أعلنت السلطات العراقية، الأربعاء، مغادرة القوات الفرنسية للأراضي العراقية بعد سنوات من مشاركتها في الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي ضمن قوات التحالف الدولي.
وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء عبد الكريم خلف، إن القوات الفرنسية غادرت البلاد، مبيناً، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية العراقية (واع)، أن التحالف الدولي أخلى قاعدة جوية في العراق، ولفت إلى أن مغادرة القوات الفرنسية تأتي وفقاً لـ"اتفاقات مع الحكومة العراقية".
ومطلع العام الحالي، قال مسؤولون في الحكومة الفرنسية إن باريس لا تعتزم سحب جنودها من العراق.
ولدى فرنسا نحو 400 عسكري على الأراضي العراقية يتولون مهام تدريبية للجيش العراقي، يتركزون في الجانب الشمالي من البلاد، وبالإضافة إلى التدريب كان جزء من القوة الفرنسية يدير بطارية صواريخ قدمت إسناداً للقوات العراقية خلال سنوات الحرب على "داعش" في المحافظات الشمالية والغربية.
وتأتي مغادرة القوات الفرنسية بعد أسبوع واحد من انسحاب القوات الأميركية من قاعدة القائم الحدودية مع سورية، وتسليمها للجيش العراقي.
ورحب عضو مجلس النواب العراقي عن تحالف "الفتح" محمد كريم، بانسحاب القوات الفرنسية من العراق، معتبراً ذلك في حديث لـ"العربي الجديد" انسجاماً مع القرار العراقي.
وبيّن كريم أن القوات الدولية في العراق لا بد أن يكون لديها رؤية واضحة تجاه قرار البرلمان السابق القاضي بضرورة إخراج القوات الأجنبية، موضحاً أن بغداد "تريد بناء علاقات متوازنة مع الدول التي لديها جيوش في العراق وتحترم إرادة العراقيين وسيادتهم".
كذلك عبّر عن تشكيكه في الانسحاب الأميركي من قاعدة عسكرية في مدينة القائم الحدودية مع سورية الاسبوع الماضي، مبيناً أن "هذا الانسحاب كان تكتيكياً أكثر من كونه انسحاباً حقيقياً".
ولفت إلى أن القوات الأميركية المنسحبة لم تغادر العراق، بل انتقلت إلى أماكن أخرى أكثر أمناً على الأراضي العراقية بعد تلقيها هجمات صاروخية متكررة خلال الفترة الماضية، مضيفاً أن "الأميركيين لا يفكرون في الخروج من العراق في الوقت الحاضر، ودليل ذلك أنهم بدأوا يفكرون في جلب منظومة "باتريوت" للدفاع عن القواعد التي يوجدون فيها".
وأضاف أن "قرارنا كبرلمان بشأن إخراج القوات الأجنبية كان قطعياً"، موضحاً أن "الضغط هو الذي ساهم في إخراج بعض هذه القوات من العراق".
وتابع قائلاً إن "إخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية أصبح ضرورة لا بد منها، لأن وجودهم أصبح خطراً حقيقياً، بعد استهانة أميركا بالسيادة العراقية، وتجاوزها لكل الحدود الدبلوماسية"، مبيناً أن "البرلمان يتابع السبل اللازمة لتنفيذ قراره لإنهاء هذا الملف".
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان كريم عليوي، أمس الثلاثاء، إن عدد الطائرات الأميركية التي تتدفق على قاعدة "عين الأسد" في محافظة الأنبار غربي البلاد بدأ يتضاعف، لافتاً إلى أن "هذا الأمر يثير الكثير من علامات الاستفهام، لكون الوضع العام مع انتشار فيروس كورونا الجديد يحتم إيقاف تلك الرحلات".