الفلسطينية "فداء".. تنافس على لقب "أفضل معلم في العالم"

26 ديسمبر 2015
FF0DB998-25F1-4DF4-8FDC-A717716560EE
+ الخط -
داخل مدرسة حكومية يعود بناؤها لعشرات السنوات في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، وبإمكانات لا تتعدى الوسائل التعليمية البسيطة، وبإرادة حديدية وطاقة لا حدود لها، تأسر المعلمة فداء زعتر بروحها المرحة وأساليبها المتحررة من التقليد في طرق التدريس ألباب طالباتها، خلال إعطائها الحصص الدراسية للصف الأول الابتدائي.

تلك الروح والقدرات التي ميّزت فداء منذ عملها في سلك التدريس قبل 15 عاماً، كانت كفيلة بأن توصلها للتميّز العالمي، وتكون من بين أفضل خمسين معلماً ومعلمة حول العالم، وتترشح لجائزة أفضل معلم بالعالم ضمن مسابقة (غلوبال تيتشر برايز) في بريطانيا، والتي تصل قيمة جائزتها إلى مليون دولار للمعلم الفائز.

وأطلقت مؤسسة "فاركي" في دولة الإمارات العربية المتّحدة، هذه الجائزة، والتي تمنح لأفضل معلّم في العالم، وتبلغ قيمتها مليون دولار أميركي تُمنح للمعلم الذي سيتم اختياره من بين المرشحين.

اختيرت فداء التي تعمل مُدرسة للصف الأول في مدرسة الخنساء الأساسية للبنات في نابلس، بناء على إنجازاتها التراكمية، ضمن 11 معلماً فلسطينياً للمشاركة في المسابقة التي تقدم لها أكثر من 8 آلاف معلم حول العالم، ليتم اختيار 50 معلماً منهم فيما بعد، ثلاثة منهم فلسطينيون ومعلم أردني، ليكونوا هم الأربعة المدرسين العرب الذين تمكنوا من الوصول لهذه المرحلة.

داخل غرفة الصف التي امتلأت بالوسائل واللوحات التعليمية التي صنعتها فداء، وعلى أنغام أغاني الأطفال، بدأت المعلمة حصة الرياضيات وسط أجواء من المرح والسعادة واستقبال ممتع للمعلومة واستيعابها، رقصات وأغانٍ ترافق كل إنجاز يقمن به الطالبات الموزعات ضمن مجموعات متجانسة بحسب قدراتهن، وشرح المادة يتم باستخدام مهارات ولوحات تعليمية تتناسب مع اختلاف القدرات. انتهت الحصة دون أي شعور بالملل.

فداء التي "ناضلت" لتكون معلمة الصف الأول الأساسي، بحسب قولها، لتزرع فيهم القيم والأخلاق والقواعد والنظام في أولى مراحلهم المدرسية، وصفت لحظة علمها باختيارها ضمن أفضل خمسين معلماً بالعالم بـ"الصدمة". وقالت: "كانت صدمة كبيرة عندما وصلتني الرسالة باختياري ضمن أفضل خمسين معلماً، خاصة أنه تم اختيار ثلاثة معلمين فلسطينيين، ومعلم أردني، أي أننا نحن الأربعة فقط من نمثل العالم العربي في هذه المسابقة، وهذا فخر كبير لنا".

تواصل حديثها وتقول: "فلسطين برغم صغرها وقلة إمكاناتها تم اختيار ثلاثة معلمين منها، بالمقابل اختير ثلاثة من بريطانيا وثلاثة من اليابان، ودول أخرى كبيرة لديها إمكانات وقدرات لا تقارن بإمكاناتنا المتواضعة".

وأوضحت المعلمة أن المسابقة بدأت عبر مراحل، حيث بدأت بترشيح نحو 8 آلاف معلم حول العالم، اختير منهم 50، وفي المرحلة المقبلة سيتم اختيار عشرة معلمين، وتنتهي باختيار أفضل معلم بالعالم".

وحول تطلعها للوصول إلى لقب أفضل معلم قالت فداء "بداية لم يخطر ببالنا أنه سيتم اختيارنا فعلاً ضمن أفضل خمسين معلماً، ليس لعدم ثقتنا بأنفسنا أو قدراتنا، لكن عندما كنا نقارن الإمكانات والقدرات والوسائل التكنولوجية المتاحة لنا مع الدول المتقدمة بالعالم وحتى الدول العربية الأخرى، كنا نلحظ الفرق الشاسع فيما بيننا". وأضافت: "نحن الآن نتطلع للمرحلة المقبلة وهي (Top 10)، وأسأل الله أن يكون أحدنا نحن الفلسطينيين الثلاثة من بين هؤلاء العشرة، لنرفع اسم فلسطين عالياً".

وبحسب أرقام صادرة عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، يبلغ عدد المعلمين العاملين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية قرابة 44 ألف معلم ومعلمة، يدرّسون أكثر من مليون طالب وطالبة.

وعن طموحها حال حصولها على لقب أفضل معلم وجائزة المليون دولار، قالت: "هذا السؤال كان أحد البنود في تعبئة استمارة المسابقة، وقد كتب بجواره أن المبلغ هو حقك الشخصي، لكن بالنسبة لي، أتمنى أن أحقق حلم حياتي بتأسيس مدرسة تتوفر فيها المواصفات كافة؛ غرفة للألعاب والمصادر والموسيقى وغيرها، وتحتوي على ملعب كبير يكون بمثابة نادٍ ومتنفسٍ للأطفال حتى بعد انتهاء الدوام". وأضافت: "لو حصلت على المليون، سأعمل على مساعدة المدارس المحيطة التي لم يحالفها الحظ بالحصول على أجهزة إلكترونية، وأسعى جاهدة لتوفير أجهزة لابتوب وشاشات عرض في الصفوف".

وتابعت: "هدفنا كمعلمين فلسطينيين ليس مادياً، وإنما أن نصدِّر اسم فلسطين على قائمة الشرف، وهذا ما جعلنا منذ بداية اختيارنا أن نتعاون معاً، لننقل الصورة المشرقة للمعلم الفلسطيني والشعب الفلسطيني في العالم، بأننا شعب مثقف نعشق الحرية والسلام".

وترشحت المعلمة فداء زعتر للجائزة إلى جانب المعلمة في مدرسة بنات سميحة خليل الثانوية بمحافظة رام الله والبيرة (وسط الضفة)، حنان الحروب، والمعلم بمدرسة مغتربي بير نبالا في ضواحي القدس، جودت خليل صيصان.


اقرأ أيضاً: غزة.. أطفال كبروا وأصبحوا فنانين

دلالات

ذات صلة

الصورة
آثار قصف مدرسة الزيتون ج جنوب مدينة غزة (فيسبوك)

سياسة

استشهد أكثر من 21 شخصاً في مدرسة تؤوي نازحين في حيّ الزيتون بجنوب مدينة غزة إثر استهدافها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
جرفات الاحتلال تهدم منزلاً تحصن فيه مقاومون في قباطية / جنين 13 يونيو 2024 (Getty)

سياسة

على مدار عشر ساعات كاملة خاض ثلاثة مقاومين في بلدة قباطية، جنوب مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، معركة غير متكافئة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
دبابة إسرائيلية تسير على طول الحدود مع قطاع غزة 7 أغسطس 2024 (أمير ليفي/Getty)

سياسة

قال مسؤلون أميركيون رفيعو المستوى في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع إنهم لا يتوقعون أن تصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس بايدن.
الصورة
الضفة الغربية \ اقتحام جنين، 31 أغسطس 2024 (الأناضول)

سياسة

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اقتحامات على مدن وقرى في الضفة الغربية المحتلة، وسط اعتقالات طاولت مواطنين بينهم أسرى محررون.
المساهمون