القمة العربية "رقمية" بحضور دي ميستورا ولافروف

23 مارس 2017
القمة ستعقد في الـ29 من مارس/آذار الجاري (أحمد جميل/الأناضول)
+ الخط -
ينشط المسؤولون الأردنيون، وكذا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في إطلاق تصريحاتٍ تشيع أجواء لترقب "قرارات مهمة" من المتوقع أن تخرج بها أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين، والمقرّر أن يستضيفها مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات في منطقة البحر الميت يوم 29 مارس/آذار الجاري، والمرتقب أن تكون الأكثر حضورًا للزعماء العرب، بحسب حديث وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام، محمد المومني، خلال افتتاحه المركز الإعلامي للقمة، أمس الأربعاء.

وكان أبو الغيط قد صرح أن القمة ستخرج ببيان هام، كما أفاد بأن تصورًا في الموضوع الفلسطيني سيتبناه الزعماء العرب، وسينقله الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى واشنطن في أبريل/ نيسان المقبل، في مباحثاته مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.


وقال المومني إن القضية الفلسطينية تتصدّر بنود القمة العربية، وأشار إلى أنّ "حل الدولتين" أساس لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. كما أبلغ الصحافيين أن اجتماعات القادة، والتي ستسبقها اجتماعات وزراء الخارجية العرب يوم 27 مارس/ آذار الجاري، ستعمل على حل الصراع الدائر في سورية، وهو رهانٌ لا تؤشر إليه المقدمات الظاهرة، غير أن استضافة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، في منطقة البحر الميت، تعد غير مسبوقة من حيث الشكل والمضمون، سيطلع فيها القادة العرب على الجهود الأممية والإقليمية التي بذلت لحل هذا الصراع، على صعيد المفاوضات في جنيف وأستانة، لا سيما وأن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، سيكون من ضيوف الجلسة الافتتاحية للقمة، وسيلقي فيها كلمة، كما وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي تعد مشاركته مؤشرًا ليس فقط على مدى التطور النوعي في العلاقات بين بلاده والأردن، البلد المضيف للقمة؛ وإنما أيضًا على الحرص العربي عمومًا على بقاء الاتصالات مع روسيا على حرارتها، والعلاقات عمومًا معها على زخمها أيضًا، على الرغم من الرفض العربي للأداء العسكري الروسي في سورية الداعم لنظام بشار الأسد.

وقد بدأت اليوم الخميس، في البحر الميت، اجتماعات كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، ومن المقرّر أن يعقبها اجتماع المندوبين الدائمين للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري، الذي سيعكف على مراجعة البيانات الختامية للقمة، ومن أبرزها "بيان عمّان"، الذي قال المومني إنه "سيتضمن جميع القرارات التي ستخرج بها القمة، وسيتضمن الكثير من القرارات المهمة في الملفات كافة".

وقد أظهر أمين عام وزارة الصناعة والتجارة والتموين الأردني، يوسف الشمالي، في كلمته في اجتماع اليوم، طموح بلاده إلى دورٍ لن يقتصر على الرئاسة الدورية للقمة، بل يلتزم أيضًا بالعمل على إيجاد الحلول للمشكلات التي تعصف بالمنطقة العربية.

وأمام الرهانات الأردنية الطموحة، على مستوى تنظيم متقن لثالث مؤتمر قمة عربية يستضيفها الأردن، وعلى صعيد النتائج العملية التي تراهن عمّان على الخروج بها؛ لا يبدو الشارع الأردني مكترثًا كثيرًا بهذه المناسبة، قناعةً منه، كما الشارع العربي، بأن مؤتمرات القمة العربية السابقة لم تكن أكثر من مواسم كلامية، غير أن قول وزير الدولة لشؤون الإعلام الأردني، محمد المومني، إن قمة البحر الميت ستكون "رقمية"، سيجعلها أمام الأردنيين، وعموم العرب على الأرجح، مكشوفةً أمام الفضاء الرقمي في وسائل التواصل الاجتماعي النشطة، ومستباحةً أمام زوابع النقد والانتقاد، المرتجلة كيفما اتفق، والرصينة الرزينة أيضًا.

المساهمون