لا جديد في العالم العربي على صعيد برامج الحوارات الفنية. تحاول هذه البرامج، اليوم، العبور إلى الجمهور، لكنها لا تلبث أن تعود إلى نقطة الصفر، نقطة البداية. تقاوم محطة التلفزة العربية الاستهلاك الفضائي وتقنيات "الديجتال"، وحتى الهواتف الذكية، في سبيل البقاء على رأس قائمة المتابعة والتفاعل.
لكن، يغيبُ عن بالِ هذه المحطّات، اليوم، "الفكر الجامع" بين القدرة على جذب الناس أمام محتوى جديد، وتفاعل الناس أنفسهم مع هذا الجديد. الجديد المفترض أنه إضافي، ولو صُنف في خانة الترفيه. لم تقم المحطَّات العربيَّة باستغلال أو توفير محتوى تقني، كما هو حال شبكة "نتفليكس" مثلاً الخاصة بالأفلام والمسلسلات. بل بقيت المحطات العربية تلعب على وتر فضول الجمهور المتابع، من أجل الاستفادة ممن تبقى من هذا الجمهور، في سبيل الترويج لمحتواها. شهدت مرحلة التسعينيات ذروة الإنتاجات الخاصة ببرامج "الـ"توك شو" الفنية. الفضائيات العربيَّة بدأت، آنذاك، تغزو المحيط العربي، وتوالدت معها الأفكار الخاصة بهذا النوع من البرامج. إذا عدنا قليلاً إلى تلك الفترة نجد أن نسبة المشاهدة تخطَّت أرقامًا تبدو خيالية، لكنها تلاشت مع الوقت. السبب الأوّل، هو انتشار الفضائيات العشوائيَّة، والسبب الثاني، هو غياب المحتوى الجديد. حاول لبنان أو يوظِّف طاقاته وخبراته التقنيّة واللوجستيّة في معظم البرامج الفنيّة، القائمة على حوار بين مذيعٍ وفنّان، مطرب أو ممثل. مهد ذلك لاستثمار تم توظيف طاقاته عربيًا. يومها، كانت الصورة الخليجية تتجه إلى الانفتاح الفضائي، واستطاعت أن تسيطر على عالم الميديا المرئية.
لكن، يغيبُ عن بالِ هذه المحطّات، اليوم، "الفكر الجامع" بين القدرة على جذب الناس أمام محتوى جديد، وتفاعل الناس أنفسهم مع هذا الجديد. الجديد المفترض أنه إضافي، ولو صُنف في خانة الترفيه. لم تقم المحطَّات العربيَّة باستغلال أو توفير محتوى تقني، كما هو حال شبكة "نتفليكس" مثلاً الخاصة بالأفلام والمسلسلات. بل بقيت المحطات العربية تلعب على وتر فضول الجمهور المتابع، من أجل الاستفادة ممن تبقى من هذا الجمهور، في سبيل الترويج لمحتواها. شهدت مرحلة التسعينيات ذروة الإنتاجات الخاصة ببرامج "الـ"توك شو" الفنية. الفضائيات العربيَّة بدأت، آنذاك، تغزو المحيط العربي، وتوالدت معها الأفكار الخاصة بهذا النوع من البرامج. إذا عدنا قليلاً إلى تلك الفترة نجد أن نسبة المشاهدة تخطَّت أرقامًا تبدو خيالية، لكنها تلاشت مع الوقت. السبب الأوّل، هو انتشار الفضائيات العشوائيَّة، والسبب الثاني، هو غياب المحتوى الجديد. حاول لبنان أو يوظِّف طاقاته وخبراته التقنيّة واللوجستيّة في معظم البرامج الفنيّة، القائمة على حوار بين مذيعٍ وفنّان، مطرب أو ممثل. مهد ذلك لاستثمار تم توظيف طاقاته عربيًا. يومها، كانت الصورة الخليجية تتجه إلى الانفتاح الفضائي، واستطاعت أن تسيطر على عالم الميديا المرئية.
نذكر قنوات "أي آر تي" التي انطلقت من إيطاليا، بطابع أوروبيّ مُتوجّه إلى العرب. قدمت اللبنانية، جومانة بوعيد، في فترة التسعينيات برنامج "استديو المشاهدين" الذي استضاف مجموعة من أهم الفنانين الناشئين في الوطن العربي. لم يكن الاستهلاك كما هو اليوم. على العكس، أحد اكتشافات البرنامج، كان الحوار الذي أجرته، بوعيد، مع الفنان العراقي، كاظم الساهر في روما. الساهر الذي انطلق من بيروت منتصف التسعينيات، كان محفزاً لاستثمار وتبني موهبة عراقية شابة تحولت اليوم إلى مرجعية لجيلين من المغنين. أضفت الحوارات الفنية على التلفزيون مزيداً من إبراز صورة الفنانين، واعتمدت على أرشيف غير مستنسخ من "غوغل"، وعلى بعض القصاصات والمراجع الصحافية الخاصة.
اقــرأ أيضاً
وقام بعض المحاورين بنبش حكايات تفيد الجمهور. كان الحوار مع الساهر يدور حول قصة كفاحه أو موهبته، وتمَّت ومناقشة ألحانه وتعاونه في تلك الفترة مع الشاعر الراحل، نزار قباني، بعيداً عن الإثارة الرخيصة، أو رأيه بألبوم زميل له من باب الاستفزار لزميله، وتأمين الرد من قبل الفنان الثاني. يصح تسمية تلك المرحلة، بأنها المرحلة الأكثر موضوعية في الحوارات الفنية. وتُعتبَر مرجعيَّة، كون العدد الأكبر من جيل المغنين، يومها، كان لا يزال في بداياته الفنية، والناس والجمهور يريدون التعرف إلى هؤلاء جميعاً.
بداية القرن الحالي كبرت مساحة هذا النوع من البرامج. نيشان ديرهارتيونيان لعله الأكثر شهرة في الحوارات الفنية التي أزاحت الحوار التقليدي مع المغنين، ودخلت في الخصوصيات. استطاع ذلك أن يقوي حالة الترويج لدى المشاهد. لم يعد الحوار يقتصر على الأغاني أو الشعراء أو القصائد. قليل من الإثارة مثلاً، كان يحاكي فضول المشاهد حول رأي المغني بزميلته ولماذا هاجمها في تصريح، أو التطرق إلى حياته الخاصة، وما يتعلق بالعائلة والمرأة والأطفال. هذه الصورة وسعت الدائرة وتحولت مع الوقت إلى "موضة" في طرح ومناقشة البرامج الحوارية الفنية، وما ترتب على بعض التصريحات من سعة انتشار، تحولت مع الوقت إلى أسلوب في الحوارات الفنية على الشاشة.
السؤال، هل من مُتّسع اليوم لمزيد من البرامج الخاصة بالحوار الفنيَّة؟ وما الذي سيضيفه حوار مع فنان لكثرة ما ظهر في المقابلات، صرنا نعرف عنه كل شيء؟
وقام بعض المحاورين بنبش حكايات تفيد الجمهور. كان الحوار مع الساهر يدور حول قصة كفاحه أو موهبته، وتمَّت ومناقشة ألحانه وتعاونه في تلك الفترة مع الشاعر الراحل، نزار قباني، بعيداً عن الإثارة الرخيصة، أو رأيه بألبوم زميل له من باب الاستفزار لزميله، وتأمين الرد من قبل الفنان الثاني. يصح تسمية تلك المرحلة، بأنها المرحلة الأكثر موضوعية في الحوارات الفنية. وتُعتبَر مرجعيَّة، كون العدد الأكبر من جيل المغنين، يومها، كان لا يزال في بداياته الفنية، والناس والجمهور يريدون التعرف إلى هؤلاء جميعاً.
بداية القرن الحالي كبرت مساحة هذا النوع من البرامج. نيشان ديرهارتيونيان لعله الأكثر شهرة في الحوارات الفنية التي أزاحت الحوار التقليدي مع المغنين، ودخلت في الخصوصيات. استطاع ذلك أن يقوي حالة الترويج لدى المشاهد. لم يعد الحوار يقتصر على الأغاني أو الشعراء أو القصائد. قليل من الإثارة مثلاً، كان يحاكي فضول المشاهد حول رأي المغني بزميلته ولماذا هاجمها في تصريح، أو التطرق إلى حياته الخاصة، وما يتعلق بالعائلة والمرأة والأطفال. هذه الصورة وسعت الدائرة وتحولت مع الوقت إلى "موضة" في طرح ومناقشة البرامج الحوارية الفنية، وما ترتب على بعض التصريحات من سعة انتشار، تحولت مع الوقت إلى أسلوب في الحوارات الفنية على الشاشة.
السؤال، هل من مُتّسع اليوم لمزيد من البرامج الخاصة بالحوار الفنيَّة؟ وما الذي سيضيفه حوار مع فنان لكثرة ما ظهر في المقابلات، صرنا نعرف عنه كل شيء؟