الكوليرا تتهدد اليمن من جديد

01 سبتمبر 2018
هنّ كذلك معرّضات إلى الكوليرا (محمد حمود/ Getty)
+ الخط -

"اليمن معرّض إلى موجة ثالثة من تفشّي الكوليرا". هذا ما حذّر منه المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، لافتاً إلى ارتفاع عدد الإصابات خلال الأسابيع الأخيرة. أضاف دوجاريك خلال مؤتمره الصحافي المقتضب أوّل من أمس، الخميس، أنّ الأمطار التي تهطل حالياً في البلاد، تزيد من مخاطر حدوث الموجة الثالثة. يُذكر أنّ اليمن كان قد شهد موجتَين كبيرتَين من الكوليرا، الأولى امتدّت منذ أواخر سبتمبر/ أيلول 2016 حتى فبراير/ شباط 2017، في حين أنّ الثانية بدأت في أواخر إبريل/ نيسان 2017 واستمرّت حتى مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه.

والكوليرا باليمن، منذ يونيو/ حزيران الماضي، عادت إلى الواجهة، لتتجدد مخاوف المواطنين من انتشار هذا المرض بصورة كبيرة كما كانت الحال في السابق، بعدما كان قد انحسر خلال الأشهر الماضية. بحسب دوجاريك، فإنّه جرى الإبلاغ عن 120 ألف حالة ما بين بداية العام الجاري ومنتصف أغسطس/ آب المنصرم، وهو رقم منخفض بالمقارنة مع ما سُجّل خلال الفترة نفسها من عام 2017. وأوضح المتحدث الأممي أنّ تزايد الحالات في الأسابيع الأخيرة هو ما يستدعي القلق.

عندما ظهرت أعراض الكوليرا على أم محمد، الأسبوع الماضي، حملها زوجها إلى مركز آزال الطبي (مرفق حكومي) في صنعاء. يخبر أبو محمد "العربي الجديد" أنّ "زوجتي كانت تعاني من الإسهال الشديد ولم أتوقع أنّها مصابة بمرض خطير. بقيت في المرفق الصحي تحت الملاحظة الطبية وتلقت العلاج"، مشيراً إلى أنّ إسعافه لها بشكل عاجل هو ما جعل حالتها تتحسّن سريعاً وتنجو. ويتحدّث أبو محمد عن "حالات كوليرا في المركز، بعضها يعاني من تدهور في حين تُقدَّم له العلاجات المتوفرة".



وكانت السلطات الصحية في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، قد حذّرت من عودة الكوليرا للتفشي مجدداً في حال لم تتدارك المنظمات الدولية الوضع، بحسب المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في صنعاء يوسف الحاضري. ويفيد الحاضري "العربي الجديد" بأنّ "عدد الوفيات المرتبطة بالكوليرا والمسجلة من قبل المراكز الصحية بلغ 74 حالة خلال الفترة الممتدة ما بين يوليو/تموز من العام الجاري وأغسطس/آب منه، في عدد من المحافظات اليمنية وهي محافظات عمران وصنعاء وتعز والحديدة وذمار وإب".

ويؤكد الحاضري أنّ "الأرقام والمؤشرات على الأرض تثير القلق وتهيئ لتفشي الكوليرا من جديد في البلاد"، بسبب ما يصفه بـ"تدمير البنية الصحية ومشاريع المياه والصرف الصحي من جرّاء الحرب على اليمن". يضيف على سبيل المثال أنّ "الوفيات في عمران بلغت 13 وفاة، أمّا الإصابات فقد بلغت 76 إصابة. وتُعَدّ مديرية شهارة في عمران الأكثر تضرراً مع 11 إصابة حالة، أمّا مديرية المدان فسجّلت ثماني إصابات، كذلك الأمر بالنسبة إلى مديرية بني صريم ومديرية عمران المدينة ومديرية حرف سفيان... إلخ".

في السياق، وخلال شهرَي يوليو/ تموز وأغسطس/ آب من العام الجاري، سُجّلت ثلاث وفيات في محافظة تعز بسبب الكوليرا، وفي صنعاء وفاة واحدة وكذلك الأمر في الحديدة. أمّا في محافظة إب، فقد سُجّلت ثلاث وفيات، اثنتان في مديرية السياني ووفاة واحدة في مديرية المشنة. وفي محافظة ذمار، سُجّلت وفيتان، الأولى في مديرية عنس والثانية في مديرية المنار. وفي محافظة البيضاء، توفي طفل في مديرية الشرية. إلى ذلك، بلغ عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالكوليرا في محافظة صعدة 90 حالة حتى 29 أغسطس/ آب المنصرم.

إلى ذلك، كانت مصادر طبية في المستشفى الجمهوري في محافظة المحويت، قد أكدت تسجيل 65 إصابة بالكوليرا و620 حالة اشتباه في المرض خلال الفترة الممتدة ما بين الأول من أغسطس/ آب المنصرم و28 منه.



تجدر الإشارة إلى أنّ منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أعلنت خلال يوليو/ تموز الماضي، أنّها رصدت ألفَين و311 وفاة مرتبطة بالكوليرا في اليمن خلال الأشهر الثلاثة عشر الماضية، مع أكثر من مليون و118 ألف حالة يُشتبَه في إصابتها.

من جهتها، كانت منظمة الصحة العالمية قد حذّرت في بداية أغسطس/ آب المنصرم، من انتشار الكوليرا للمرة الثالثة في اليمن. وبحسب المنظمة، فإنّ المناطق التي تشهد أعلى حالات الاشتباه التراكمي هي مديرية الحالي في الحديدة (6278 حالة)، ومعين في العاصمة صنعاء (2578 حالة)، وردمان عواض في البيضاء (2388 حالة)، ومدينة ذمار (2290 حالة)، والمخلاف في تعز (2279 حالة). وفي السياق، حذّرت الأمم المتحدة من أنّ كل الجهود المبذولة بهدف التصدي للكوليرا معرّضة للخطر في ظل استمرار استهداف منشآت المياه والصرف الصحي في البلاد.
المساهمون