يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان رسمي عراقي عن بدء التحضيرات للهجوم على الفلوجة في عملية أطلقت عليها اسم "كسر الإرهاب".
وقال ضابط في قيادة عمليات الجيش في الأنبار، إن نحو 60 عنصرا من الحرس الثوري الإيراني، وصلوا يومي الجمعة والسبت إلى قاعدة المزرعة العسكرية (5 كم شرق الفلوجة) برفقة العشرات من عناصر مليشيا "حزب الله فرع العراق"، مؤكدا خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن العناصر الإيرانية عسكرية، ومجهزة بأسلحة حديثة.
ووصلت القوة الإيرانية الجديدة إلى مناطق متاخمة للفلوجة، بعد يومين على إعلان السلطات الإيرانية، عن مقتل قائد في قوات "الباسيج" الإيراني علي رضا باباي بانفجار سيارة مفخخة جنوب شرق الفلوجة.
ووفقا لبيان صادر عن خلية الإعلام الحربي فإن المعركة ستكون بقيادة الفريق عبد الوهاب الساعدي، مبينا أنها "ستكون بغطاء صاروخي مؤثر وقصف جوي عراقي ودولي؛ وهو ما يجعل المدينة أمام احتمالية وقوع مجازر بشعة في صفوف المدنيين الذين يمنع "داعش" خروجهم ويقدر عددهم بنحو 100 ألف مدني.
من جانبه كشف قائد عسكري عراقي لـ"العربي الجديد"، أن المليشيات التي ستشارك بالمعركة هي "مليشيا أنصار المرجعية ومليشيا على الأكبر ومليشيا العباس ومليشيا الإمام علي ومليشيا أبي الأحرار الجهادية ومليشيا بدر ومليشيا سرايا عاشوراء ومليشيا سرايا أنصار العقيدة، ومليشيا حزب الله، ومليشيا العصائب ومليشيا الجهاد، ومليشيا الخراساني ومليشيا الكرار ومليشيا المنتظر ومليشيا لواء مجاهدي الأهوار ومليشيا كتائب سيد الشهداء".
مبينا "حتى الآن تلك المليشيات ستكون في محاور المعركة الأربعة، لكن من غير المرجح دخولها المدينة بسبب رفض الأميركيين ذلك خوفا من عمليات انتقامية ترتكبها تلك المليشيات".
إلى ذلك، قال الخبير الأمني، فالح الفضلي، إن وصول عناصر إيرانية للقتال في مدينة الفلوجة، يحمل تداعيات سلبية على الوضع الأمني فيها، موضحا خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الإيرانية، أو مليشيات مرتبطة بإيران، كحزب الله فرع العراق، والخراساني، في العراق وسورية، ولدت أجواء عدائية لها لدى غالبية العراقيين.
وأضاف "أن اشتراك الحرس الثوري في معارك الفلوجة، قد يؤدي لانسحاب عدد من العشائر التي تقاتل تنظيم (داعش)"، مبينا أن دخول المليشيات على خط التحضير للمعارك، قد يؤخر تحرير المدينة.
من جهته، رفض القيادي في مجلس العشائر المتصدية لـ"داعش" فاضل العيساوي، اشتراك المليشيات الإيرانية في تحرير الفلوجة، أو المناطق المحيطة بها، مؤكدا خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن وجود عناصر منفلتة، وخارجة عن إطار الدولة، قد يؤدي إلى تكرار سيناريو المجازر التي ارتكبت في المناطق المحررة، بمحافظتي صلاح الدين وديالى.
إلى ذلك، قال الإعلام الحربي العراقي، إن المنشورات التي ألقيت في مدينة الفلوجة، حثت السكان المحليين على التعاون مع القوات الأمنية، داعية في بيان إلى الاستماع للتوصيات المهمة من خلال الإذاعة المحلية.
ودعا رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت، الاثنين الماضي، إلى تحرير مدينة الفلوجة، من سيطرة تنظيم "داعش". وطالب في الوقت نفسه، قيادة القوات العراقية المشتركة، بالإسراع بتحرير المدينة، وفك الحصار عن أهلها. وأوضح الكرحوت، في بيان، أنّ سكان المدينة يموتون جوعاً، بشكل يومي، بسبب نفاد الغذاء والدواء، ومتطلبات العيش الأخرى.