قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، اليوم الإثنين، إن الأمر متروك لواشنطن لتقرر من سيتم تسريحهم من موظفيها الدبلوماسيين في روسيا، بعد أن طالبت موسكو بخفض عدد طاقم الموظفين بواقع 755، وذلك ردّاً على توسيع العقوبات الأميركية بحق موسكو.
وأوضح بيسكوف أن روسيين يعملون لصالح السفارة الأميركية يمكن أن يكونوا بين من سيرحلون، فضلاً عن دبلوماسيين أميركيين، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
وأضاف في مؤتمر مع صحافيين عبر الهاتف، أن موسكو لن تنتظر لحين توقيع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على العقوبات الجديدة حتى تصبح سارية، لأنه "لا طائل من الانتظار" بعد موافقة الكونغرس على تشريع فرضها.
وفي غضون ذلك، اتهمت السفارة الأميركية في موسكو السلطات الروسية، اليوم، بمنع دبلوماسيين من دخول منشأة على مشارف العاصمة الروسية، بعد أن سمحت لهم في وقت سابق بالدخول حتى ظهيرة غد الثلاثاء لاستعادة متعلقاتهم.
وقالت موسكو إنها تسترد المنشأة في إطار إجراءات للرد، بعد تصديق واشنطن على فرض عقوبات جديدة ضد روسيا.
وقالت متحدثة باسم السفارة: "وفقًا لما أبلغتنا به الحكومة الروسية؛ كان من المفترض أن يسمح للبعثة الأميركية إلى روسيا بالدخول لمنشأتنا حتى ظهيرة الأول من أغسطس/آب... لم يسمح لنا بالدخول طوال النهار اليوم ولا أمس... نحيلكم إلى الحكومة الروسية لتشرح سبب المنع".
وكان أكثر من مسؤول روسي قد انتقد مشروع العقوبات، وهدد بالرد. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، في حديث لمحطة (إيه.بي.سي) إن مشروع القانون الذي أقره الكونغرس يوم الخميس لفرض عقوبات على بلاده كان "غريباً وغير مقبول"، موضحاً أنه "القشة الأخيرة".
وأضاف: "إذا قرر الجانب الأميركي التحرك أكثر باتجاه تأزيم الوضع، فسوف نرد. سنرد بالمثل". وأكد ريابكوف أن قرار موسكو الأخير حول تسريح مئات الدبلوماسيين جاء رداً على مشروع القانون، لكنه رفض الإفصاح عن الإجراءات الأخرى التي ستتخذها روسيا إذا استمرت الولايات المتحدة في ممارسة الضغوط.
وتابع: "نمتلك الكثير من الأدوات... سيكون من غير المعقول أن أبدأ بالتكهن بشأن ما يمكن أو ما لا يمكن أن يحدث. لسنا مقامرين. نحن أناس ندرس الأشياء بعناية بالغة وبمسؤولية كبيرة. لكنني أستطيع أن أؤكد لكم أن هناك خيارات مختلفة على بساط البحث وأنه يُجرى النظر في كل شيء بعناية".
في المقابل، أكد نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، اليوم الإثنين، أن طلب موسكو من واشنطن سحب 755 من دبلوماسييها المقيمين في روسيا لن يؤثر على التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها.
وقال بنس من إستونيا، عقب لقائه قادة دول البلطيق الثلاث، التي تشمل كذلك لاتفيا وليتوانيا: "نأمل بأيام أفضل وعلاقات أفضل مع روسيا؛ ولكن التحرك الدبلوماسي الأخير الذي قامت به موسكو لن يعيق التزام الولايات المتحدة بأمننا وأمن حلفائنا وأمن الدول المحبة للحرية حول العالم".
وتوجّه في خطابه الى جنود أميركيين وبريطانيين وفرنسيين ودنماركيين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينتمون إلى كتيبة متعددة الجنسيات منتشرة في إستونيا في ردّ على أنشطة روسيا، فقال: "ليس هناك خطر على دول البلطيق أكبر من خطر عدوان غير متوقع من الدول المجاورة".
وكرر بنس "رسالة بسيطة" من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الدول الثلاث مفادها: "نحن معكم". لكنه لم يحدد أي إجراء ملموس لتعزيز الوجود العسكري الغربي في المنطقة. إلا أن رئيس الوزراء الإستوني، جوري راتاس، تباحث معه، أمس الأحد، في إمكانية نشر بطاريات مضادة للصواريخ من طراز "باتريوت" في بلاده.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد كشف أمس الأحد، عن أن عدد الدبلوماسيين والموظفين الفنيين بالبعثات الدبلوماسية الأميركية على الأراضي الروسية الذين سيتم تقليصهم، رداً على توسيع العقوبات الأميركية بحق موسكو، سيبلغ 755 موظفاً، مشيراً إلى أن تقليص مثل هذا العدد "حساس إلى حد كبير" بالنسبة إلى الجانب الأميركي.
وقال بوتين، في حوار مع التلفزيون الروسي بثت مقتطفات منه الأحد: "عمل أكثر من ألف فرد، من الدبلوماسيين والموظفين الفنيين، وما زالوا يعملون في روسيا، وعلى 755 منهم إنهاء عملهم في روسيا الاتحادية".
وفي معرض تعليقه على العقوبات الأميركية الجديدة، حمّل بوتين الولايات المتحدة المسؤولية عن "محاولة التأثير على الدول الأخرى في العالم، بما فيها حلفاؤها المهتمون بالدفع بالعلاقات مع روسيا الاتحادية والحفاظ عليها".
(العربي الجديد)