تبدو الحياة في بلدة حزارين بريف إدلب شبه متوقفة، اليوم الأربعاء، فالمحلات أغلقت أبوابها، والحركة في الشوارع تكاد تكون معدومة، فيما آثار القصف الأخير ما زالت جلية في البلدة بعد أن سويت عدة منازل بالأرض وتحولت إلى كومة ركام.
وقال ابن البلدة عبد الله حمود لـ"العربي الجديد": "بدأ القصف على البلدة بشكل مكثف منذ منتصف الشهر تقريبا، كانت لحظات مرعبة، شعرنا بالأرض تهتز من تحتنا، وأصوات الانفجارات رهيبة".
وأضاف "خرج كثير من أهل القرية، وقد أخرجت عائلتي أيضاً إلى الشمال، وبقيت في المنزل خوفاً من أن يتعرض للسرقة، لأن أغراضنا ما زالت فيه"، لافتاً إلى أنه يأمل أن يعود الهدوء وتعود أسرته إلى المنزل، ففي الشمال إيجار المنازل مرتفع، ولا قدرة مادية لديه لتحمل أعباء النزوح، إلا أنه في حال استمر الوضع على حاله، سيحاول أن يأخذ من المنزل الأغراض الرئيسية على الأقل ليجد ما يضعه في المنزل أو الخيمة.
من جهته، قال حاتم بركات لـ"العربي الجديد": "عندما يبدأ القصف أخرج بأطفالي وزوجتي إلى الأراضي المجاورة، وعندما يهدأ الوضع أعود إلى منزلي".
وأضاف "ليست لدي إمكانية مغادرة القرية بشكل نهائي، فإيجار المنازل في الشمال مرتفع جداً، والمخيمات تغص بالنازحين، فلم يبق سوى العراء، وليست هناك مساعدات إنسانية ولا خيام".
ولفت إلى أن "الوضع في القرية سيئ، فلا توجد محلات لبيع المواد الغذائية أو مصدر للمياه، ما يضطرني للذهاب إلى قرى مجاورة للحصول على الحاجيات الأساسية".
أما عائلة أبو محمد الشامي، فقالت لـ"العربي الجديد"، "نزحنا منذ أيام من حزارين إلى شمال إدلب، خوفاً من أن يشتد القصف على القرية"، وأضافت "لم نجد إلى اليوم مكاناً نأوي إليه، ما زلنا في العراء تحت الشجر، حيث لا يوجد أماكن في المخيمات وإيجار المنازل مرتفع جداً، اليوم نطالب بخيمة فقط، لكن لا توجد آذان صاغية".
Twitter Post
|
ولفتت العائلة إلى أن "الوضع صعب جداً ولا نحصل على شيء بسهولة، من ماء الشرب إلى وجبة الإفطار، في حين درجات الحرارة مرتفعة جداً".
من جانبه قال رئيس المجلس المحلي في حزارين، نادر قناطري لـ"العربي الجديد": "مع تعرض القرية للغارات الكثيفة وتهدم وتضرر عدد من المنازل، معظم الأهالي غادروا القرية، بنسبة تزيد عن 80 في المائة"، لافتاً إلى أن "عدد سكان حزارين سبعة آلاف شخص مقيمين، وثلاثة آلاف نازح".
Twitter Post
|
وبين أن "مقومات الحياة شبه معدومة، فالمحلات التجارية أغلقت أبوابها، مصدر المياه أغلق، والنقطة الطبية توقفت عن العمل، وأصحاب الصيدليات غادروا القرية، وتأمين مادة الخبز أصبح صعباً جداً، فيجب أن يذهب الشخص لبلدة كفرومة، التي تبعد تقريبا 13 كم، لتأمين الخبز لعائلته".
وذكر أن "النازحين من القرية توجهوا إلى الريف الشمالي والمخيمات، والريف الغربي بقرى تتبع لسلقين، إضافة إلى مدينة إدلب والقرى المحيطة لها".
Twitter Post
|
وأوضح أن "الوضع الإنساني للنازحين سيئ، جراء عدم توفر المأوى، وارتفاع أسعار الإيجارات"، وأضاف "أما من بقوا في القرية فرغماً عن إرادتهم، بسبب عدم القدرة على النزوح لأسباب مادية".
وذكر أن "القصف الأخير على القرية قبل أربعة أيام، أسقط 8 شهداء، واحد منهم توفي اليوم، وجريح في خطر، إضافة إلى نحو 23 إصابة، وتدمير 12 منزلاً بشكل كامل".
Twitter Post
|
وقال رئيس المجلس المحلي "النزوح من القرية حدث على مرحلتين، بداية القصف والخوف من العمليات العسكرية في 15 من الشهر الجاري، وبعد القصف الهمجي في 25 من الشهر، ما زاد نسبة النزوح لتصل إلى 80 بالمائة".
وكان مجلس الإدارة المحلية في حزارين قد نشر يوم أمس الثلاثاء بياناً على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قال فيه "نحن المجلس المحلي في قرية حزارين، ونظراً لتعرض القرية إلى هجمة شرسة وبربرية من قوات النظام وحلفائه، أدت إلى دمار هائل في المنازل والممتلكات والبنى التحية للقرية، نعلن القرية منطقة منكوبة بكل ما تعني الكلمة من معنى ونناشد المنظمات الإنسانية والحقوقية أن تضطلع بمسؤولياتها تجاه سكان هذه القرية، والذين أصبح معظمهم مهجرين تحت الأشجار دون مأوى يحميهم الحر أو البرد شاكرين تعاونكم".