الكاتب والصباح المجيد

26 ديسمبر 2016
+ الخط -

في الصباح الذي يلي ليلة الكريسماس لا نتوقع أن نصادف في الطريق أناساً نعرفهم، حتى أولئك الذين نصادفهم باستمرار، فالجميع في عطلة، والطقس كئيب وبارد! فكيف بالذين لا نراهم إلا بمعجزة دنيوية؟

أما أنا، ونكاية بقانون الاحتمالات، فقد استيقظت في الصباح الذي يلي ليلة الكريسماس بشعور قوي أنني سأصادف بالطريق أحد أشخاص المعجزة الدنيوية لدي، سأصادف الكاتب، هو ليس كاتبي المفضل! إلا انه بالتأكيد كاتب إحدى الروايات المفضلة لدي.


 إذاً لم أقابله في طريقي. كان الصباح وكأنه تخلى عن أن يكون صباحاً هذا اليوم، وبدلاً من ذلك تبرع بأن يكون فصلاً ثانياً من الليل، فلا شيء هنا سوى آثار احتفالات الليلة السابقة.

لم أفقد الأمل تماماً، قلت سأراه في طريق العودة، حين تكون شمس الظهيرة قد حرضت الناس أخيراً، على وضع حد لتمادي ليلة الميلاد.


قلت إنني سأراه، وعند ذلك سأقول له كيف كان لدي شعور قوي بأنني سأصادفه هذا الصباح.. سيبتسم.. سأقول له إنه لا يصدقني.. سأخرج من حقيبتي روايته وألوح بها أمامه دليلاً على كلامي، وأقول.. هاك نسختي غير الموقعة! فهلا وقعتها لي؟

لن يوقعها لكنه سيبتسم أكثر من المرة السابقة؛ سأخبره عن تضحيتي بالجانب المشمس من الطريق لأنني شاهدته يوماً يمشي على الجانب الآخر، (قانون الاحتمالات مجدداً).

سأدعوه لشرب فنجان قهوة وأضيف قاصدة جملة متأخرة تقول "إن كان يملك طبعاً وقتاً للقهوة!".. ولأن هناك ادعاء عاماً أن الكاتب مشغول على الدوام.. سيعتذر!

وسأبدي أسفي لذلك لكنه سيتراجع في اللحظة الأخيرة ويقول: انسي ما قلت.. لنشرب القهوة.. سأبتسم أنا في هذه المرة.. وأقول: حقاً إنه صباح مجيد!

 

C0B19A4A-6C09-4D2B-B9CD-AA2C7B12C7F1
تسنيم سدر

كاتبة من فلسطين. حاصلة على بكالوريس محاسبة، من جامعة بيرزيت. مواليد أريحا عام 1993.تقول:لم أنجح في أن أكون كائناً اجتماعياً خارقاً؛ وخوفاً على نفسي من الملل، رحت أقرأ. لكن لم يعد يرضيني أن أبقى على الجانب الآخر. غرت من الابتسامة التي يرسمها الكاتب على وجهي وأردت واحدة مثلها لي...

مدونات أخرى