تخيل أن تكبر وسط عائلة، لتكتشف فجأة أنك ولدها بالتبني، وأن لديك 3 أشقاء، لم تكن تعلم بوجودهم. هذه هي قصة الفيلم الوثائقي (3 غرباء متطابقين) الذي فاز مؤخراً بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان ساندانس السينمائي في 28 يناير/ كانون الثاني من هذا العام.
ويحكي الفيلم قصة حياة روبرت شافران، إدي غالان، وديفيد كيلمان، الذين اكتشفوا بعد 19 عامًا، أنهم 3 توائم متطابقة، فصلوا عند الولادة، وتبنتهم 3 عائلات مختلفة عام 1961.
ورصد حياة الأشقاء الـ 3، عالم النفس بيتر نويباور، من مركز تنمية الطفل في مانهاتن، بهدف إجراء دراسة عن مدى تأثير الطبيعة البيولوجية على الأشخاص، ومدى تأثير التنشئة، لمعرفة كيف سيؤثر وضع التوائم الـ 3 في بيئات مختلفة، على شخصياتهم في وقت لاحق، وفقًا لموقع "إندبندنت".
ويصور الفيلم كيف التقى الأشقاء بصدفة لم تكن طرقهم لتتقاطع لولاها، إذ فوجئ شفران في يومه الأول في كلية سوليفان بولاية نيويورك، بترحيب حار، من قبل أشخاص لم يلتق بهم من قبل، من بينهم شاب يدعى مايكل دومنيتز، الذي أدرك بعد لحظات أن الشخص الذي أمامه، لم يكن زميله إدي غالان الذي كان معه في الكلية في العام السابق، وإنما شخص يشبهه بطريقة مخيفة.
ووصف دومنيتز في الفيلم الوثائقي، مشاعره آنذاك بالقول "خطف لون وجهي عندما أدركت أن الشخص الذي عانقته لم يكن صديقي غالان، بل نسخة مطابقة له" وأوضح أنه سأل شفران عما إذا كان قد ولد في 12 تموز من عام 1961، وعندما رد عليه بالإيجاب، أخبره عن شكوكه حيال وجود توأم له.
وحظيت قصة شفران وغالان بضجة إعلامية كبيرة، بعد أن التقيا، ونشرت صورتهما في الكثير من الصحف، وهذا ما قادهما للقاء أخيهما الـ 3 كيلمان، الذي اتصل بهما بعد انتشار القصة في وسائل الإعلام، وأبلغهما أنه يعتقد أنه شقيقهما الثالث. وقد اكتشف الثلاثة أن والدتهم الحقيقية حملت بهم في ليلة تخرجها من شخص قابلته ليلتها، وعندما علمت بحملها قررت أنجابهم وعرضهم للتبني.
وأدرك الأشقاء أنهم لم يكونوا الأطفال الوحيدين المدرجة أسماؤهم في الدراسة، وجرى فصلهم عن بعضهم منذ ولادتهم، وأنهم منحوا لتتبناهم 3 عائلات، متفاوتة من حيث الحالة الاقتصادية، من دون إخبار الأهالي الجدد بالتفاصيل، ثم جرى تقييم مراحل نموهم من قبل الباحثين المسؤولين عن إجراء التجربة.
Facebook Post |
ويطالب اليوم الشقيقان كيلمان وشفران، بالكشف عن الوثائق الرسمية الخاصة بالدراسة، وباعتذار رسمي، وتعويض من المجلس اليهودي، الذي رفض الظهور في الفيلم الوثائقي الذي أخرجه تيم واردل، في حين أقدم غالان على الانتحار عندما كان عمره 33 عامًا.
وأجرت صحيفة "واشنطن بوست" مؤخرًا تحقيقًا حول الدراسة المثيرة للجدل، والتقت بالمتحدثة الرسمية باسم المجلس اليهودي، والتي قالت "لا يوافق المجلس على الدراسة التي أجراها الدكتور بيتر نويباور، ويقدر غاية الفيلم الوثائقي النبيلة، في وضع القضية تحت الضوء" وأضافت "نأمل أن يساعد الفيلم جميع التوائم الذين فصلوا عن بعضهم، في معرفة هويتهم الحقيقية".
Facebook Post |
(العربي الجديد)