الفاتيكان يعرض التوسّط بين الحكومة والمعارضة الفنزويلية

29 مارس 2014
من تظاهرة للمعارضة الفنزويلية في كراكاس قبل أيام (Getty)
+ الخط -

أكد الفاتيكان استعداده للمساعدة في تسهيل الحوار بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة بهدف إنهاء الاحتجاجات التي تشلّ البلاد منذ قرابة شهر ونصف، وذلك بعد إعلان الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أنه يقبل مشاركة وسيط دولي في حوار السلطات مع المعارضة، كما أوصت بعثة اتحاد أمم أميركا الجنوبية، التي زارت فنزويلا هذا الأسبوع.

وقال المتحدث باسم الفاتيكان، فيديريكو لومباردي، لوكالة "اسوشيتد برس": إن البابا "على استعداد وراغب بالفعل في القيام بما هو ممكن لصالح البلاد وصفائها". وأضاف: "الفاتيكان في حاجة إلى فهم إن كان تدخله سيسفر عن نتائج مرغوبة".

وكان الرئيس الفنزويلي أعلن أنه يقبل أن يختار اتحاد أمم أميركا الجنوبية، مجموعة من وزراء خارجية الدول الأعضاء كي يقوموا بالوساطة بين الحكومة والمعارضة. وأوضح أنه يوافق أيضاً على مشاركة سكرتير دولة الفاتيكان وسفيرها السابق لدى فنزويلا، بيترو بارولين، في المحادثات.

وأكد مادورو أن مَن يرغب في السلام سيتحاور حتى النهاية. وأضاف: "لن نضع شروطاً من أجل المشاركة في المحادثات".

وتزامنت هذه التصريحات مع ارتفاع عدد القتلى خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد إلى 37 قتيلاً. وقالت المدعي العام في فنزويلا، لويزا أورتيغا، إن 559 شخصاً آخرين أصيبوا في الاحتجاجات. كما حققت السلطات في ما تردد عن وقوع 81 حالة من حالات انتهاكات حقوق الإنسان.

وقالت أورتيغا: "تردد أن هناك حالتين من حالات التعذيب و 75 حالة معاملات وحشية مزعومة وحالتَي قتل وحالتَي شروع في القتل".

وأوضحت أورتيغا أن ثمانية من القتلى في أعمال العنف التي اندلعت في 12 شباط/ الماضي، كانوا أفراداً من قوات الأمن، وأن 168 شخصاً ألقي القبض عليهم لتورطهم في أعمال العنف.

كما جاءت موافقة مادورو على الحوار مع المعارضة، بعدما خففت البرازيل، أكبر قوة اقتصادية في أميركا اللاتينية وصاحبة القوة الدبلوماسية، من دعمها لمادورو، بسبب خيبة الأمل من كيفية تعامله مع الاحتجاجات التي تقودها المعارضة ومع تصاعد المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها فنزويلا.

وقال مسؤولان مقرّبان من رئيسة البرازيل، ديلما روسيف، إن الأخيرة تشعر بخيبة أمل متزايدة من قمع السلطات الفنزويلية للاحتجاجات، ومن رفض مادورو إجراء حوار حقيقي مع زعماء المعارضة. وتخشى من أن هذا التعنت قد يجعل الأزمة السياسية تزداد سوءاً مع مرور الوقت.

يُشار إلى أن الحكومة الفنزويلية، التي تشكلت منذ عام، واجهت انتقادات لحملة القمع العنيفة التي تنتهجها ضد المعارضين الذين يحتجون على التضخم السريع وتفشي الجريمة ونقص السلع الأساسية مثل دقيق الذرة.

وعززت الاحتجاجات من تردي الوضع الاقتصادي في البلاد. وأعلن مادورو، قبل أيام، أن الاحتجاجات تسببت في خسائر لا تقل عن عشرة مليارات دولار.