الفلسطيني شحادة شلالدة.. صانع الكمان ومُداويها

العربي الجديد

الأناضول

avata
الأناضول
20 يوليو 2015
EBD335B5-45BE-48E8-8D23-31CAA5100F3E
+ الخط -


سَحَرته ذات يوم، فأصبحت أنامله تتراقص على أوتارها، يريد منها أن تبوح له بمكنون قلبها، حتى تشدو لحناً للسلام والحب.. تلك هي العلاقة بين الشاب الفلسطيني، شحادة شلالدة وآلة الكمان التي برع في صناعتها، فحلّق بها بعيداً.

شلالدة (24 عاماً) الذي يسكن بلدة رام الله التحتا (القديمة)، وسط الضفة الغربية، أراد من وراء حرفته هذه، أن يقول للعالم "نحن أناس كغيرنا، نعشق، ونفرح، ونلعب، ونعمل، ونبدع، ونحب السلام".
يقضي شلالدة يومه في تصنيع آلة الكمان وآلات موسيقية أخرى. في ذاك البيت الحجري القديم في البلدة التابع لمعهد الكمنجاتي للموسيقى (خاص)، والذي يعد بمثابة ورشة، ويقول " تعلمت فن صناعة الكمان، وتصليحها من خلال دورات في كل من إيطاليا وبريطانيا بين عامي 2005-2008، ومنذ خمس سنوات أعمل في هذه الورشة التي باتت تمثلني".

وعن الوقت، الذي يستغرقه في صناعة آلة الكمان الواحدة، يشرح إنّها "تحتاج كل واحدة نحو شهر، وتباع في حد أدنى بخمسة آلاف دولار أميركي"، أما زبائنه فهم "عازفون محليون وأجانب ممن يسمعون عنه"، ويقوم ببيعها لمن في الخارج إما عن طريق شركات شحن البضائغ، وإما من خلال المشاركة في معارض.

أمّا علامته التجارية التي يحفرها في جوف آلته، فتتمثل في عبارة "صُنع في فلسطين".. عبارة يريد، من خلالها، أن يوصل للعالم رسالة معنوية، مفادها أن يبقى وطنه المحتل فلسطين، حاضراً في وجدان كل إنسان، وأن هذه الصناعة هي فلسطينية 100%. ويحصل شلالدة على معدات التصنيع، وخصوصاً الأوتار، وخشب القيقب، من بلدان أوروبية، لافتقار فلسطين إليها.

يُعرف عن الشعب الفلسطيني، انشغاله بالسياسة، ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن هذا الشاب يرى أن "هناك شريحة واسعة من الفلسطينيين العازفين الذين يعشقون الموسيقى". ويضيف "بالموسيقى نكسر الصمت، والحزن، وقيد الاحتلال، فكل واحد من أبناء شعبي لديه من الطاقة والإبداع ما يؤهله لأن يكون عنصراً مبدعاً في الموسيقى، والفن، والعلم، والاقتصاد وليس السياسة فقط".
"نحن أناس كغيرنا، نعشق، ونفرح، ونلعب، ونعمل، ونبدع، ونحب السلام"، يمضي في حديثه وهو منهمك في آلته التي على الرغم من عشقه لها، وبراعته في صناعتها وأوتارها، إلا أنه لا يتقن العزف عليها. يتابع شلالدة حديثه "في البداية كان الناس ينظرون إلي باستغراب، وحال لسانهم يسأل، ما هي هذه المهنة؟ وهل يستطيع أن يعيش ويعيل أسرته منها؟".

و"الكمنجاتي"، مؤسسة فلسطينية غير ربحية، تأسست عام 2002، بجهود شخصية، الهدف منها دعم وتثقيف الأطفال، من خلال تسهيل وصول الموسيقى إليهم، خصوصاً أولئك الذين يعيشون في المخيمات والقرى داخل الوطن، ومخيمات الشتات، حيث تعتبر تكاليف الدراسة في المؤسسة رمزية.




اقرأ أيضاً: أوركسترا موسيقية بآلات من القمامة

ذات صلة

الصورة
تظاهرة حاشدة في لندن (ربيع عيد)

سياسة

في الذكرى السنوية لحرب الإبادة الجماعية على غزة، خرج اليوم مئات الآلاف في العاصمة البريطانية، في تظاهرة تضامنية مع غزة والدعوة لمعاقبة إسرائيل على جرائمها
الصورة
إحراق محلات تجارية في رام الله، في 30 مايو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

بدّد اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينتي رام الله والبيرة المتلاصقتين، فجر الخميس، آمال العشرات من التجار الفلسطينيين الذين أنهوا قبل أيام تجهيز محالهم
الصورة
سمر نصار هدف الأردن الوصول إلى مونديال 2026 وهذه مفاجأتنا لشعب فلسطين

رياضة

تحدثت سمر نصار، الأمينة العامة للاتحاد الأردني لكرة القدم، في حوار حصري مع "العربي الجديد"، عن أهداف منتخب "النشامى" القادمة بعد ضمان الوصول إلى نهائي كأس آسيا.

الصورة
الفلسطينيون يحيون الذكرى الـ75 للنكبة وسط الضفة

سياسة

قطعت 75 ثانية من صافرات الإنذار عند الواحدة بعد ظهر اليوم الإثنين بتوقيت القدس، كلمات المتحدثين في المهرجان المركزي وسط الضفة الغربية لإحياء الذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية، حين تعرض الشعب الفلسطيني في عام 1948 للتهجير القسري الجماعي
المساهمون