يستمر الفريق الإيراني المفاوض بعقد الجلسات العلنية وغير العلنية مع المسؤولين ووسائل الإعلام في إيران للدفاع عن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران مع الغرب في فيينا الشهر الماضي، وللرد على منتقدي الاتفاق في الداخل، ولا سيما أولئك المنتمين للطيف المحافظ المتشدد.
وعقد الوفد، اليوم الأحد، برئاسة وزير خارجية البلاد محمد جواد ظريف، جلسة في مقر صحيفة "اطلاعات" للرد على تساؤلات البعض المتعلقة بتفاصيل الاتفاق. دافع أعضاء الوفد بشكل عام عن الاتفاق، واعتبروا أنه يصب لمصلحة البلاد.
وقال ظريف إنه منذ التوصل للاتفاق تغيّرت نظرة الآخرين نحو إيران، كما تغيّرت طريقة تعامل العديد من الأطراف معها، مشيراً إلى أنه من السلبي التسويق بين الإيرانيين بأن هذا الاتفاق يعني الخسارة أو أنه قدم تنازلات مصيرية، لافتاً إلى أن الحكومة ستعمل على تحسين الاقتصاد بعد سنوات من فرض العقوبات، وهذا من خلال تطوير العلاقات مع الآخرين.
من جهته، أكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، الذي قاد المفاوضات التقنية والفنية مع الغرب، أن كل البنود في هذا الاتفاق تراعي خطوط البلاد الحمراء المعلن عنها سابقاً.
وأوضح أن إيران ستعمل على الاستفادة من برنامجها النووي تجارياً، معتبراً أن بعض القيود والمحددات جاءت لتبديد قلق الغرب من عدم وجود أي أبعاد عسكرية لبرنامج طهران النووي، مشدداً على ضرورة التزام البلاد بكل التعهدات الدولية والخضوع للتفتيش المنظّم للمنشآت النووية.
بدوره، قال كبير المفاوضين ومساعد وزير الخارجية، عباس عراقجي، إنه سيدافع عن هذا الاتفاق أمام الجميع، مضيفاً أن العقوبات المفروضة على البلاد ستُلغى فور تطبيق الاتفاق عملياً.
وأشار إلى أن الإبقاء على بعض العقوبات جاء أيضاً بموافقة المرشد علي خامنئي، موضحاً أن تطبيق الاتفاق سيكون بعد فترة أقصاها ثلاثة أشهر، حيث يحتاج كل من مجلس الشورى الإسلامي والكونغرس الأميركي لهذه الفترة لصك وإقرار الاتفاق ليتحوّل بعدها إلى اتفاق ساري المفعول.
وخلال هذه الفترة تستمر الجلسات والاجتماعات بين هؤلاء الأعضاء وبين نواب مجلس الشورى في إيران، حيث حضر عراقجي، في وقت لاحق اليوم، أمام أعضاء لجنة الأمن القومي في البرلمان وأجاب عن تساؤلاتهم خلال جلسة استمرت لثلاث ساعات.
ونقلت وكالة "مهر" عن المتحدث باسم هذه اللجنة، حسين نقوي، أن عراقجي شرح للنواب تفاصيل الاتفاق، وأجاب عن أسئلة تتعلق بنشاط منشأتي فردو ونتانز النوويتين، فضلاً عن أسئلة أخرى تتعلق بموضوع تفتيش المواقع غير النووية.
وأضاف نقوي أن عراقجي أكد على اتفاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع هيئة الطاقة الذرية الإيرانية على حل موضوع موقع بارتشين في المستقبل القريب، وأن التفاصيل المتفق عليها سرية ولا يمكن الإعلان عنها، حيث إن بارتشين ما زال ملفاً خلافياً مع إيران التي تقول إنه موقع عسكري، ولكن الوكالة تشكك بإجراء تجارب نووية فيه.
كما لفت نقوي إلى أن البرلمان سيراقب تنفيذ الاتفاق عن كثب وسيرد على أي إخلال بالتعهدات من قبل الأطراف المقابلة لطهران.
وفي السياق نفسه، حضر كل من صالحي والمتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أمام لجنة الطاقة في البرلمان، مساء الأحد، وأجابا عن تساؤلات أعضائها حول الاتفاق أيضاً، بعد أن قدم ظريف نص الاتفاق بالفارسية والانجليزية لنواب البرلمان الذين يتحضّرون لتشكيل اللجنة المسؤولة عن الإشراف على تنفيذ الاتفاق بموجب قانون "حفظ المنجزات النووية" والذي أقره النواب سابقاً.
اقرأ أيضاً: نجل رفسنجاني يدخل السجن لقضاء 10 سنوات بتهم فساد