يقدر مختصون أن عدد الفلسطينيين على موقع "فيسبوك"، يزيد على مليوني مستخدم. ومنذ انطلاق "الانتفاضة الثالثة"، حرص الاحتلال على تفعيل إجراءات لمراقبة نشاط الفلسطينيين على "فيسبوك"، على اعتبار أن الجيل الذي يقاوم الآن هو "جيل الفيسبوك". وشددت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على اعتبار أن الفضاء الافتراضي، سيما مواقع التواصل الاجتماعي، قد لعب الدور الأساس في تأجيج ما بات يعرف بـ "ثورة السكاكين"؛ وأخذت تشن حملة واضحة لتوظيف هذا الفضاء في إحباط عمليات المقاومة.
وقد شرعت المخابرات الإسرائيلية في حملة واسعة تهدف إلى إحباط عمليات المقاومة وتقليص مشاركة الشباب الفلسطيني في هبة القدس من خلال محاولة التعرف إلى الشباب والفتية الفلسطينيين، الذين يبدون اهتماماً بالانخراط في العمل المقاوم، من خلال متابعة طابع أنشطتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. كما فوجئ عدد كبير من الشباب الفلسطيني مؤخراً بتلقيهم عددا كبيرا من طلبات الصداقة الوهمية على حساباتهم على "فيسبوك"، حيث بدا أن أصحاب هذه الطلبات يحاولون الحصول على معلومات عن النشطاء الذين يبدون حرصاً على المشاركة في المظاهرات أو الذين تعكس منشوراتهم حماساً لعمليات المقاومة.
ويقول الصحافي والمدون الفلسطيني عامر بعلوشة إنه لاحظ مؤخراً تزايد عدد طلبات الصداقة التي يتلقاها حسابه على "فيسبوك" بشكل لافت، حيث إنه كان معتاداً على استقبال عدد محدود من هذه الطلبات. وأشار بعلوشة إلى أن هذه الطلبات أثارت الريبة لديه، حيث إنها جميعاً تضع صوراً وشعارات ذات طابع "وطني"، علاوة على أنها مركبة ومتنوعة، حيث إن بعضها يحمل أسماء ذكور، والأخرى تحمل أسماء إناث. وقال بعلوشة لـ "العربي الجديد": "إن أصحاب هذه الطلبات يتحدثون في الرسائل الخاصة عن تضامنهم مع أحداث القدس ويزعمون أن لديهم رغبة بالمشاركة فيها، وفي الوقت ذاته يحرصون عن السؤال عن الشباب الذي ينشط في تنظيم المظاهرات وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وأرقام هواتفهم ومعلومات شخصية عنهم".
من ناحيته يؤكد خالد صافي، المدون والخبير في مجال مواقع التواصل الاجتماعي "إن الدفع بها العدد الكبير من طلبات الصداقة، التي تستهدف الحسابات الفلسطينية يمثل جزءاً من الحملة التي تشنها المخابرات الإسرائيلية، والتي لا تستهدف فقط محاولة معرفة من ينوي القيام بعمليات مقاومة فقط، بل تهدف للتعرف إلى هوية الشباب والشابات المرابطين في المسجد الأقصى وتحديد هوياتهم واعتقالهم". وقال صافي لـ "العربي الجديد": "من أهم سمات الحسابات الوهمية أنها تكون بدون تاريخ، ما يدلل على أنها حديثة الإنشاء، وتحتوي على عدد قليل من المنشورات "تؤيد الانتفاضة بشكل ساذج وتكون منقولة من صفحات أخرى". ويشدد المختصون في وسائل التواصل الاجتماعي على أهمية عدم قبول الناشطين الفلسطينيين صداقة أحد في هذه الفترة.
اقرأ أيضاً: الاحتلال يهدد الناشطين لتغييبهم إلكترونياً
من جهته، أكّد نداف إيال، المعلق في قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، "إن الفلسطينيين ومن يدعمهم من العرب والمسلمين والأجانب قلصوا هامش المناورة أمام إسرائيل من خلال إغراق الشبكة بعدد كبير من المواد، وضمنها أشرطة فيديو، تحرج إسرائيل وتشكك في روايتها".
وفي تعليق بثته القناة ليلة الخميس، أوضح إيال "أن مواجهة الرواية الفلسطينية في الفضاء الإلكتروني تبدو مستحيلة"، مشيراً إلى النشطاء الفلسطينيين يوثقون سلوك الجنود الإسرائيليين بالصوت والصورة، وبشكل مكثف. وقد نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها الصادر أمس الجمعة عن وزراء في الحكومة قولهم إن الأداء الإسرائيلي مثير للإحباط، بسبب العجز عن تقديم ردود سريعة ما "الدعاية" الفلسطينية. ولا يساور ساشا دروتا، المسؤول السابق عن الإعلام الجديد في ديوان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، شك بأن توظيف الإنترنت، وعلى وجه الخصوص مواقع التواصل الاجتماعي حسن من قدرة الفلسطينيين على مفاجأة إسرائيل وإدارة نضال "ناجع" ضدها.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة الإذاعة العامة "ريشيت بيت" الجمعة، قال ساشا إن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دوراً مركزياً في التحريض على تنفيذ عمليات الطعن بالسكاكين، لأنها سهلت من عملية نقل الرسائل بين كل المناطق التي يتواجد فيها الفلسطينيون. وأضاف ساشا، الذي يدير حالياً مؤسسة خاصة تعنى بمتابعة الإعلام الجديد، إن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت عملياً في الغاء الحدود بين قطاع غزة والضفة الغربية، بحيث إن الرسائل "التحريضية" التي تنطلق من قطاع غزة وتحث على تنفيذ عمليات الطعن لم يعد بالإمكان اعتراضها وفرملتها، مقارنة مع شبكات الاتصال التقليدية التي كانت سائدة. ودعا ساشا الجهات الحكومية الإسرائيلية إلى "رفع القفازات" وتجنيد عدد كبير من الأشخاص لرصد مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية والعربية والإسلامية التي تنشط في التركيز على ما يحدث حالياً في الأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى أنه لوحظ مؤخراً أن جهات تتبع الحكومة الإسرائيلية تنشط في التصدي لما يعرضه الإعلام الجديد بالعربية، مستدركاً أن هذا الجهد غير كاف. وحث على وجوب تشكيل أطقم عمل إسرائيلية تعمل ليلاً ونهاراً وتعكف على إعداد ردود على كل منشور وتغريدة يتم نشرها في مواقع التواصل العربية، إلى جانب المبادرة بنشر مواد تقلص من تأثير الأنشطة العربية والفلسطينية على مواقع التواصل.
وقد يكون سبب الفشل الإسرائيلي في الحرب الافتراضي مرده إلى النقص في عدد المنضوين في الجهد الإسرائيلي. فقد كشف النقاب في إسرائيل مؤخراً عن وجود مدونين يهود من جميع أرجاء العالم، يعملون في مجال دعم الدعاية الإسرائيلية ويجيدون استخدام أكبر عدد من اللغات، حيث يحرصون على تقديم ردود على ما ينشره الفلسطينيون. وذكرت الإذاعة العبرية أن هؤلاء المدونين يعملون بالتعاون مع كل من دائرتي الإعلام في كل من ديوان رئيس الحكومة ووزارة الخارجية.
وعلى الرغم من الحملة التي تشنها إسرائيل على مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية واتهامها بـ "التحريض على العنف والإرهاب"، فإن التحريض الإسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي هو ما مهّد لاندلاع الموجة الحالية من عمليات المقاومة. فقد حرص وزير الزراعة والاستيطان الإسرائيلي أوري أرئيل، الذي كان يقود غلاة المستوطنين في اقتحامات المسجد الأقصى على توظيف موقعه الشخصي للتحريض على هذه الاقتحامات. وقد فطن أرئيل، الذي كان يقتحم الحرم تحت حماية عناصر الشرطة، إلى نشر أشرطة فيديو توثق قيامه بـ "الصلاة" بالقرب من مسجد القبة المشرفة، على موقع، لدعوة المزيد من اليهود للانضمام إليه في الاقتحامات القادمة. وتواصل وسائل الإعلام العبرية نشرها تقارير يومية وأخبار عن هذا الجيل الجديد الذي يرهبها بقدراته، من دون فصله عن أدوات التواصل الاجتماعي، فتكتب الصحيفة العبرية "معاريف" مثلا "جيل تويتر ينزل لسفك الدم"، وعناوين أخرى مثل "فيسبوك وتويتر على رأس لائحة الاتهام".
اقرأ أيضاً: عنصرية على مواقع التواصل العبرية
وقد شرعت المخابرات الإسرائيلية في حملة واسعة تهدف إلى إحباط عمليات المقاومة وتقليص مشاركة الشباب الفلسطيني في هبة القدس من خلال محاولة التعرف إلى الشباب والفتية الفلسطينيين، الذين يبدون اهتماماً بالانخراط في العمل المقاوم، من خلال متابعة طابع أنشطتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. كما فوجئ عدد كبير من الشباب الفلسطيني مؤخراً بتلقيهم عددا كبيرا من طلبات الصداقة الوهمية على حساباتهم على "فيسبوك"، حيث بدا أن أصحاب هذه الطلبات يحاولون الحصول على معلومات عن النشطاء الذين يبدون حرصاً على المشاركة في المظاهرات أو الذين تعكس منشوراتهم حماساً لعمليات المقاومة.
ويقول الصحافي والمدون الفلسطيني عامر بعلوشة إنه لاحظ مؤخراً تزايد عدد طلبات الصداقة التي يتلقاها حسابه على "فيسبوك" بشكل لافت، حيث إنه كان معتاداً على استقبال عدد محدود من هذه الطلبات. وأشار بعلوشة إلى أن هذه الطلبات أثارت الريبة لديه، حيث إنها جميعاً تضع صوراً وشعارات ذات طابع "وطني"، علاوة على أنها مركبة ومتنوعة، حيث إن بعضها يحمل أسماء ذكور، والأخرى تحمل أسماء إناث. وقال بعلوشة لـ "العربي الجديد": "إن أصحاب هذه الطلبات يتحدثون في الرسائل الخاصة عن تضامنهم مع أحداث القدس ويزعمون أن لديهم رغبة بالمشاركة فيها، وفي الوقت ذاته يحرصون عن السؤال عن الشباب الذي ينشط في تنظيم المظاهرات وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وأرقام هواتفهم ومعلومات شخصية عنهم".
من ناحيته يؤكد خالد صافي، المدون والخبير في مجال مواقع التواصل الاجتماعي "إن الدفع بها العدد الكبير من طلبات الصداقة، التي تستهدف الحسابات الفلسطينية يمثل جزءاً من الحملة التي تشنها المخابرات الإسرائيلية، والتي لا تستهدف فقط محاولة معرفة من ينوي القيام بعمليات مقاومة فقط، بل تهدف للتعرف إلى هوية الشباب والشابات المرابطين في المسجد الأقصى وتحديد هوياتهم واعتقالهم". وقال صافي لـ "العربي الجديد": "من أهم سمات الحسابات الوهمية أنها تكون بدون تاريخ، ما يدلل على أنها حديثة الإنشاء، وتحتوي على عدد قليل من المنشورات "تؤيد الانتفاضة بشكل ساذج وتكون منقولة من صفحات أخرى". ويشدد المختصون في وسائل التواصل الاجتماعي على أهمية عدم قبول الناشطين الفلسطينيين صداقة أحد في هذه الفترة.
اقرأ أيضاً: الاحتلال يهدد الناشطين لتغييبهم إلكترونياً
من جهته، أكّد نداف إيال، المعلق في قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، "إن الفلسطينيين ومن يدعمهم من العرب والمسلمين والأجانب قلصوا هامش المناورة أمام إسرائيل من خلال إغراق الشبكة بعدد كبير من المواد، وضمنها أشرطة فيديو، تحرج إسرائيل وتشكك في روايتها".
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة الإذاعة العامة "ريشيت بيت" الجمعة، قال ساشا إن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دوراً مركزياً في التحريض على تنفيذ عمليات الطعن بالسكاكين، لأنها سهلت من عملية نقل الرسائل بين كل المناطق التي يتواجد فيها الفلسطينيون. وأضاف ساشا، الذي يدير حالياً مؤسسة خاصة تعنى بمتابعة الإعلام الجديد، إن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت عملياً في الغاء الحدود بين قطاع غزة والضفة الغربية، بحيث إن الرسائل "التحريضية" التي تنطلق من قطاع غزة وتحث على تنفيذ عمليات الطعن لم يعد بالإمكان اعتراضها وفرملتها، مقارنة مع شبكات الاتصال التقليدية التي كانت سائدة. ودعا ساشا الجهات الحكومية الإسرائيلية إلى "رفع القفازات" وتجنيد عدد كبير من الأشخاص لرصد مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية والعربية والإسلامية التي تنشط في التركيز على ما يحدث حالياً في الأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى أنه لوحظ مؤخراً أن جهات تتبع الحكومة الإسرائيلية تنشط في التصدي لما يعرضه الإعلام الجديد بالعربية، مستدركاً أن هذا الجهد غير كاف. وحث على وجوب تشكيل أطقم عمل إسرائيلية تعمل ليلاً ونهاراً وتعكف على إعداد ردود على كل منشور وتغريدة يتم نشرها في مواقع التواصل العربية، إلى جانب المبادرة بنشر مواد تقلص من تأثير الأنشطة العربية والفلسطينية على مواقع التواصل.
وقد يكون سبب الفشل الإسرائيلي في الحرب الافتراضي مرده إلى النقص في عدد المنضوين في الجهد الإسرائيلي. فقد كشف النقاب في إسرائيل مؤخراً عن وجود مدونين يهود من جميع أرجاء العالم، يعملون في مجال دعم الدعاية الإسرائيلية ويجيدون استخدام أكبر عدد من اللغات، حيث يحرصون على تقديم ردود على ما ينشره الفلسطينيون. وذكرت الإذاعة العبرية أن هؤلاء المدونين يعملون بالتعاون مع كل من دائرتي الإعلام في كل من ديوان رئيس الحكومة ووزارة الخارجية.
وعلى الرغم من الحملة التي تشنها إسرائيل على مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية واتهامها بـ "التحريض على العنف والإرهاب"، فإن التحريض الإسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي هو ما مهّد لاندلاع الموجة الحالية من عمليات المقاومة. فقد حرص وزير الزراعة والاستيطان الإسرائيلي أوري أرئيل، الذي كان يقود غلاة المستوطنين في اقتحامات المسجد الأقصى على توظيف موقعه الشخصي للتحريض على هذه الاقتحامات. وقد فطن أرئيل، الذي كان يقتحم الحرم تحت حماية عناصر الشرطة، إلى نشر أشرطة فيديو توثق قيامه بـ "الصلاة" بالقرب من مسجد القبة المشرفة، على موقع، لدعوة المزيد من اليهود للانضمام إليه في الاقتحامات القادمة. وتواصل وسائل الإعلام العبرية نشرها تقارير يومية وأخبار عن هذا الجيل الجديد الذي يرهبها بقدراته، من دون فصله عن أدوات التواصل الاجتماعي، فتكتب الصحيفة العبرية "معاريف" مثلا "جيل تويتر ينزل لسفك الدم"، وعناوين أخرى مثل "فيسبوك وتويتر على رأس لائحة الاتهام".
اقرأ أيضاً: عنصرية على مواقع التواصل العبرية