وباستثناء الاتفاق على إنشاء جسر بري يربط بين البلدين، جاءت القمة المصرية السعودية بلا مواقف سياسية واضحة، واقتصرت على توقيع عدد من الاتفاقات الاقتصادية المعلنة سلفا، فيما منح السيسي الملك السعودي قلادة النيل تقديراً لدوره ومواقفه، في دعم مصر.
وتمثلت أبرز الاتفاقات في التعاون بمجالات النقل البحري والموانئ، والكهرباء والطاقة، والعمل، والإسكان والتطوير العقاري، والزراعة، والتجارة والصناعة، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج تنفيذي تربوي تعليمي، وآخر في مجال الثقافة والإذاعة والتلفزيون، وإنشاء جامعة باسم الملك سلمان بمدينة الطور، وتجمعات سكنية فى مناطق سيناء، وتطوير مستشفى قصر العيني.
وكان الكيان الصهيوني قد أعلن معارضته لإقامة الجسر البري بين مصر والسعودية، لأن الدراسات الهندسية أظهرت وقوع الجسر فوق جزيرتي تيران وصنافير، الواقعتين عند مدخل خليج إيلات، ما يمثل تهديداً استراتيجياً على إسرائيل، بحسب ما نقله موقع "صوت إسرائيل" باللغة العربية في وقت سابق.
كما شهد الملك والرئيس توقيع اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، بعد مفاوضات استمرت لخمس سنوات، بحيث تُضم إلى حدود السعودية جزيرتان كان عليهما خلاف بين البلدين، مقابل منح الجانب السعودي لنظيره المصري 2 مليار دولار سنويا، بالإضافة إلى 25 في المائة من قيمة الغاز والبترول المستخرج منهما، وفقا لمصدر حكومي مطلع.
ومن المقرر أن يتوجه خادم الحرمين إلى مشيخة الأزهر، السبت، لوضع حجر أساس للمدينة السكنية للوافدين، والإعلان مساء عن توقيع 7 اتفاقيات استثمارية بين رجال الأعمال السعوديين، والجانب المصري، على أن يلقي خطاباً، الأحد، أمام مجلس النواب، ويتوجه الإثنين إلى جامعة القاهرة التي أعلنت منحه الدكتوراه الفخرية.
من جهته، كرر السيسي حديثه عن أن "خصوصية العلاقات التي تجمع بين القاهرة والرياض، ستمكنهما من مواجهة كافة التحديات التي تواجه المنطقة العربية"، فضلا عن أن الزيارة تأتي "توثيقاً لأواصر الأخوة والتكاتف القائمة بين البلدين، وتفتح المجال أمام انطلاقة حقيقية في العمل العربي المشترك"، وأن "الشعب المصري لم ينس يوما مواقف السعودية، وتطوع أبنائها في القوات المسلحة المصرية خلال التعبئة العامة لمواجهة العدوان الثلاثي عام 1956".
وأضاف السيسي خلال المؤتمر، أن التنسيق المشترك بين البلدين يمثل نقطة انطلاق حقيقية بشأن أزمات المنطقة، على نحو ما نشهده في القضية الفلسطينية واليمن وليبيا وسورية، مشيراً إلى أنه رغم ما تعانيه دول المنطقة نتيجة احتدام الصراعات "فإن زيارة الملك سلمان تدفعه للتفاؤل، لإعادة مفهوم الدولة الوطنية الجامعة للوقوف في مواجهة الإرهاب والتطرف".
وقال الملك سلمان، من جانبه، إن الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتوثق التعاون المشترك الذي يصب في خدمة الشعبين، وحفظ الأمن والسلم الاقليمي والدولي، مشيراً إلى أن "العلاقة بين البلدين مصر والسعودية حصن منيع للأمة العربية والإسلامية"، لافتاً إلى أن الملك المؤسس عبد العزيز رسخ أساس العلاقة السعودية المصرية في زيارته الخارجية الوحيدة لمصر عام 1946.