الفلسطينية جميلة سكر... بناء جسور العودة عبر الفن التشكيلي

11 سبتمبر 2017
من مشغولات الفلسطينية جميلة سكر (العربي الجديد)
+ الخط -
تحلم الفنانة الفلسطينية الشابة، جميلة سكر، أن تعود عائلة والدتها، التي هاجرت إلى الأردن عام 1967، إلى وطنها. وتحاول منذ صغرها أن تجد حلاً لذلك، لكنها كأي فلسطينية عاجزة عن الوقوف في وجه حواجز الاحتلال، والحدود التي رسمها لوطنها المسلوب.

قررت سكر وهي من قرية وادي فوكين غربي مدينة بيت لحم، أن تبني جسوراً للعودة عبر الفن التشكيلي الذي تحبه، لذا جعلت من حلم العودة، والقضية الفلسطينية أساساً في رسوماتها والمجسمات الفنية التي تصنعها، ومنها مفتاح العودة الذي صنعته من الأسلاك الشائكة، وبعض الأشكال الفنية الأخرى.

ترى سكر، خلال حديثها مع "العربي الجديد"، أنها تحقق حلم العودة من خلال الفن الذي يعبر عن ذاتها، وذات كل فلسطيني مغترب، فرّقته الحدود، وسنوات الغياب الطويلة، لذا تحاول قدر المستطاع أن تغرس ذلك الفن في نفوس متابعيها وأصدقائها والأطفال الصغار.

تبرز تلك الفتاة الشابة، ضمن أحد أهدافها، الحياة الجميلة في فلسطين، من خلال لوحات الطبيعة، والتراث والحياة العامة سواء عبر صنع مجسمات من الورق، أو الفخار، أو لوحات فنية فلسطينية الطابع، رغبة منها بتوثيق القضية الفلسطينية في وجهين مختلفين، يرمز أحدهما للحياة، والآخر للمعاناة من الاحتلال الإسرائيلي.

ومن خلال فنها التشكيلي، تطمح سكر إلى أن تنظم معرضاً خاصاً بها وبلوحاتها، يحمل رسالة للعالم عن حب وتمسك الفلسطينيين بالحياة، وحق اللاجئين وعلى رأسهم عائلة جدها بالعودة إلى وطنهم، والعيش في أرضهم بأمن وسلام، وحياة هنيئة ملؤها الحب.


إحدى الرسومات(العربي الجديد) 



من وجهة نظر سكر، فإن "الشعب الفلسطيني ليس شعباً يعيش تحت الاحتلال فقط، بل هو شعب مثقف وواعٍ، ويحمل رسالة، هو شعب ليس كما يراه العالم مهمشاً ومستعطفاً، بل يملك الكثير من القيم والطاقات الهامة التي تجعله شعباً ذا ثقل في هذا العالم الكبير".

يستغرق إنجاز مجسمات سكر قرابة الأسبوع، ولديها مجسمات للجدار، وللأبراج العسكرية، وتنوي أيضاً صناعة مجسمات تبرز الجانب المظلم المتمثل بسرقة الأراضي وإقامة المستوطنات، والحواجز، والتي ترمز إلى الموت.

من أعمال الفخار(العربي الجديد) 


الطبيعة حاضرة (العربي الجديد) 


ولديها العديد من اللوحات الطبيعية، والوطنية، والإنسانية، وأخرى تعبر عن حالتها الشخصية، وعن طموحها وحلمها بالعودة، الذي تنوي تركيز عملها وفنها عليه حتى يرى العالم هذا الحق من وجهة نظر أصحابه.

حلم جميلة سكر أن ترسم في المستقبل حياة الفلسطينيين من دون احتلال، وأن تصبح فنانة معروفة، وتنظم في المستقبل القريب معرضاً للوحاتها وأفكارها، وتقول: "أنا كأي فنان شاب، يرغب ويحلم بأن يصبح مشهوراً في العالم".

ومع ذلك الحلم، ستواصل سكر عرض لوحاتها مع أصدقائها في الجامعة، وتدريبه في مراكز التدريب، وتدريسه بشكل تطوعي لطلبة المدراس، لأنها رسالة الفن التي تحملها للوطن حتى يعود.



المساهمون