الأوضاع في القدس مرشحة للتصعيد، فمنذ قتل الشهيد محمد أبوخضير وحرقه، لم تهدأ الأمور، ضاعف اشتعالها استشهاد الأسير المحرر معتز حجازي على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي إثر اتهامه بمحاولة اغتيال المتطرف الصهيوني يهودا غليك.
الاحتلال عمد للمرة الأولى في التاريخ منذ احتلاله القدس عام 1967، إلى إغلاق المسجد الأقصى، وهو الأمر الذي دفع الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل إلى تحذير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من أنه يجب "محاصرة النار" التي تشتعل في القدس.
المقدسيون والفلسطينيون عموماً، رغم ضعف المحيط العربي وانقسامه، ضاقوا ذرعاً بالسياسة الإسرائيلية المستمرة بتهويد القدس والسماح للمتطرفين بدخول الأحياء العربية واستفزاز الأهالي، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، واستمرار عملية تسريب عقارات الفلسطينيين في القدس وبيعها لمؤسسات صهيونية.
قد تكون تلك الأحداث مجتمعة مقدمة لانتفاضة ثالثة تقلب الأوضاع وتعيد فلسطين إلى الواجهة، بعد أن أُغرق الإقليم في صراعات أهلية ومذهبية أشعلتها نار الثورة المضادة في دول الربيع العربي.