27 سبتمبر 2018
القصف الصهيوني في سورية
أصابت النشوة كل الممانعين، حينما جرى إطلاق صواريخ في اتجاه الجولان، رداً على غارة صهيونية على قاعدة إيرانية في منطقة الكسوة. وزادت في النشوة التصريحات الإيرانية التي أطلقها أكثر من مسؤول حول "الرد الساحق" ضد الدولة الصهيونية. نشوة بلغت أكثر مما تُحدثه إبرة هيروين، أو برنامج في قناة الميادين.
ولكن ظهر فوراً أن مهزلة تحدث، حيث أن معظم الصواريخ لم تتجاوز الحدود، وبعضها أخطأ المسار إلى جنوب لبنان، ما يوضح مدى الرعب الذي كان يحكم مطلقيها. الرعب الذي أعقبه أكثر من تصريح إيراني، ينفي أنه مَنْ أطلق الصواريخ، وتبع النظام ذلك بنفي دوره في إطلاقها، وحتى حزب الله رفض أن يتبنّى العملية. جبنٌ يوازي النشوة التي حدثت، ويوضّح أن كل الأحلام التي جرى بناؤها على هذه الصواريخ من موهومين ممانعين عديدين، ومن فصائل فلسطينية، ويسار ممانع، سقطت في لحظة، خصوصاً أن القصف الصهيوني تزايد بعد ذلك، وبات يحدث يومياً من دون رد، ومن دون حس أو خبر.
ربما أشعل إسقاط طائرة صهيونية كل هذه النبرة الانتصارية، ودفع إلى الميل العلني إلى الحديث عن حلف دولي ممانع، يتكون من إيران والعراق والنظام السوري وحزب الله، كما من روسيا والصين، وحتى كوريا الشمالية واليسار العالمي، والاندفاع إلى التعبير عن بدء "الهجوم الكبير" لهزيمة الإمبريالية، والانتصار على المؤامرة. وهنا كانت نشوة الهيروين في أوجها. ولكن لا يبدو أن الأمور ظلت كذلك، فكما أشرتُ، تراجع "عماد" هذا المحور عن إعلان دوره في قصف الجولان، ولم يعد يجري الحديث عن القصف الصهيوني المستمر، أو عن موافقة روسيا عليه. كما تفاهمت الصين مع أميركا بعد "الحرب التجارية"، وها هي كوريا الشمالية تتصالح مع أميركا.
وبات واضحاً أن الدولة الصهيونية قرّرت تصفية الوجود الإيراني في سورية، بما فيه وجود حزب الله، وأن سياساتها تقوم على القصف المستمر لكل القواعد والمناطق التي توجد فيها قوات إيرانية، أو من حزب الله. وأنها متوافقة في ذلك مع روسيا، المفترض أنها حليف إيران. ولهذا لا تتصدى الدفاعات الروسية لأي غارة صهيونية، بل أن تسهّل قصفها. وهذا يعني أن الوضع السوري وصل إلى مرحلة حصر الاحتلال في دولة واحدة، هي روسيا، حيث أنها حصدت ما تريد من مشاريع اقتصادية ووجود عسكري احتلالي، ولا تريد وجود منافسين. وبعدما سيطرت على مواقع المعارضة المسلحة في محيط دمشق ووسط سورية، وحصرها في إدلب برعاية تركية، وفي الجنوب برعايةٍ روسيةٍ أميركيةٍ أردنيةٍ، وسيطرة أميركا على شرق سورية وشمال شرقها، لم تعد هناك حاجة إلى الوجود الإيراني. لهذا أصبحت روسيا تميل إلى إخراجها. وهذا مطلب صهيوني وإقليمي، وأميركي كذلك. بالتالي هو نقطة توافق إقليمي دولي. وهو بالأساس مصلحة روسية. بهذا تغدو سورية محتلة من روسيا بالتفاهم مع الدولة الصهيونية.
هذا أول ما يتحقق في سورية، حيث هناك توافق على خروج إيران، بعد أن انتهى دورها الذي تمثّل في زج قوات كبيرة، بعد أن فقد النظام قدراته العسكرية، وبعد أن ضخّت مليارات الدولارات، لكي تحصد وجوداً وسيطرة. وهذا سينعكس على مجمل أدواتها في المنطقة، من حزب الله في لبنان إلى المليشيا الطائفية في العراق. وبالتالي سيتلاشى محور الممانعة، ربما يبقى أوهاماً، خصوصاً بعدما تفرض روسيا صلحاً بين النظام السوري والدولة الصهيونية، وهذا بات حتمياً.
خلال ذلك سيستمرّ القصف الجوي الصهيوني ضد الوجود الإيراني في كل سورية، وسيزداد الضغط على إيران، من أجل سحب قواتها، وقوات حزب الله وكل المليشيا الطائفية التي ترسلها. ولا شك في أن الوضع الجديد يشير إلى أن إيران سوف تعود إلى حدودها "الطبيعية".
ولكن ظهر فوراً أن مهزلة تحدث، حيث أن معظم الصواريخ لم تتجاوز الحدود، وبعضها أخطأ المسار إلى جنوب لبنان، ما يوضح مدى الرعب الذي كان يحكم مطلقيها. الرعب الذي أعقبه أكثر من تصريح إيراني، ينفي أنه مَنْ أطلق الصواريخ، وتبع النظام ذلك بنفي دوره في إطلاقها، وحتى حزب الله رفض أن يتبنّى العملية. جبنٌ يوازي النشوة التي حدثت، ويوضّح أن كل الأحلام التي جرى بناؤها على هذه الصواريخ من موهومين ممانعين عديدين، ومن فصائل فلسطينية، ويسار ممانع، سقطت في لحظة، خصوصاً أن القصف الصهيوني تزايد بعد ذلك، وبات يحدث يومياً من دون رد، ومن دون حس أو خبر.
ربما أشعل إسقاط طائرة صهيونية كل هذه النبرة الانتصارية، ودفع إلى الميل العلني إلى الحديث عن حلف دولي ممانع، يتكون من إيران والعراق والنظام السوري وحزب الله، كما من روسيا والصين، وحتى كوريا الشمالية واليسار العالمي، والاندفاع إلى التعبير عن بدء "الهجوم الكبير" لهزيمة الإمبريالية، والانتصار على المؤامرة. وهنا كانت نشوة الهيروين في أوجها. ولكن لا يبدو أن الأمور ظلت كذلك، فكما أشرتُ، تراجع "عماد" هذا المحور عن إعلان دوره في قصف الجولان، ولم يعد يجري الحديث عن القصف الصهيوني المستمر، أو عن موافقة روسيا عليه. كما تفاهمت الصين مع أميركا بعد "الحرب التجارية"، وها هي كوريا الشمالية تتصالح مع أميركا.
وبات واضحاً أن الدولة الصهيونية قرّرت تصفية الوجود الإيراني في سورية، بما فيه وجود حزب الله، وأن سياساتها تقوم على القصف المستمر لكل القواعد والمناطق التي توجد فيها قوات إيرانية، أو من حزب الله. وأنها متوافقة في ذلك مع روسيا، المفترض أنها حليف إيران. ولهذا لا تتصدى الدفاعات الروسية لأي غارة صهيونية، بل أن تسهّل قصفها. وهذا يعني أن الوضع السوري وصل إلى مرحلة حصر الاحتلال في دولة واحدة، هي روسيا، حيث أنها حصدت ما تريد من مشاريع اقتصادية ووجود عسكري احتلالي، ولا تريد وجود منافسين. وبعدما سيطرت على مواقع المعارضة المسلحة في محيط دمشق ووسط سورية، وحصرها في إدلب برعاية تركية، وفي الجنوب برعايةٍ روسيةٍ أميركيةٍ أردنيةٍ، وسيطرة أميركا على شرق سورية وشمال شرقها، لم تعد هناك حاجة إلى الوجود الإيراني. لهذا أصبحت روسيا تميل إلى إخراجها. وهذا مطلب صهيوني وإقليمي، وأميركي كذلك. بالتالي هو نقطة توافق إقليمي دولي. وهو بالأساس مصلحة روسية. بهذا تغدو سورية محتلة من روسيا بالتفاهم مع الدولة الصهيونية.
هذا أول ما يتحقق في سورية، حيث هناك توافق على خروج إيران، بعد أن انتهى دورها الذي تمثّل في زج قوات كبيرة، بعد أن فقد النظام قدراته العسكرية، وبعد أن ضخّت مليارات الدولارات، لكي تحصد وجوداً وسيطرة. وهذا سينعكس على مجمل أدواتها في المنطقة، من حزب الله في لبنان إلى المليشيا الطائفية في العراق. وبالتالي سيتلاشى محور الممانعة، ربما يبقى أوهاماً، خصوصاً بعدما تفرض روسيا صلحاً بين النظام السوري والدولة الصهيونية، وهذا بات حتمياً.
خلال ذلك سيستمرّ القصف الجوي الصهيوني ضد الوجود الإيراني في كل سورية، وسيزداد الضغط على إيران، من أجل سحب قواتها، وقوات حزب الله وكل المليشيا الطائفية التي ترسلها. ولا شك في أن الوضع الجديد يشير إلى أن إيران سوف تعود إلى حدودها "الطبيعية".