الفنانون المحترفون والهواة... علاقة الدعم والوعود المؤجلة

20 فبراير 2017
أدهم نابلسي(Getty)
+ الخط -
لا يمكِن اعتبار الدعم الفنّي للهواة وليد الساعة، أو فعلاً مُستجّدًا اليوم. ثمّة فنّانون كبار دعموا مواهب كثيرة، وساعدوها في العبور إلى مرحلة الشهرة والاستقلالية الفنية.

الفنان الراحل وديع الصافي، كان من الفنانين القلائل الذين عملوا على مساعدة مجموعة من الأصوات الغنائيّة، ومنهم الفنان معين شريف، الذي تبناه فنيًا. كما ساعد وديع الصافي الفنانة نجوى كرم، وسجل معها "دويتو" "كبرنّا يا بيّي" من كلمات عصام زغيب وألحان أنطوان الشعك. وسَجَّل أيضاً أغنيات مع عاصي الحلاني ورويدة عطية، ما زاد من رصيدهم لدى جمهور الصافي وجمهورهم، أيضاً.

تحفل محطات التلفزة العربية، بمجموعة من برامج الهواة، أبرزها برامج الغناء التي ما زالت تلقى صدى في الشارع العربي عموماً. لكن المفارقة أن بعض هذه البرامج تبدأ بداية قوية، وتؤدّي إلى صداقة تجمع بعض المغنين مع بعض الهواة. وتكون العلاقة قائمة على إعجاب الفنّان بصوت أو صوتين، والبدء بمحاولة دعم غير مباشرة. فيصرح الفنان بهذا الإعجاب على الهواء، وتبدأ مرحلة أخرى من الانتظار يقضيها المشترك المؤهّل للفوز بلقب ما، خلال البرنامج، ودعم فعلي من الفنان نفسه.

لم يثبِت أي برنامج غنائي عربي، عن نجاحٍ ساعد هاوياً في موهبته الغنائيّة. وكل ما ترتب على ذلك، مجرد إعجاب مؤقت (خلال فترة البرنامج) كان يتبدد بعد إعلان النتيجة النهائية، وإقفال خطوط التصويت الهاتفية، وعودة المشتركين إلى بلدانهم، وانشغال المغنين بأعمالهم العادية.

قبل أيام، انتشرت أخبار تقول إن الفنان السعودي محمد عبده نكَث في وعده تجاه المشترك، محسن صلاح الدين، الذي لم يفز بتصويت الجمهور في برنامج "فنان العرب" (تلفزيون دبي 2016).

صلاح الدين الذي حل ثانياً أمام منافسه أسامة محبوب دفع محمد عبده إلى قطع وعد مباشر من البرنامج، بأنه سيمنح صلاح الدين هدية قيمة، من خلال مكرمة قال عنها مفاجأة. لكن المغني السعودي، لم يعد يرد على صلاح الدين، وفق الخبر، ووصف صلاح الدين محمد عبده بأنه يتهرّب من الوفاء بوعده، وطرح علامات استفهام حول استغلال المغنين لعرض البرامج، والتمنّع عن تنفيذ وعودهم تجاه الهواة.



وقبل ثلاث سنوات، حاول الفنان اللبناني وائل كفوري، تبنّي المغني الفلسطيني أدهم النابلسي، الذي شارك في برنامج "إكس فاكتر". وكان كفوري واحداً من أعضاء لجنة التحكيم التي تألفت من إليسا وحسين الجسمي وكارول سماحة.

النابلسي اعتبر موهبة فلسطينية تستحق الدعم، لكنه لم يصمد طويلاً أمام منافسه المغربي محمد الريفي، وهو من فريق الفنان حسين الجسمي، والذي فاز باللقب. واقترح كفوري بطريقة غير مباشرة تبنّي موهبة النابلسي، وفعلاً كلف مدير أعماله مساعدة النابلسي في بعض الاختيارات الغنائية بداية.

وتضامنت الفنانة إليسا، كذلك، مع النابلسي، فوعدت على الهواء بأنّه سيفتتح أول حفلة تحييها إليسا في لبنان بعد انتهاء البرنامج. وهذا ما حصل، إذ شارك أدهم النابلسي في حفل إليسا الذي أقيم في مهرجانات بيروت 2013، مدعوماً من قبل إليسا. وكذلك لقي دعماً فنياً من المغنية، مايا ديب، في تلك الفترة، فأثبت وجوده فنيًا، حتى أصبح اليوم يعمل بمفرده ودون شركة إنتاج، وبعيداً عن أي التزام من قبل الفنانين الذين مدّوا له يد العون.

وحاول الفنان الإماراتي حسين الجسمي، بعد عرض برنامج "إكس فاكتر" مساعدة الفائز المغربي محمد الريفي، فقدَّم له أغنيةً خاصّة، وحاول إشراكه في بعض الحفلات الغنائية. لكن الريفي لم يلقَ الصدى المطلوب من قبل الجمهور، إضافة إلى خلاف في الرؤية بينه وبين الجسمي، حال دون متابعة التعاون بينهما.

ويُعتبَر الفنان السعودي راشد الماجد، من أكثر الفنانين الداعمين للمواهب الغنائية، بعيداً عن الإعلام والأضواء. ليس سِرّاً، دعم الماجد للفنان المغربي عبد الفتاح الجريني، الذي وصفه بأنه الأب الروحي له في لقاءات صحافية عديدة. وكذلك منح الفنان راشد الماجد فرصة للفنانة اللبنانية يارا، عندما اختار الغناء إلى جانبها في دويتو "الموعد الضائع"، ومن خلاله ارتفعت أسهم يارا في دول الخليج العربي. وأصبحَت واحدةً من نجوم الأغنية الخليجية، وحققت شهرة كبيرة.

وفي سنة 2013، سربت أخبار عن دعم من قبل الفنان راغب علامة، للمشتركة السورية فرح يوسف، التي وصلت إلى المراحل النهائية من برنامج "أرب أيدول". لكن الفلسطيني محمد عساف، فاز باللقب في الموسم الثاني. ولم تثمر المفاوضات بين راغب علامة وفرح يوسف في أن يتولى مساعدتها في إدارة أعمالها بعد البرنامج، وانضمامها إلى شركة علامة نفسه "باكستيتج برودكشن" التي يديرها شقيقه، خضر علامة. لكن انضمام راغب علامة إلى برنامج "إكس فاكتر" في الموسم الثاني، جعله يتبنى المشتركة اللبنانية ماريا نديم، فسجل لها أول عمل غنائي لها تحت عنوان Wanna be free من إنتاج شركة "باكستيج بوردكشن"، وصور لها الأغنية على طريقة فيديو كليب.

وحاول الفنان عاصي الحلاني، تبني موهبة عدد من المشتركين في برنامج "ذا فويس" ومنهم الفائز باللقب، مراد بوريقي، من المغرب. لكن، لعدة أسباب، لم يُكتَب لهذا التبنّي النجاح.

وكذلك ساعد الفنان العراقي كاظم الساهر، التونسية يُسرا محنوش، بعد مشاركتها هي أيضاً ببرنامج "ذا فويس". وغنى إلى جانبها، كما شاركها في مهرجانات غنائية قدمها.

ومُؤخَّراً، وعدت الفنانة نانسي عجرم، المشترك التونسي محمد بن صالح، في "أرب آيدول 4" بمشاركتها الغناء على المسرح في أول حفل تقيمه في تونس.


المساهمون