبقون في التاريخ المسؤولين الذين عرضوا (العلاقات) بين أمتينا لأضرار دائمة".

(العربي الجديد, فرانس برس)