اعتبر رئيس حركة "النهضة" التونسية، راشد الغنوشي، أمس الجمعة، خلال خطبة الجمعة، أن "نجاح المقاومة في غزة حلقة من حلقات صدّ الانقلاب على الربيع العربي".
وأكد أن "حركة الانقلاب التي بدأت في مصر، أُريد لها أن تشمل كامل المنطقة العربية التي عرفت ثورات الربيع العربي واختارت الذهاب الى الديمقراطية، ولكن الحوار الوطني في تونس أفشل هذا السعي إلى وأد الثورات في مرحلة أولى، وكانت الانتخابات التركية الحلقة الثانية من هذا النجاح، في حين يمثل نجاح المقاومة في غزة اليوم الحلقة الثالثة من صدّ الانقلاب على ثورات الربيع العربي".
واضاف الغنوشي أن "العدوان على غزة كان محكّاً امتُحنت فيه الدول والمنظمات والاحزاب والزعامات أيضاً، ولكن عدداً من الدول العربية والاسلامية فُضح أمرها لأنها لم تكن صامتة أو خرساء فقط وإنما تواطأت في الحرب على غزة التي مُوّلت من صناديق عربية".
وشدد على أن المنظمات الأممية بدورها كانت فاشلة وعاجزة عن نصرة حقوق الانسان التي انتُهكت في غزة، بل كانت متواطئة. وأوضح أن هذه الحرب فضحت الدول التي لم تنتصر بصمتها لحركات التحرر وللقانون الدولي والقانون الإنساني. واضاف أنها "حرب لا تتيح الحياد، فإمّا أن تنتصر للحق أو تنتصر للطغيان والاحتلال. ولذلك فالنظام العربي فُضح والنظام الدولي فُضح والكيان الصهيوني خسر كثيراً في هذه المعركة".
وأورد الغنوشي أن "الدراسات الأخيرة أثبتت أن أكثر من 60 في المئة من شباب العالم يناصرون القضية الفلسطينية، حيث لم تفلح آلة الدعاية الصهيونية في حشد الرأي العام العالمي لصالحها كما تفعل في كل مرة، وخرجت التظاهرات في كل عواصم العالم منتصرة لغزة ضد الإرهاب الدولي الذي تمارسه إسرائيل".
واعتبر أن الحرب على غزة أثبتت ان إرادة الإنسان أقوى من كل التكنولوجيا والأسلحة الفتاكة، وأن المقاومة رسمت صورة عن الصمود البطولي والأسطوري برغم التضحيات الكبيرة، ولكن المنازل التي هدمت فوق الأسر الفلسطينية لم تنجح في قهر إرادة الشعب الفلسطيني.