في الوقت الذي لا يزال فيه
اللبنانيون يفترشون الشوارع والساحات طلباً للتغيير، تحاول بعض الأبواق الدخول على خط المواجهة بين النظام السياسي والشعب هذه المرة. الفنانون بدأوا بتبديل المواقف، بعضهم لا يزال حذراً من الاندفاع أو التصريح بموقف سياسي قد يتنافى مع قناعاته أو مصالحه، خصوصاً أن معظم
الفنانين اللبنانيين أثبتوا خلال السنوات السابقة أنهم لقمة سائغة في يد السلطة السياسية، ومن دون شك تحول تضامنهم مع الشعب إلى مجرد كسب أصوات إضافية في معركة يدفع ثمنها المواطن بالدرجة الأولى.
الفنانة إليسا اعتبرت، منذ اليوم الأول للمظاهرات، بأنها أول مغنية تبنت صوت الشارع. لم تكن إليسا تغفل عن إبداء رأيها في كل المناسبات السياسية والأحداث التي يشهدها لبنان، وظهر واضحاً في اليومين الماضيين مدى توافق إليسا مع آراء ومطالب المحتجين. ورغم ميلها السياسي لحزب القوات اللبنانية، ردت في تغريدة على من ينتقد رأيها بالقول: "كلن يعني كلن"، وهذا ما رفع من نسبة متابعيها الذين ينادون بالاستقلال نهائياً عن أي مجموعة تنتمي لنظام لبنان الفاسد.
لم تثمر محاولة
الفنان اللبناني راغب علامة المشاركة في التظاهرات قبل أيام. كان واضحاً أن الرجل يحاول استمالة الشارع له من جديد، ذلك بعد سلسلة من الانتقادات التي يواجهها علامة بسبب تملقه الدائم للسلطة، واعتماد سياسة العلاقات العامة للخروج بمكاسب خاصة تساعده في حياته. راغب علامة ظهر محاولاً الدفاع عن حقوق الناس، إلا أن هؤلاء ذكروا علامة ببعض التغريدات، والصور التي تجمعه بسياسيين، وكان قد نشرها على صفحاته الخاصة، فكيف ينقلب عليهم هذه الفترة.
الفنانة أحلام خطفت تضامناً كبيراً من اللبنانيين؛ فمنذ اليوم الأول لانطلاق الاحتجاجات اتخذت موقفاً مؤيداً لنزول اللبنانيين إلى الساحات، وتمنت أول من أمس لو كانت إلى جانب هؤلاء في مسيرات الاحتجاج التي برأيها ستثمر نجاحاً وازدهاراً.
أما الممثلة
نادين نسيب نجيم؛ فكانت آراؤها متباينة حول المشاركة بداية في التظاهرات. الأحد الماضي بدا واضحًا أن مشاركة نجيم في التظاهرات وسط بيروت، وكأنها مُجبرة على ذلك. نجيم عبرت عن سخطها من قلة الحاضرين، وطالبت ملايين اللبنانيين بملاقاتها في الشارع بعصبية واضحة. فيما فسر بعضهم ذلك بأنها تُمنن الشعب اللبناني بحضورها والمشاركة في التظاهرات. موقف نجيم أثار استهجانا وردود فعل عنيفة من قبل المتابعين، وصلت إلى دعوتها للبقاء إلى جانب أطفالها، وترك الحراك بعيداً عن العصبية، لكنها عادت وخرجت في تظاهرات في مناطق الذوق وجونية وجل الديب.
أما الفنان
معين شريف؛ فهو معروف بولائه لنظام التيار الوطني الحر الذي ترأسه العماد ميشال عون قبل فوزه في انتخابات سنة 2016، وأصبح رئيسًا للجمهورية. لم يكن حضور معين شريف في ساحة الشهداء وسط بيروت إلا مجرد حضور عابر لمغن، ليس بإمكانه سوى محاباة الأنظمة السياسية، وهذا ربما ما أسهم في تراجعه الفني.
أما الفنان
رامي عياش، فقد ظهر إلى جانب زوجته في المظاهرة يوم الأحد الماضي، لكن ذلك لم يمنعه من الانتقادات حول زيارته الأخيرة إلى رئيس الجمهورية ونشره صوراً تجمعه معه، لكنه برر ذلك بأن زيارته لعون كانت بسبب مطالبة الرئيس بدعم مشروع عياش الإنساني، "عياش للطفولة"، وهي مؤسسة أطلقها عياش قبل سنوات وتسعى إلى مساعدة الأطفال.
شهدت الساحات حضوراً كبيراً لأبرز الممثلين والفكاهيين، وكان من بينهم الكوميدي ماريو باسيل الذي تبرأ من الوزير جبران باسيل وطالبه بتغيير كنيته إلى "عون"، في إطار فكاهي تفاعل معه رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين يريدون استقالة قادة النظام، ومن بينهم وزير الخارجية جبران باسيل.