القدس تضيء مصابيحها احتفالاً بالإسراء والمعراج

16 مايو 2015
من مشاركات فرق الكشافة (Getty)
+ الخط -
تعتبر ذكرى الإسراء والمعراج من المناسبات الدينية التي يحرص المسلمون على إحيائها، استذكاراً لليلةٍ عظيمة الشأن عقائدياً ودينياً، أُسري فيها بنبيّهم، محمد، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم صعد (عرج) إلى السماوات، وهي أيضاً شاهد على صدقه وعظم منزلته عند الله، كما يعتبرونها من الدلائل على قدرة الله ومعجزات النبوّة.

فرغم كلّ ما يقال حول حكم الاحتفاء بها، وتحريم التيارات السلفية لشتى أنواع الاحتفالات واعتبارها بدعة، إلا أنّ هذا لم يمنع أن يواصل المسلمون إحياء شعائرها وطقوسها كما درجوا منذ قرون، مع تطويرات محتمة، وذلك في غالبية المجتمعات المسلمة، الشعبية تحديداً.

في المسجد الأقصى مسرى الرسول
ولأن المسجد الأقصى هو مسرى النبي محمد، وقد عرج به منه إلى السموات السبع، فإنّ احتفالات خاصة تقام فيه تلك الليلة استذكاراً وطلباً للبركة، حيث يصلّي المسلمون، ويتفرّجون على فرق الكشافة التي تفد من عدّة ضواح مقدسية، وتنشد المدائح النبوية.

يتجمّع المحتفلون في ساحات الأقصى الشريف، حيث تجلس النساء مع أطفالهن على الحشيش الأخضر، من دون أن ينسين إحضار الطعام الفلسطيني التقليدي، مثل المقلوبة والمسخّن.

ويقوم البعض بتوزيع أنواع من الحلويات على المتواجدين، وتقام داخل الأقصى حلقات دروس وقراءة القرآن، وتعجّ أسواق القدس والبلدة القديمة بالناس وتنشط حركة التسوق، خاصة بين الناس الذين يفدون من فلسطين المحتلة عام 1948 أو أهالي الضفة الغربية. ولكن، يفتقد المقدسيون في هذه الليلة مسلمي غزة، الذين يمنعهم الاحتلال من دخول الأقصى، فيستذكرونهم في أدعيتهم وصلواتهم.

تفد مجموعات من المؤمنين الأتراك إلى الأقصى كلّ عام، للمشاركة في إحياء هذه الليلة المباركة، ويقومون بتوزيع الحلويات التركية، مثل الحلقوم والملبس والكعك والمعمول.. ويؤدّون الصلوات مع الفلسطينيين.

إضاءة تاريخية
وحول العالم الإسلامي، تُعقد الحلقات الدينية، تحديداً في المساجد، حيث يدين البعض الاحتفالات الشعبية، ويركز آخرون على ذكر مرتبة هذه الليلة ومعانيها... ويعود الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج إلى زمن بعيد، ورغم أنه ليس محدداً بدقّة، إلا أنّ ابن النحاس (المتوفى 416 هجرية) نقل عن الاحتفال بهذه الليلة العظيمة قال: "مما شوهد في هذه الليلة الشريفة العظيمة كثرة وقود القناديل في المسجد الأقصى وفي غيره من الجوامع والمساجد".

أما ابن بطوطة، فقد كتب منكِراً وليس محبّباً لهذا الاحتفال: "شاهدت في ليلة السابع والعشرين من رجب شوارع مكة قد غصّت بالهوادج"... ويختلف الشيعة عن السنة في تحديد موعد الاحتفال بتلك الليلة، فالشيعة يرون أنها لم تكن في السابع والعشرين من رجب، وأنها تقع في شهر رمضان، ولم يحدّدوا لها تاريخاً في رمضان، ويعتقدون أنّ ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة نزول الوحي على النبي محمد.

اقرأ أيضاً: البراق النبوي.. روايات متعدّدة صاغتها مخيّلة الفنان
المساهمون