الفنان روحي الخماش..الفلسطيني الذي طوّر الموسيقى العراقية

22 يناير 2016
غنى الخماش من ألحان الأخوين رحباني (فيسبوك)
+ الخط -

 كانت فلسطين، قبل نكبة عام 1948، منارة ثقافية، ومقصداً للفنانين العرب الذين انطلقوا من فلسطين أو غنّوا فيها، وقد برزت أسماء فنانين فلسطينيين حينها، إلا أنهم غادروا فلسطين بعد النكبة، مثل روحي الخماش، الذي هاجر إلى العراق، ورياض البندك ويحيى اللبابيدي وفريد السلفيتي وحنا السلفيتي ومحمد غازي وحليم الرومي وعبد الكريم قزموز، وغيرهم، بالإضافة إلى تأسيس إذاعة "هنا القدس" عام 1936، و"إذاعة الشرق الأدنى" عام 1940 في يافا، وقد ساهمت هاتان الإذاعتان على نحو جلي في استقطاب الطاقات الثقافية العربية والفلسطينية.

روحي الخمّاش من مدينة نابلس الفلسطينية، (1923 - 1998) وكان منذ صغره مولعاً بالعزف على العود والغناء والفن بشكل عام، وتعلّم أصول العزف والغناء حتى أجاده، وعندما كان في العاشرة من عمره، غنّى أمام الموسيقار محمد عبدالوهاب في مدينة القدس، وقد أُعجب حينها عبدالوهاب بصوته، كذلك غنّى أمام سيدة الغناء العربي، أم كلثوم، عندما كانت في إحدى الحفلات في مدينة يافا.

بعد افتتاح إذاعة "هنا القدس"، دُعي روحي الخماش ليشارك في الإذاعة بصفة فنّان ومنتج ومقدّم برامج غنائية. استمر سنتين في العمل إلى أن سافر ضمن بعثة دراسية إلى معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية في القاهرة، وهناك أنهى مراحل الدراسة كافة بتفوق، ثم عاد إلى القدس عام 1939 وعُيّن رئيساً لفرقة الموسيقى في الإذاعة الفلسطينية.

بعد نكبة عام 1948، غادر الخمّاش فلسطين وتوجّه إلى العراق وعاش هناك حتى مماته، وفي بغداد أسّس فرقاً إنشادية وموسيقية عدة، كما عمل مدرّساً في معهد الفنون الجميلة، وقدّم خلال مسيرته الفنية مؤلفات موسيقية عديدة من الموشحات والقصائد والأناشيد الوطنية والابتهالات الدينية ومعزوفات.

كان لـ "الخمّاش" دورٌ في تطوير الموسيقى العراقية والحفاظ عليها، وازدهرت الحركة الموسيقية هناك، وقام بتأسيس فرق فنية أسهمت بدور كبير في حفظ التراث الفني العراقي وتطويره، ومن الفرق الفنية والموسيقية والإنشادية التي أسسها في العراق، أو كان له دور رئيسي في تأسيسها: فرقة الموشحات عام 1948، التي تحوّل اسمها عام 1961 إلى فرقة أبناء دجلة، فرقة الموشحات الثانية، أو فرقة الإنشاد العراقية، وغيرها من الفرق التي تركت بصمة واضحة في مسيرة الفن والغناء والموسيقى في العراق، في النصف الثاني من القرن العشرين.

كان الخمّاش يفكر دائماً في تطوير آلة العود، إلى أن أضاف الوتر السابع للحصول على الأصوات الكاملة لآلة العود ليسهل عليه ارتجال الأنغام، وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً سُجّل له، حيث أنه يفسح المجال أمام العازفين في استثمار قدر كبير من المساحة الموسيقية، ولإظهار الجمل الموسيقية بأبهى صورها، بإضافة صوت جديد للعود من خلال الوتر السابع. من الأغاني والألحان التي قدّمها الخمّاش: وطني، من ألحان الأخوين رحباني، موشحات ليلي نغم، وما بال عينيك، وهاجك الذكر من ألحانه.


روحي الخماش في حفلات معهد الفنون الجميلة في بغداد 




اقرأ أيضاً: فرقة ترشيحا: الموشحات والرحبانيات... والقصبجي

المساهمون