تحف فنية متكاملة الأركان، جسدها المدهون عبر فنه الذي مزج به الرسم، والأشكال الهندسية التي خطّ خطوطها، قبل البدء بلصق الصدفيات والخزفيات بأحجام متناسقة، كي يخرج عملاً متجانساً، تظهر فيه الرسومات البارزة متناغمة مع باقي زوايا العمل الفني.
ويحرص المدهون عبر فنه الذي يتميز به، على أن يصنعه من الألف حتى الياء بأدوات طبيعية، غير مُصنعة، تبدأ بالفخار والصدف بأحجامه ودرجات ألوانه المختلفة، إذْ يشكلها وفق حاجة الفكرة التي يرغب بتطبيقها.
يقول المدهون (42 عاماً)، وهو خريج تجارة من جامعة القدس المفتوحة، إنه توجه لهذا الفن قبل نحو 20 عاماً، ودفعه إلى ذلك حبه الشديد للبحر، وزيارته اليومية له، موضحاً أنه كان دائم التأمل بالصدف، ويرغب بصناعة شيءٍ يعكس جمال البحر عبر تلك القطع.
(عبدالحكيم أبو رياش)
أما فيما يتعلق ببداية حكايته مع ذلك الفن، فيقول لـ"العربي الجديد": "زرت أحد المعارض المختصة بالمشغولات اليدوية التي أنتجها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي. وكان من بين تلك الأدوات مشغولات خزفية وصدفية، أشعلت عندي مجدداً فكرة البدء بتطبيقها على أرض الواقع".
ويضيف "بدأت بتجهيز بعض الأدوات للمباشرة بممارسة هوايتي، وواجهت العديد من الصعوبات الفنية في بداية الأمر، إلى أن استطعت، ومع مرور الوقت، احتراف ذلك الفن، ومزجه بالعديد من الفنون الأخرى".
يطلق المدهون على هوايته اسم "الفن التطبيقي"، لأنها تعتمد بشكل أساسي على تطبيق وتصفيف الأصداف ومكونات العمل بشكل واضح، معتبراً أن المُخرَج النهائي للعمل يجب أن يكون واضحاً وضوحاً كلياً لكل من يلمسه.
أما بخصوص التكوين والأدوات المستخدمة في العمل الذي يتطلب مجهوداً شخصياً وتركيزاً عالياً، فتتمثل في القطع الفخارية، والتي يحاول المدهون تمييز كل واحدة منها عن الأخرى، إلى جانب ألوان التخطيط، والرسومات الخاصة بكل عمل والغراء وأدوات الحف والقطع.
(عبدالحكيم أبو رياش)
وتبدأ رحلة صناعة أي قطعة، بتحضير المجسم المطلوب، والفكرة الخاصة به، والرسومات أو الأشكال الهندسية أو الزخارف، ومن ثم تخطيطها أو رسمها على المجسم. ويتم طلاء الغراء وتصفيف القطع وفق الأحجام المطلوبة، للوصول إلى الشكل النهائي المطلوب.
ويَعتبِر الفنان المدهون القطع التي يصنعها "جزءاً من روحه، وليس مجرد قطع فنية"، إذ أن لكل قطعة حكاية خاصة بها. ويقول: "على سبيل المثال، أردت من خلال خريطة فلسطين تجسيدها كمجسَّم بديل عن اللوحات التقليدية، يتم تزيينه بالأصداف المكسرة، وقد كتب عليه عبارة (فلسطين من البحر إلى النهر) بالصخور الطبيعية الصغيرة، وزُينت بالمسجد الأقصى المصنوع من قشر اللؤلؤ الطبيعي".
(عبدالحكيم أبو رياش)
(عبدالحكيم أبو رياش)