لم يتبق تحت سيطرة تنظيم "داعش" في الموصل القديمة سوى نصف كيلومتر فقط، بعد أن أحرزت القوات العراقية تقدّما جديدا وانتزعت أحياء جديدة من يد التنظيم، مواصلة تقدّمها في عدّة محاور، بينما بحث رئيس الحكومة، حيدر العبادي، مع القيادات العسكرية خطة الحسم.
وقال قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، في بيان صحافي، إنّ قواته "أصبحت على مقربة من تحرير آخر معاقل "داعش" جنوب مدينة الموصل القديمة"، مبينا أنّ "قوات الشرطة الاتحادية تقف الآن على مقربة من شارع النجيفي وباب السراي وشارع غازي، وهي آخر معاقل الجماعات الإرهابية في المحور الجنوبي للمدينة القديمة".
وأشار إلى أنّ "عملية تحرير حي الشفاء أسفرت عن قتل عشرات الإرهابيين وتدمير 32 عجلة مفخخة، وتفكيك 50 حزاما ناسفا، و150 عبوة ناسفة"، مؤكدا أنّ ""داعش" يندحر في باب لكش وباب جديد، وأنّ قواتنا تتقدم في ثلاثة محاور وتلاحق الجماعات الإرهابية في المناطق القليلة المتبقية من المدينة القديمة".
من جهته، أكد مصدر عسكري في قيادة عمليات نينوى أنّ "القوات العراقية حاصرت عناصر التنظيم بزاوية ضيّقة في المدينة القديمة لا تتجاوز مساحتها نصف كيلومتر مربع".
وأوضح المصدر، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ "القوات تواصل تقدّمها الحذر في الشوارع الضيّقة للموصل، وأنّها تواجه اشتباكات متقطعة مع عناصر التنظيم"، مبينا أنّ "قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية أطبقت حصارها على التنظيم بعد أن طوقته من المحور الجنوبي للمدينة، وتتقدّم بعدّة محاور نحو مناطق باب السراي وباب الشط والطوالب".
وأضاف أنّ "القوات العراقية وطيران التحالف الدولي كثّفا قصفهما على المناطق التي ما زالت تحت سيطرة "داعش""، مبرزا أنّ "القصف ينفّذ بدقة على أهداف معيّنة للتنظيم حفاظا على المدنيين".
في غضون ذلك، عقد رئيس الحكومة العراقية اجتماعا مع قيادة العمليات المشتركة، وبحث آخر مستجدّات معركة الموصل.
وأكد ضابط في قيادة العمليات، لـ"العربي الجديد"، أنّ "العبادي اطلع على خطة حسم معركة الموصل القديمة، وما تبقى منها، ووجّه بسرعة الحسم، للانتقال إلى بلدة تلعفر، وفقا لخطة وضعت مسبقا لإعلان الموصل محرّرة بشكل كامل".